الفصل الثالث عشر

120 7 2
                                    

دخل محمود بيته بصحبة زوجته وابنته وبمجرد دخولهم القت منه نفسها على احدى الارائك وهى تقول بسعادة بالغة: اما كانت حتة سهرة... عمتو دى زى السكر انا بموت فيها..
ضحك محمود قائلا:
- عشان احتفلت بيكى... آه يا مادية..
ضحكت منه وقالت:
- لا والله يا بابا...انا بحبها من غير حاجة... اصلا هى شخصية جميلة وتتحب... بس بردو السهرة كانت تجنن... فرحوني بجد..
ضمها محمود وقال وهو يقبل وجنتها:
- ولسة لما تشوفى هديتى انا كمان..
هتفت بسعادة وهى تحتضنه:
- انت وماما اجمل هدية من ربنا... ربنا يخليكم ليا..
اخرجها محمود من حضنه وهو يقول بحنان:
- ويخليكى لينا يا حبيبتى..
ثم نظر الى ولاء التى كانت تتابعهما بشرود وقال:
- مالك يا ولاء... من ساعة ما دخلنا وانتى ساكته..
ثم اضاف بمرح: ولا الفرحة اثرت عليكى..
ابتسمت ولاء وقالت: ربنا يديم علينا الفرح... انا بس صوتى تعبنى من كتر الزغاريد..
ضحكت منه وقالت: صحيح يا ماما ايه الزغاريد دى كلها..
نظرت لها ولاء بحنان وقالت:
- من فرحتى يا حبيبتي... ده انا فرحتى بيكي ما تتوصفش..
ثم أضافت بتردد: بس قوليلي يامنه... ليه غيرتي رأيك وعايزة تدخلي حاسبات و معلومات... مش كنتى بتقولى انك عايزة تدخلي هندسة..
قالت منه بتلعثم: لا مش غيرت رأيي ولا حاجة... انا كنت عايزة ادرس هندسة الكمبيوتر... بس بما انى جبت مجموع حاسبات... فليه مش ادرس الكمبيوتر بشكل اكبر وادق... لان المستقبل كله بيعتمد عليه... وانا عايزة حاجة تفتحلي مجال شغل كويس بعد كده..
هزت ولاء رأسها متفهمة فى حين قال محمود:
- مادام جبتي مجموعها يبقى فعلا دراسة الكمبيوتر فيها هتبقى افضل... بكرة ان شاءالله نكتب الرغبات سوا..
ابتسمت منه وقالت: ان شاءالله... ودلوقتي بقى هقولكم تصبحوا على خير... انا بقالى اسبوع مش بنام كويس... وامبارح مش نمت خالص من القلق..
ابتسم محمود وقال: النهاردة هتنامي وتشبعي نوم... تصبحي على خير يا حبيبتي..
قالت منه برقة: وانت من اهله..
تركتهم منه ودخلت غرفتها.. واتجه هو وولاء ايضا الى غرفتهما..
بعد ان بدلا ثيابهما جلس محمود على حافة الفراش وقال: مالك يا ولاء... انا ملاحظ انك متغيره... فى ايه..
قالت ولاء بقلق: مش مرتاحة يا محمود... خايفه على منه..
سألها وقد انتقل اليه قلقها: من ايه... مالها منه..؟
قالت بحنق: يعنى انت مش ملاحظ نظراتها لكريم... مش واخد بالك ان كلامه بالنسبة لها امر واجب النفاذ.. دى غيرت رغبتها وعايزة تدرس نفس تخصصه... مش شايف القرب بينهم... ده طول النهار بيحاول يجيبلها النتيجة..
اخذ محمود نفس عميق وقال:
- كريم بيهتم بيها زى ما بيهتم بآية... ماتنسيش انهم متربين سوا وزي الاخوات... وهى بتعتبره اخوها الكبير وعشان كده بتسمع كلامه وبتقدره... وبالنسبة لموضوع الدراسة فهى كانت عايزة تدرس كمبيوتر... تدرسه بقى فى هندسة.. تدرسه فى حاسبات مش هتفرق كتير..
قالت ولاء بتوتر: يا محمود انا بشوف فى عينيها اعجاب بيه..
قال محاولا تهدئتها: بردو طبيعي لأنه قدوتها..
ثم اضاف بهدوء: يا ولاء بنتك كل تفكيرها فى دراستها ومستقبلها... ولو كان فى حاجة تانية فى دماغها ماكنتش جابت المجموع ده..
قالت بعدم اقتناع: يمكن تعبت وذاكرت عشان تبقى زيه وتشاركه نفس مجاله..
قال بهدوء: تبقى مشاعرها ايجابية... بتقويها مش بتضعفها..
صاحت بصدمة: قصدك ايه يا محمود... انت هتوافق على كده..
عقد حاجبيه وقال: ايه المشكلة يا ولاء... صحيح لسه بدري على الكلام ده... بس لو فعلا فى بينهم اعجاب وعايزين بعض... وماله... ياريت... هو انا هلاقي لبنتي احسن من كريم...ده ابني مش بس ابن اختي.. انا اللى مربيه... وانا ادرى الناس بأخلاقه..
هتفت بتوتر: انا مش بقول انه وحش... وعارفه ان اخلاقه كويسه واى بنت تتمناه... لكن منه لأ..
هتف بإستغراب: لأ ليه... ماله كريم... عيبه ايه..
قالت بارتباك: مفيش عيب ولا حاجة...بس يعني.... لسه مستقبله مش باين... وظروفه مش واضحة...
اتسعت عيناه وقال بدهشة:
- مستقبل ايه وظروف ايه يا ولاء... ده يدوب لسه مخلص امتحانات...ولسة نتيجته ماظهرتش... يعنى لسة بيقول يا هادي..
هتفت بسرعة: اديك قولت لسه بيقول يا هادي...يعنى...
قاطعها بحدة:
- يعنى تسكتى خالص... زى ما هو لسه بيبدأ طريقه... بنتك مابدأتش من الاساس... لسة قدامها دراسة طويلة عريضة هتاخد وقتها كله... الكلام فى الموضوع ده سابق لأوانه...خصوصا ان ده كله مجرد احساس عندك الله اعلم ان كان حقيقى ولا لأ... وبعدين اطمنى.. انا مش هوافق على اى ارتباط من اى نوع طول ماهى بتدرس... لا من كريم ولا من غيره..
ثم اضاف بضيق: ويالا عشان ننام.. كفايه علينا قلق امبارح والنهاردة طول النهار... وبكرة افرحي معانا واحنا بنكتب الرغبات وخلي فرحة بنتك تكمل..
تنهدت وقالت: ربنا العالم... نفسي تفضل فرحانة طول عمرها وقلبها مايدوقش طعم الوجع..
      .................................................................

فرصة تانيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن