الفصل الرابع عشر

131 5 1
                                    

اندفعت آيه الى غرفة كريم وبيدها هاتفها وهى تقول بانفعال:
- شوفت يا كريم.... بابا فرحه كان النهاردة... شايف كاتب ايه على صورته معاها..
مدت يدها الى كريم بالهاتف فأخذه منها ونظر الى الصورة ثم قرأ التعليق وعقد حاجبيه قبل ان يقول:
- مفتكرش ان بابا هو اللى كاتب التعليق ده..
قالت بحدة: ازاى يعني... ده على صفحته..
هز كريم رأسه نافيا وقال:
- ده مش اسلوب بابا يا آيه... اكيد هى اللى كاتباه... وبعدين التعليق مش هيفرق... هو اتجوز بالفعل والموضوع انتهى...اى حاجة بعد كده تحصيل حاصل..
هتفت آية بعصبيه:
- يا أخي انا نفسي يبقى عندى برودك ده..
هتف بضيق: وانا نفسي تفكري بعقلك شوية..مش بس بعواطفك..
ثم زفر بضيق واضاف: التعليق اللى مضايقك ده ولا حتى الصور هتفرق فى ايه... خلاص يا آيه هو بدأ حياة جديدة... ربنا يوفقه فيها..
نظرت له بغيظ وقالت: انت بتدعيله بالتوفيق..
هتف باستنكار: امال يعنى هدعي عليه... لا انا.. ولا انتى ولا حتى ماما نقدر نتمنى له الا كل خير..
قالت آية بحنق: طيب وماما...
قاطعها قائلا: تجربة يا آيه... بالنسبة له وبالنسبة لها تجربتهم انتهت... صحيح النهايه كانت صادمة... لكن الحياة مش بتوقف عند حد... وزي ما هو بدأ حياة جديدة... هى كمان بتحاول تبدأ من جديد.. واحنا جنبها ومش هنسيبها..
هزت رأسها بأسى وقالت:
- انا مش عارفة لو شافت الصور دى هتعمل...
بترت عبارتها واتسعت عيناها بفزع وهى تقول:
- ماما يا كريم... لا تكون شافت الصور وتعبت..
اعقبت كلماتها بالخروج مسرعة من غرفة كريم الذى لحق بها فزعا هو الاخر... طرقت باب غرفة هبه فلم تلقى اجابه... نظرت الى كريم بتوتر وفتحت الباب ببطء فوجدت هبه نائمة فى فراشها متدثرة بغطاء خفيف... تبادلا نظرات قلقة ثم اقترب كريم من هبه فوجد جسدها مستكين وانفاسها منتظمة.. نظر الى آيه وقال بصوت منخفض:
- متخافيش هى نايمة..
قالت آية بخفوت وقلق: بس ماما نومها خفيف... معقول ماتسمعش خبط الباب ولا تسمع صوته بيتفتح..
نظر لها بحيرة وقال: يمكن اخدت مهدئ يساعدها على النوم.. ثم اشار اليها بالخروج قائلا:
- سيبيها تنام ونبقى نشأر عليها بعد شويه..
هزت رأسها موافقة وخرجت خلفه واغلقت الباب بهدوء.
................................................................

هتفت هدى بحدة وهى تشاهد صور زفاف طارق عبر تطبيق التواصل الاجتماعي:
- شوفت التعليق اللى كاتبه طارق على صور فرحه يا أحمد..
زفر أحمد ورفع عينيه عن شاشة الحاسوب وقال وهو يخلع نظارته الطبيه:
- شوفته يا هدى... عادي يعني انه ينزل صور زفافه على صفحته الشخصية..
نظرت له بغيظ وقالت: وعادي بردو انه يكسر بخاطر ولاده كده ..
هتف أحمد بحنق: مش للدرجة دي يا هدى... الكلمة مش صعبه اوى كده... وبعدين اى واحد بيقول لمراته كلام حب فى ليلة زى دي..
هتفت هدى بغضب: يقولها اللى هو عايزه بينه وبينها... مش يقولها على صفحته وولاده يشوفوا... وبعدين حتى لو كلمته عاديه... ولاده مش هياخدوها عادى... اكيد هتوجعهم... انت بس بتحاول تحسن صورته..
اخذ أحمد نفس عميق وقال:
- مش بحسن ولا حاجه... انا اصلا مستبعد انه يكون هو اللى كاتب كده..
هتفت باستنكار: ده على صفحته يا أحمد..
هز كتفيه قائلا: وايه يعني... سهل تدخل على صفحته وتكتب اللى هى عايزاه..
قالت هدى بإستغراب: طيب وهتستفيد ايه... ماهم خلاص اتجوزوا..
مط أحمد شفتيه وقال: يعنى انا اللى هقولك على غيرة الستات وكيدهم فى بعض..
ضغطت على شفتيها وقالت بضيق:
- والله انا ماكنت عايزة احضر الفرح ده...انت اللى ضغطت عليا..
هتف أحمد بحنق: وبعدين..؟ مش اتكلمنا فى الموضوع ده وقولنا خلي علاقتك بيها رسميه بس مش هينفع نقطع خالص..
ردت هدى بضيق: وانا روحت عشان خاطرك... بس ماتنتظرش منى انى اروح ازورهم فى بيتهم... لكن انت عايز تعزمهم هنا... انت حر... انا مقدرش امنعك عن اخوك..
اغمض عينيه وقال: الكلام ده سابق لأوانه... خليه لما ييجي وقته..
نظرت له برجاء وقالت:
- طيب اتصل بطارق وخليه يحذف التعليق ده قبل ما حد من ولاده يشوفه..
قال أحمد برفض: لا طبعا... الوقت مش مناسب..
كادت ان تتحدث لكن سبقها ابنها مازن الذي كان يجلس بجوار شقيقته ساره يتابعان الحديث بصمت وقال:
- للاسف يا ماما اقتراحك متأخر جدا... آية شافت البوست وعملت عليه تفاعل حزين..
تبادلت هدى مع أحمد نظرة حزن قبل ان تقول لساره:
- طيب كلميها يا ساره واطمني عليها... هى بتحبك وبترتاح للكلام معاكي..
قالت ساره بحزن: حاولت اكلمها يا ماما... تليفونها مقفول... بس باعتلها رسالة لو فاضيه بكرة تيجي تقعد معايا شويه او انا اروحلها... لما تفتح التليفون اكيد هتشوفها..
قال مازن بلهفة: ياريت هى تيجي..
نظر له والديه بإستغراب فقال بارتباك:
- قصدي ياريت تيجي هى وكريم... اصل بقالنا فترة طويلة ماتقابلناش..
قالت هدى بهدوء: حسب ظروفهم... هما ييجوا او انتوا تروحوا...مش هتفرق
اقترب مازن من شقيقته وقال بصوت منخفض:
- حاولي تخليها تيجي وتقضي معانا اليوم... انا لازم اروح المكتب الصبح... فلو هتيجي هحاول ارجع بدري.. واقعد معاها شويه..
قالت ساره بخفوت: يمكن متقعدش طول النهار... ماانت عارف بيبقى عندها مواعيد كورسات ومذاكرة طول الوقت..
هتف برجاء: عشان خاطري حاولي يا ساره... فعلا عايز اشوفها..واطمن عليها...انتى عارفة هى متعلقة بباباها قد ايه...واكيد دلوقتى زعلانه..
ابتسمت وقالت: حاضر... وحتى لو انا اللى روحت... هستناك لحد ما تخلص شغل وتيجي تاخدني وتشوفها بردو..
ابتسم لشقيقته وقال: ربنا يخليكي ليا يا قمر..
.................................................................

فرصة تانيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن