الواحد والثلاثون

91 11 8
                                    

وقفت ببطء وحاولت السير لكن الألم اشتد بشكل لا يحتمل فصرخت متألمة وهى لا تقوى على الحركة.. فهتف هو باسمها فزعا : هبه...
استندت بكلتا يديها على المكتب وهي تقول بألم شديد : مش قادرة انقل رجلي..
فتح باب المكتب ونادى سها التي هبت واقفة ودخلت بسرعة فوجدت هبه تقف متألمة لا تقوى على الحركة
فهتفت بجزع :
- مالك يا مدام هبه..
قال عاصم بلهفة:
- اسنديها معايا يا سها..لازم تروح المستشفى حالا..
هزت هبه رأسها برفض وقالت:
- لأ..ناديلي كريم..
قالت سها بتوتر : باشمهندس كريم نزل عشان الميتينج
هتف عاصم : اتصلي بيه بسرعة يا سها..
عادت سها الى مكتبها لتجري اتصال بكريم فسألتها ريم بقلق :
- هو فى ايه يا سها..
قالت باستعجال : مدام هبه تعبانة اوى..
ثم تركت الهاتف ودخلت مكتب هبه مرة اخرى وهى تقول بتوتر : تليفونه غير متاح..
التفت عاصم اليها وقال :
- خلينا نروح المستشفى وهو يبقى يجلنا على هناك..
قالت هبه بألم : مش قادرة اتحرك..
قال بسرعة : انا هشيلك..
نظرت له هبه بفزع وقالت :
- لأ طبعا..اطلب لي الاسعاف..
هتف عاصم بحدة : هو انا لسة هستنى الاسعاف..
ثم اشار الى سها وقال :
- نادي دينا او ريم يسندوها معاكي عشان تقدر تخرج..
دخلت دينا بالفعل وساعدت سها فى اسناد هبه التي كانت تسير بصعوبة شديدة حتى اجتازت مكتب السكرتارية وعندها قال عاصم بأمر :
- سيبيها انتي يا دينا وارجعي مكتبك..
اطاعته دينا وعادت الى المكتب فقال لسها :
- افتحي الاسانسير..
ثم امسك هو ذراع هبه لاسنادها وهو يجري مكالمة هاتفيه قائلا : ايوه يا حسن..دور العربية وخليها قدام الاسانسير فى الجراج وافتح الباب اللى جنب السواق واخرج انت...لا مش عايزك معايا...خليك مع الامن.. بسرعة يا حسن..
فتحت سها باب المصعد فحمل هو هبه سريعا ليتجاوز بها المسافة المتبقيه ويدخلها اليه دون الاهتمام بمعارضتها..ثم يقول لسها قبل ان يغلق باب المصعد :
- اول ما يرجع كريم قوليله يجي على مستشفى الدكتور عادل..
هتفت سها بقلق :
- حاضر يا عاصم بيه...بس حضرتك مش محتاجني معاك..
قال عاصم بحسم : لأ خليكي انتي..والغي اي مواعيد النهاردة..
ثم اغلق المصعد ونزل بها الى الاسفل..عادت سها الى المكتب فسمعت دينا تقول :
- شوفتي خايف عليها ازاي..
ردت ريم : فعلا...انا عمري ماشوفته قلقان بالشكل ده..
هتفت دينا : لا وراح معاها المستشفى بنفسه..
قالت ريم بإعجاب : بصراحة عاصم بيه جنتل مان مع الناس كلها..
هتفت دينا باستنكار : جنتل مان ايه انتي كمان...ده شكله مهتم بيها..
قالت ريم بإستغراب:
- مهتم بيها ازاي...بئا عاصم بيه اللى بتترمي تحت رجله اجمل ستات البلد..هيسيب كل دول ويهتم بمدام هبه..
تنهدت دينا وقالت بهيام :
- واجمل بنات كمان تتمنى اشارة منه...بس تقولي ايه.. الحب يا بنتي ميعرفش فروق.. يابختها..
اتسعت عينا ريم وقالت بدهشة :
- معقول يكون بيحبها..
هتفت دينا بثقة :
- طبعا..اصلك ماشوفتيش شكله وهو بيقولي سيبيها انتي يا دينا..عينه كانت هتطلع من قلقه عليها وخلى سها تفتح الاسانسير ومسكها هو من ايديها..انا شوفته وانا مستخبيه بعد ما دخلت..
قالت ريم بفضول : وحصل ايه بعد كده..
قالت دينا بأسف : ماشوفتش حاجة تانية... خوفت ياخد باله مني فدخلت على طول..
صاحت سها بحدة :
- خلصتوا مجلس النميمة ولا لسة..
التفتا اليها بدهشة فأكملت بغضب :
- عيب عليكم لما تتكلموا كده على ناس محترمة.. وكأن مصدقتوا تحصل مصيبة عشان تقعدوا تحكوا عليها.. ده بدل ماتطمنوا على الست اللى بتعاملنا كلنا زى بناتها..
قالت دينا بدهشة :
- واحنا قولنا حاجة...احنا بنقول شكله كده مهتم....
قاطعتها سها بحدة :
- ونقول ليه...احنا مالنا...لو حد سمعك بتقولي كده.. هينقل اللى سمعه..وده هيقول ده وكل واحد هيحط شوية بهارات من عنده..والسيرة هتبقى على كل لسان.. ولا هى سمعة الناس عندكم بقت تسليه وملهاش قيمة..
تبادلت ريم ودينا نظرات حرجة قبل ان تقول ريم :
- احنا منقصدش كده طبعا يا سها...بس لفت نظرنا اهتمام عاصم بيه..
هتفت سها بحسم :
- عاصم بيه راجل محترم مع كل الناس..وعمره ما ساب حد فى ازمة..وليه مواقف شهامة كتير وانتوا عارفين.. وحتى لو كان مهتم فدي حاجة تخصه..وميصحش نتكلم عنه ولا عن غيره بالشكل ده..وياريت نركز فى شغلنا احسن..
اخفضت كل منهما عينيها وعادت الى العمل اما سها فقد حمدت الله ان احدا لم يرى عاصم وهو يحمل هبه والا اصبحت رواية فى الافواه لا تنتهي..
          ...........................................................

فرصة تانيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن