الثاني والخمسين

90 5 2
                                    

اصر عاصم على اصطحابها الى القصر بعد شعوره بتهربها الدائم وكأنها تهاب دخوله فقرر ان يأخذها معه ليزيل عنها تلك الرهبه لكنها طلبت من آيه ان تأتي معها
عبر عاصم بوابة قصره وتوقف بجوار الحديقة ثم نزل من السيارة وكذلك فعلت هبه وآيه..
اشار عاصم الى احد افراد الامن فاتى اليه على الفور.. طلب منه ان يخرج الحقائب من السيارة ويدخلها الى القصر بجناحه الخاص.. اطاعه الحارس باحترام...تحرك عاصم مع هبه وآيه باتجاه القصر لكنه اشار الى سعيد الجنايني فذهب اليه مسرعا وعلى وجهه ابتسامة بشوشة بادله اياها عاصم وهو يقول :
- ده سعيد يا هبه..الفنان اللى نظم الجنينة بالشكل ده.. وكمان بيزرع زهور نادرة هتعجبك جدا..والجناح بتاعنا بيطل عليها.. ودي هبه مراتي يا سعيد..
قال الرجل بوجه بشوش : اهلا بيكي يا ست هانم.. نورتي الدنيا بحالها..
قالت هبه بابتسامة رقيقة:
- اهلا بيك يا عم سعيد..متشكرة اوى..
قال سعيد بلطف : عن اذنكم دقيقة..
ذهب الى الحديقة ثم عاد اليهم وبيده زهرتين اعطى احداهما الى هبه والاخرى لآيه التي ابتسمت بود وقالت هبه بلطف :
- متشكرة اوي يا عم سعيد..تسلم ايدك..
قال سعيد بود : تسلمي يا بنتي..ربنا يهنيكم..
ابتسم له عاصم ثم اتجه معهما الى داخل القصر.. استقبلتهم ام ابراهيم بابتسامة واسعة وهي تقول :
- يا اهلا وسهلا...نورتي الدنيا يا هانم..
ابتسمت لها هبه وقال عاصم :
- دي بقى يا ستي ام ابراهيم اللى كلمتك عنها..
قالت هبه بلطف : اهلا يا ام إبراهيم..عاصم بيقول فيكي اشعار..
قالت ام ابراهيم بود : ده بس من اصله الطيب..
قال عاصم : ام إبراهيم هي المسؤلة عن الفيلا وبعدين هتبقى تعرفك على اللى بيشتغلوا هنا..
قالت ام إبراهيم:
- تحب اجهز الغدا يا فندم..
نظر عاصم لهبه فقالت سريعا :
- لأ مفيش داعي..انا عايزة ارتب الحاجات قبل الوقت ما يتأخر..
قال عاصم بهدوء : طيب اخري الغدا شويه يا ام ابراهيم..
اومأت له ام إبراهيم وانصرفت لعملها..
فقال عاصم لهبه : متقلقيش من الوقت...فى كل الاحوال انا هوصلكم...تعالي افرجك على غرف الاستقبال..
ذهبت معه هى وآيه فقال مشيرا لاحدى الغرف :
- هنا الصالون..واللى هناك اوضة السفرة..وده الليفنج.. تعالي نقعد شويه فيه..
قالت آية بمرح : بس القصر ده واسع اوي..بتمشوا فيه عادي ولا فى مواصلات بتعدي من هنا..
ضحك عاصم وقال : لأ بنمشي..المشي رياضة يا لمضة..
قالت آيه بمرح : خلاص لما اجي ازوركم هبقى اجيب الاسكوتر بتاعي معايا..
ضحكت هبه وقال عاصم بود :
- لو وافقتي تعيشي معانا هتتعودي عليه بسرعة..
قالت باسف :
- ياريت بس مينفعش..اسيب كريم لمين..
قال عاصم: وافقي انتي وانا هقنعه..
ابتسمت آيه وقالت :
- لأ انت كده داخل على طمع يا عمو...عايز تاخد العروسة بولادها...لا يا سيدي خلينا ضيوف خفاف احسن..
قال عاصم بلطف : لا يا آيه انتوا مش ضيوف.. ده بيتكم وتشرفوه فى اي وقت..
عادت ام إبراهيم وبيدها صينيه عليها اكواب عصير قدمتها لهم بترحيب فابتسمت لها هبه وقالت :
- تسلم ايدك يا ام إبراهيم..
قالت ام ابراهيم باحترام : تسلمي يا هانم..
قالت هبه بهدوء : بلاش كلمة هانم دي يا ام إبراهيم.. اسمي هبه..
قالت ام إبراهيم بدهشة : يا خبر ودي تيجي..
قال عاصم بهدوء: هبه اصلها مش بتحب الرسميات..
ابتسمت ام إبراهيم وقالت : امرك يا ست هبه..
انصرفت وارتشفت هبه القليل من العصير ثم قالت :
- مش هتوريني الجناح بئا..
قال عاصم باستغراب:
- مستعجلة كده ليه...اشربي العصير الاول..
قالت هبه : عشان الوقت.. اكيد هاخد وقت طويل فى ترتيب الحاجات..
قال عاصم: حاضر يا حبيبتي..اتفضلي..
خرجا معا باتجاه الردهة ليصعدوا الى جناحه فقابلوا يوسف ومعه سالي تحمل عاصم الصغير...ابتسمت لهم هبه وبادلتها سالي الابتسام وهي تقول بترحيب :
- اهلا يا طنط..القصر نور بيكي..
قالت هبه بابتسامة رقيقة:
- منور بيكم يا حبيبتي.. ازيك يا يوسف..
رد يوسف باقتضاب : الحمدلله..
شعرت هبه بشئ من التوتر فقالت سالي بود :
- بنت حضرتك مش كده..
قالت هبه : ايوة..آيه بنتي..
قالت سالي باسمة : اهلا يا آيه..انا سالي مرات يوسف..
قالت آيه بلطف : اهلا بيكي..اتشرفت بمعرفتك..
قالت هبه بود : وطبعا السكر ده عصوم الصغير...تعالى ابوسك يا قمر..
مدت يدها له فهتف يوسف بحدة :
- لأ من فضلك...هو مش بيحب حد غريب يشيله..
احتقن وجه هبه وشعرت بالحرج الشديد وعقدت آيه حاجبيها فى حين نظرت له سالي بلوم..اما عاصم فقال بعتاب يغلفه القوة :
- هبه مش غريبة يا يوسف..دي مرات جده يعني فى مقام جدته...بكرة ياخد عليها وميقدرش يفارقها..
قالت سالي محاولة تلطيف الموقف:
- يوسف خايف يشبط فيكي ويتعبك..اصله لما بيحب حد مش بيسيبه ابدا..
ثم اقتربت منها واعطتها طفلها وهي تقول بمرح :
- حتى ممكن تجربي بنفسك..
التقطته منها هبه بخجل فتعلق الطفل بها سريعا وابتسم لها فضحكت له وبدأت تداعبه فقرب الصغير وجهه منها وقبلها بوجنتها ضحكت هبه على اثرها فقال عاصم باستنكار مصطنع:
- ولد...انت بتبوس مراتي قدامي..خدي ابنك يا سالي..
ضحكت سالي ومدت يدها لطفلها ليعود اليها لكنه وضع رأسه على كتف هبه برغبة منه فى البقاء معها..
هتف عاصم بدهشة :
- ايه ده بئا ان شاءالله..
قالت هبه وهي تربط على ظهره بحنو :
- الطفل بيحس باللى بيحبه..
قال يوسف بتهكم : وحضرتك لحقتي تعرفيه وتحبيه..
قالت هبه بهدوء: 
- مش لازم تعرف الاطفال عشان تحبها يا يوسف.. اي طفل بيتحب اول ما بتشوفه..خصوصا لو كان بالبراءة والوداعة دي..ماشاءالله عليه..ربنا يحفظه..
مط يوسف شفتيه وقالت سالي برقة:
- ميرسي يا طنط...هاتيه عشان مش يتعبك..
اخذته بهدوء فوجدته قد غفا فقالت بدهشة :
- ده نام...غريبة..عمره ما نام مع حد غيري انا والمربية بتاعته..
قال عاصم بلطف : يظهر ان هو كمان حبك زي ما حبتيه..
ابتسمت له هبه فأضاف محدثا سالي :
- ممكن يا سالي توصلي هبه وآيه للجناح بتاعي..
قالت سالي : اه طبعا يا اونكل..اتفضلوا..
صعدت معهما للأعلى اما عاصم فاقترب من يوسف وقال بضيق :
- من باب الذوق انه لما يكون عندك ضيف فى بيتك تتكلم معاه بأدب..ما بالك لو كانت مرات ابوك اللى احترامها جزء من احترامه..
هتف يوسف بضجر :
- وانا قولت ايه غلط..عصوم فعلا مش بيحب حد غريب يقرب منه..
قال عاصم بسخرية :
- الغريب فعلا ان ابنك طلع بيفهم اكتر منك واتعامل معاها على انها مننا..
تركه عاصم ودخل الى مكتبه فى حين ضغط يوسف على أسنانه بغيظ ثم خرج الى الحديقة..
      ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

فرصة تانيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن