الواحد والأربعون

100 9 2
                                    

جلست هبه مساء بشرفتها تتطلع الى السماء وبيدها فنجان من القهوة...غارقة بأفكارها وكأنها بعالم اخر يساعدها صوت فيروز الذي تعشقه...
لا يفارق عينيها مشهد وقوعها بين يدي عاصم ولهفته وخوفه الذي رأته بعينيه...هل حقا يحبها..ام انه موقف طبيعي منه كان ليفعله مع اي شخص اخر لو حدث له نفس الامر..
لكن ما رأته بعينيه كان مختلف...كذلك شعورها هى باقترابها منه وقلبها الذي كاد يخرج من بين ضلوعها من شدة خفقاته ومازال يخفق كلما تذكرت تلك اللحظة وهى بين ذراعيه..
مهلا هبه...فيما تفكرين...ليس من حقك ان تفكري بهذا الامر...لا يمكنك المغامرة بحياتك من اجل مشاعر ربما تكون مؤقتة..
والاهم من ذلك أبنائك..كيف تخبريهم بهذا... وخاصة كريم.. منذ ان كان طفلا وانتي تعامليه كرجل..هل يمكن ان تجرحيه وقد اصبح رجلا بكل معنى للكلمة..
لا...لا يمكن ان افعل هذا...اغلقت عينيها بقوة واطلقت تنهيدة حارة فسمعت صوت آيه تقول بمرح :
- كل دى تنهيدة..
اتسعت عينا هبه وقالت بدهشة وهى تلتفت اليها :
- ايه ده...انتي هنا من امتى..؟
قالت آيه باسمة : من عشر دقايق تقريبا...ايه اللى واخد عقلك اوي كده..
ابتسمت هبه وقالت:
- هيكون ايه يعني غيرك انتي واخوكي..تعالي اقعدي..
جلست آيه بجوارها وهي تقول بمرح :
- بس ايه الجو ده...قهوة وفيروز وقاعدة فى البلكونه سرحانه مع القمر والنجوم...اللى يشوفك يقول بتحبي
توترت نظرات هبه وابتعدت بعينيها وهى تقول بنبرة مهتزة قليلا جاهدت كى لا تظهر:
- ايه اللى بتقوليه ده يا آيه...عيب كده..
ضيقت آيه عينيها وهى تلحظ تغير ملامح امها وتوترها ثم قالت بهدوء:
- الحب مش عيب يا ماما...ده حق كل انسان مادام بعيد عن الغلط..
قالت هبه بتهرب :
- سيبك من الكلام ده وقوليلي...اخبار دراستك ايه.. اوعى يكون الشغل مأثر عليها..
ابتسمت آيه لتهربها وقالت :
- لا خالص..ده مش شغل بالمعنى المفهوم وانا بروح للضرورة بس زي مانتي عارفه..اطمنى يا ماما كله تمام..
ابتسمت هبه وقالت:
- ربنا يوفقك يا حبيبتي..
قالت آيه بخبث : بس عاصم بيه طلع لطيف اوى..
صمتت هبه بتوتر فأكملت آيه بترقب : وكمان جنتل مان...امبارح كان عامل زي ابطال الحكايات..
ابتلعت هبه ريقها وقالت : ليه يعني..
هتفت آيه باستغراب :
- ليه...انتى نسيتي هو عمل ايه...ده قطع المسافة بينك وبينه فى ثانيتين ولولاه كان الحجر وقع عليكي بعد الشر..وكان ممكن يوقع عليه هو بدالك..
قالت هبه بتوتر :
- هو فعلا انسان شهم ..
قالت آيه بتفكير : انسان شهم...ده واضح جدا..لكن لدرجة انه يغامر بحياته...مفتكرش انه يعمل كده الا مع حد مهم جدا بالنسباله..
ارتبكت هبه ولاذت بالصمت فهى لا تعرف بما ترد عليها فشعرت آيه بما هى فيه وقامت وهى تقول بهدوء :
- اسيبك انا مع فيروز وادخل انام...عندي محاضرات الصبح بدري..تصبحي على خير يا ماما..
ردت هبه بخفوت: وانتى من اهله يا حبيبتي..
قبلت آيه وجنتها وتركتها شاردة فى حديثها واتجهت الى غرفتها وهى تقول لنفسها :
- خسارتك يا بت يا آيه...كان لازم تبقي دكتورة نفسية..
يالا..السن مش وحشة بردو..
ثم اطفئت مصباح غرفتها وخلدت للنوم..
.................................................................

فرصة تانيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن