السادس والثلاثون

109 9 4
                                    

مرت جلسة الاتفاق بين اسرة إسلام واسرة ساره على خير وتم الاتفاق على كافة تفاصيل الزواج بشكل مُرضي للجميع..كما تم تحديد موعد الخطبة بنهاية الأسبوع والذي طلبت ساره ان يكون حفل بسيط فى نطاق عائلي ويقتصر الحضور على اقرب الأصدقاء فقط..ايد إسلام رأيها فهو ايضا يميل الى البساطة..
تمت قراءة الفاتحة على الاتفاق وتبادل الجميع التهنئة..

فى اليوم التالي دخلت ساره المركز والقت تحية الصباح على الموجودين ثم اتجهت الى المكتب لاخذ الاوراق التي تحتاجها فى شرح المحاضرة..وجدت اسلام بالداخل فابتسمت وقالت :
- صباح الخير..
هتف إسلام بسعادة :
- صباح الفل والياسمين..احلى صباح ده ولا ايه..
اخفضت عينيها بخجل وقالت :
- عايزة ورق المحاضرة اللى جهزته امبارح..هتلاقيه فى اول درج عندك..
ابتسم واخرج لها الاوراق وناولها اياها فأخذتها وهى تقول : شكرا..
فوقف اماماها وقال برقة : وحشتيني..
قالت بتوتر دون النظر اليه : طيب..
اختفت ابتسامته وقال : طيب..؟ ايه طيب دى..؟
قالت بتوتر : امال عايزنى اقولك ايه..
قال إسلام بحنق : مش عارف..اي حاجة غير طيب دى..
ده انا لو قولت لعم سيد وحشتني هيرد عليا رد احسن من كده..
قالت ساره بشدة حاولت بها التغلب على خجلها :
- بقولك ايه يا إسلام..انا مبحبش النحنحة..
هتف بصدمة : نحنحة..؟
قالت بتأكيد : نحنحة وسهوكة كمان..اتكلم عدل عشان اكلمك عدل انا كمان..
قال بذهول : انتي مين..وفين ساره خطيبتي الكيوت..
عقدت حاجبيها وقالت بعبوس :
- هو ده الموجود حاليا..عاجبك ولا لأ..
قال سريعا : عاجبني يا باشا..انا قولت حاجة..ده انا كنت بعبر بس عن مشاعري..خصوصا يعني اننا لسه مخطوبين جديد..
قالت بحسم :
- لا متعبرش..وبعدين الخطوبة دى مجرد احتمال.. معناها انك ابديت رغبتك فى الإرتباط مش اكتر..
قال إسلام بخفوت :
- شكلي اتسرعت ولا ايه..؟
هتفت ساره باستنكار : نعم..؟
فقال مسرعا : لا قصدي يعني كنت خليتها كتب كتاب على طول احسن..
مطت شفتيها وقالت : لا يا سيدي..احنا بنحب الخطوبة مش يمكن طباعنا متوافقش بعض..
قال بحب : طباع ايه اللى متوافقش..ده احنا زى قطعتين البازل..مصدقوا لقوا بعض..
هتف بتحذير : إسلام..وبعدين..
قال بضجر مرح :
- لا مانتي متطلبيش مني افضل سنة بحالها من غير ما اعبر..كده يحصلي كبت وصحتي تتأثر..
ابتسمت رغما عنها واخفضت عينيها فقال هو بتنهيدة حارة :
- قرب البعيد يارب..
اشتعلت وجنتيها خجلها وقالت :
- سيبني ادخل المحاضرة بئا..انت كده معطلني على فكرة..
قالتها وفرت من امامه تلاحقها نظراته العاشقة..
      ................................................................

سمع كريم صوت طرقات على باب مكتبه فرفع عينيه وجد هايدي تدخل وهي تقول باسمة :
- صباح الخير يا باشمهندس..ممكن ادخل..؟
قال كريم ببرود:
- صباح الخير..اتفضلي..
جلست امامه ثم وضعت جهاز كمبيوتر صغير امامه على المكتب فقال بتساؤل :
- ايه ده..؟
قالت برقة : ده اللاب توب بتاعي..حصلت فيه مشكله امبارح فقولت محدش غيرك هيقدر يفيدني..
مط كريم شفتيه وقال :
- ليه يعني..ممكن توديه لأى سنتر صيانة وهما هيفيدوكي..
اتسعت عيناها وقالت : لا مقدرش..اصل اللاب عليه حاجات مهمة وصور خاصة ليا بلبس البيت...وصور وانا فى الساحل بالمايوه..اخاف حد غريب يشوفها ويستغلها وانت فاهم بئا..
ابتسم كريم بسخرية فاضافت بثقة :
- عارفة اللى بتفكر فيه..انت كمان غريب بالنسبالي مش كده...بس احنا زملا هنا وانت اكيد هتراعي ده..وكمان شكلك ابن ناس ومش ممكن تعمل كده..
اخذ كريم نفس عميق ثم فتح الجهاز الخاص بها وبدأ بضغط عدة مفاتيح واعطاء بعض الاوامر فقامت هي لتقف بجواره ولاحظ هو قربها منه فنظر لها بحدة شعرت على اثرها بالحرج وابتعدت قليلا وهى تقول :
- انا بس عايزة اشوف ايه المشكلة..
ظهرت الملفات على الشاشة فأشارت الى احدها وقالت : - ده الفولدر اللى فيه الصور بتاعتي..افتحه كده..
قال بلا مبالاة:
- انا مش محتاج افتح حاجة..انا بحاول اشوف المشكله اللى بتقولي عليها..
مطت شفتيها وقالت بضيق :
- انا عايزة اتأكد ان الصور زى ماهي..لتكون اتمسحت..
قال بهدوء وهو يغلق الجهاز ويعيده لها :
- ابقي اتأكدي فى البيت براحتك...الجهاز بتاعك مفيهوش حاجة..
قالت باستنكار : ازاي..ده قفل اول ما فتحته..
قال ببرود : تلاقيكي نسيتي تشحنيه..
قالت برقة مصطنعة : على العموم انا متشكرة اوي..
قال كريم : العفو..
ثم عاد الى عمله فلاحظ انها مازالت واقفة تنظر اليه فقال بتساؤل :
- فى حاجة تانيه..؟
قالت برقة: كنت عايزة اسألك بتعمل ايه بعد الشغل..
عاد بعينيه الى شاشة الحاسوب امامه وقال :
- بنام..
ضحكت ضحكة انثويه وقالت : انا بتكلم جد..
قال كريم بهدوء : وانا كمان...بعد الشغل بنام على طول..
قالت بدهشة : مش ممكن...بدري كده..
قال كريم بملل : لا مانا عندي شغل تاني بعد شغلي هنا
قالت بذهول : يعني بتشتغل طول الوقت...امال بتخرج امتى..بتعيش حياتك وتستمتع امتى..
نظر اليها وقال بضيق:
- باستمتع بشغلي..
قالت باقناع : ماشي..بس الحياة مش كلها شغل..فيها حاجات كتير حلوة وتحب تعيشها..
ثم اضافت بدلال : انا واصحابي هنروح بالليل مكان يجنن..ايه رأيك..ماتيجي معايا..
نظر لها نظرة خالية من التعبير قبل ان يقول:
- مابحبش اروح الاماكن دي..
قالت باستنكار:
- اماكن ايه...انت فاكره مكان اى كلام...ده مكان شيك ومميز وكل اللى بيروحوه من الناس الهاي..
قال بسخريه : انا ماحبش ابقى مع الناس الهاي..
قالت باستعطاف : طيب ما تجرب.. يمكن...
قاطعها بلهجة صارمة وقد نفذ صبره :
- انسه هايدي..انا معنديش وقت اضيعه فى كلام فارغ.. تسمحي ترجعي مكتبك وتسيبني لشغلي..
نظرت له بغضب وضغطت اسنانها بغيظ وخرجت وهى تتوعد له..
      ................................................................

فرصة تانيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن