الرابع والخمسين

79 5 2
                                    

"تركيا"...
هتفت بها هبه بسعادة بعد ان نزلت من الطائرة مع عاصم واخبرها اين هم..
قال عاصم بابتسامة سعيدة : انتي بتحبي تركيا..
قالت هبه بحماس : طبعا..دى بلد الشيف بوراك...
تلاشت ابتسامة عاصم وحل محلها الذهول وهو يقول :
- الشيف بوراك...ده كل اللى تعرفيه عن تركيا..
قالت بحماس طفولي :
- لأ طبعا..اعرف سمر ومهند..وكريم وفاطمة وكمال ونيهان..والسلطانة هيام..
هتف عاصم بصدمة : مين دول..
قالت ببساطة: ابطال المسلسلات التركية اللى بحبها..
نظر لها بذهول ثم قال بأسى:
- يادي المصيبة..انا حاسس اني اتدبست..
هتفت باستنكار: نعم..
قال وهو يجذبها : امشي وانتي ساكته ونبقى نتفاهم فى الاوتيل..
ساعدها لتركب فى السيارة التي احضرها له سليم وقادها الى الاوتيل الذي حجز به مسبقا..
صعدت معه الى الغرفة بالاوتيل واسرعت بفتح الشرفة لتتطلع الى جمال اسطنبول وهي تقول بانبهار :
- ايه الجمال ده..
اقترب منها عاصم يحتضنها من الخلف وهو يقول :
- ولسة...لما ننزل وافسحك فيها هتعجبك اكتر..
التفتت له وقالت بحماس :
- طيب يالا ننزل..
قال باستنكار : دلوقتي..لأ طبعا..النهاردة مفيش نزول..
هتفت باعتراض :
- انت مش قولت هنتفسح ونتفرج على البلد..
قال بتأكيد : ايوة يا حبيبتي بس مش النهاردة.. احنا هنفضل فى اسطنبول خمس ايام بحالهم..هفرجك على أجمل اماكن فيها..
ثم اقترب منها واكمل بخفوت : لكن النهاردة ليا انا وانتي وبس.. عشان وحشتيني اوي اوي..
قالت باستنكار لطيف:
- وحشتك ازاي..ده احنا من يوم جوازنا مافترقناش دقيقة واحدة..
قال بأسى : ايوة بس كنا فى العمرة وكنت ملتزم حدود الادب..لكن دلوقتي..هنبتدي شهر العسل بجد..
ضحكت برقة فقال هو بابتسامة سعيدة:
- انا بموت فى الضحكة دى..
تنهدت وقالت : طب ممكن تساعدني ارتب الهدوم فى الدولاب..
قال بمرح : امرك يا هانم..
فتح حقيبته واخرج منها ملابس بيتيه ثم اتجه الى حقيبتها واخرج منها ملابس نوم مريحة وقال :
- نغير هدومنا الاول وبعدين نعمل اي حاجة..
ابتسمت له واخذت الملابس واتجهت الى المرحاض.. فأغلق الشرفة ثم بدأ هو الاخر بتغيير ملابسه.. خرجت له بعد دقائق فقال وهو يقترب منها :
- ايه القمر ده..
ابتسمت بحرج وقالت : هاروح ارتب الهدوم..
منعها من الحركة وهو يقول بمرح : بعدين..دلوقتي عايزك فى موضوع لا يحتمل التأجيل..
هتفت باستنكار : استنى بس يا عاصم..
قال باصرار وهو يحملها بين يديه : ولا كلمة..
همست بدلال : عاصم..
فقال بحب : عيونه..
  ......................................................................

مضى يومان وهى تتنقل معه بين اجمل الاماكن فى اسطنبول..شاهدت متحف آيه صوفيا ومسجد السلطان أحمد وتناولت اطعمة مختلفة فى اشهر المطاعم ومنهم مطعم الشيف بوراك..كانت تشعر بسعادة لا مثيل لها وكان هو سعيد لسعادتها..
كانت تحدث كريم وآيه يوميا وعرفت ان طارق اصبح يقيم معهما بالبيت..
هو ايضا كان يحادث ابنائه كل يوم ويتابع احوال الشركة...
اثناء حديثها مع آيه طلب منها عاصم ان تعطيه الهاتف ليسلم عليها ابتسمت هبه واعطته الهاتف فقال :
- ازيك يا يويو وحشتيني..
قالت آيه بمرح : يا سلام..لسه فاكر يا عمو..طبعا مين لقى احبابه نسي أصحابه..
ضحك عاصم وقال : كده بردو يا يويو..معقول انساكي..وبعدين مانا ببعتلك صور كل يوم زي ما اتفقنا..
هتفت بحنق مرح :
- اه يا سيدي افضل عقدنا بالصور بتاعتك..
قال عاصم بمرح : الله هو انتي كمان بتقري زي زياد..
قالت آيه: هو زياد بيقر...طب خلاص كفاية عليكم واحد
ضحك عاصم وقال:
- انسانة والله..المهم طمنيني..اخبار الدراسة ايه..اوعي يكون الشغل معطلك..انا عارف ان الامتحانات قربت..
قالت بهدوء:
- لأ مش معطلني ولا حاجة..انا مش بروح كل يوم..بس بردو مش هقدر ابطل اروح خصوصا فى غياب حضرتك
قال بلطف : يعني بتقدري تنظمي وقتك..
قالت بمرح :
- الحقيقة الايام اللى بكون فيها مشغولة..بابا وكريم بيقوموا بالواجب وبيساعدوني فى البيت وكتير باستغلهم واخلي الغدا عليهم..
فهم عاصم من حديثها ان طارق اصبح يعيش معهم فقال بهدوء :
- ربنا يخليهم ليكي يا حبيبتي.. بس قوليلي..مش عايزة حاجة من تركيا قبل ما نسيبها..
قالت آيه بمرح : ياريت اسكندر كباب من عند الشيف بوراك وبقلاوة تركي..
ضحك عاصم بشدة وقال:
- للأسف ده مش هقدر اجيبه..بس ممكن مرة تانية نبقى ناخدك معانا تركيا وتطلبيه بنفسك..
قالت بحنق مرح : ماشي..بس قولي المحطة الجاية فين..
قال عاصم وهو ينظر لهبه باسما : ايطاليا..
قالت آيه بفرح : بجد..ماما فعلا كان نفسها تروح فينيسيا..
قال عاصم بحب : عشان كده هنروح..
قالت آيه بسعادة : تروحوا بالسلامة يا عمو.. ربنا يسعدكم..
ابتسم عاصم وقال : ميرسي يا آيه..بلغي سلامي لكريم
قالت آيه : حاضر يا عمو..مع السلامة..
اغلق الهاتف ثم التفت الى هبه وقال بتساؤل :
- هو طارق رجع يعيش مع الولاد..
قالت هبه بهدوء : ايوة..بعد جوازنا بيومين..
قال عاصم : عرفتي ليه كنت مصمم انك ماتسيبيش اى حاجة تخصك هناك..
تنهدت هبه وقالت : وانا عملت اللى انت عايزه..
قال عاصم بهدوء : عارف..بس بوضحلك انى كان عندي حق..
ثم ابتسم وقال ليغير الحديث :
- آيه فرحت اننا هنروح ايطاليا..
ابتسمت هبه وقالت : هى عارفة اني كنت بتمنى اروحها
ابتسم عاصم وقال :
- ربنا يقدرني واعملك كل اللى بتتمنيه..
قالت هبه برقة : ربنا يخليك ليا يا عاصم..
قال بعشق : ويخليكي ليا يا حبيبتي..

فرصة تانيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن