الفصل الثلاثون

83 8 2
                                    

قال مازن بهدوء :
- شوف يا عاصم بيه..احنا موافقين مبدئيا على التعاون مع سيادتك..لكن بشرط واحد..
عقد عاصم حاجبيه وقال بتساؤل:
- شرط... شرط ايه ده..؟
اكمل مازن بجديه:
- اننا نكون شركا بالفعل..مش مجرد ستار..
ضيق عاصم عينيه وقال : بمعنى..؟
قال مازن موضحا:
- بمعنى مشاركة مكتبنا فى تصميمات المشروع..
قال عاصم باستغراب:
- وانت شايف ان مكتبك يقدر يقوم بتصاميم مشروع كبير زي ده..
ابتسم مازن وقال بثقة:
- طبعا..صحيح المكتب بتاعنا مش قد اصغر شركة من شركاتك...لكن احنا عندنا خبرة كافيه والتزام تام ودقة فى التعامل..والحمدلله كل الحاجات اللى نفذناها تشهدلنا بالكفاءة..واكيد سيادتك سألت وعرفت قبل ما تفكر فى التعاون معانا...وكمان انا مقولتش اني عايز اقوم بتصميم المشروع بالكامل...انا قولت نشارك فى وضع التصاميم..
نظر له عاصم بعمق قبل ان يقول:
- واذا رفضت الشرط ده..
اخذ مازن نفس عميق وقال بحسم:
- يبقى كفايه علينا شرف التعارف..وسيادتك تقدر تلاقي شركة تانيه بمنتهى السهولة..
رفع عاصم حاجبيه وقال بتساؤل:
- وعندك استعداد تضحي بمكسب هتاخده من غير اى مجهود...انت عارف المبلغ اللى كنت ناوي ادفعه قد ايه..؟
قال مازن باعتزاز :
- ايا كان المبلغ.. مايهمنيش قد ما يهمني ان اسم احمد صفوان ياخد المكانه اللى يستحقها..
اعجبه اعتزازه بنفسه وبوالده فابتسم باعجاب وقال:
- انا موافق يا باشمهندس..بس انا كمان ليا شرط.. التصميمات اللى هتتعمل فى مكتبكم تكون تحت اشراف مهندسين انا بثق فيهم..
ابتسم مازن وقال:
- معنديش مانع...مع تأكيد انهم يوضحوا رأيهم بعد انتهاء كل جزء مش اثناء العمل عليه..انا باحب اركز فى شغلي لحد ما انهيه..والتعديلات المستمرة بتفقدني التركيز..
قال عاصم باسما : اتفقنا..ودلوقتي عايزين نتكلم فى باقي التفاصيل عشان تكون كل حاجة واضحة..
اتفقا على كل شئ قبل ان يقول عاصم :
- تحب نكتب عقد مبدئي بالاتفاق ده..
ابتسم مازن وقال:
- ان شاء الله نكتب العقود بعد ما ناخد المناقصة..لكن دلوقتي كفاية اتفاقنا...كلمة سيادتك عقد..وكلمتنا كمان..
ابتسم عاصم وقال:
- انا اتشرفت جدا بمعرفتك يا باشمهندس..وان شاءالله تكون معرفة خير..
اتسعت ابتسامة مازن وقال وهو يصافحه:
- الشرف ليا انا يا عاصم بيه..ودلوقتي اسمحلي..
هتف عاصم: مع السلامة..
خرج مازن ودخلت هبه مكتب عاصم وقالت:
- ايه الاخبار..اتفقتوا..؟
رد عاصم : اتفقنا..بس بعد ما اشترط انه يشارك فى وضع تصميمات المشروع..
ابتسمت هبه بإعجاب فأكمل هو باستغراب:
- تصوري..يرفض ربح سهل من غير مجهود علشان اسم ابوه مايبقاش مجرد ستار..
قالت هبه بإعجاب:
- كل واحد عنده أولوياته ومبادؤه اللى ميقدرش يتنازل عنها ومازن طول عمره عنده عزة نفس..
ضيق عاصم عينيه وقال بتساؤل:
- طيب ليه اقترحتي مكتبهم وعرضتي العرض ده عليهم..؟
قالت هبه بهدوء:
- اقترحت مكتبهم لأنى بثق فيهم..وعرضت عليهم الفكرة لأن ده شغل واكيد كل طرف هيحط الشروط المناسبة ليه والطرف التاني يايقبل يا يرفض..وزى ما قولت لحضرتك كل واحد عنده مبادئ ميقدرش يتنازل عنها..
نظر لها بعمق وهو يقول:
- كريم ابنك كمان رفض عرض اي شاب يتمناه الا لما يرجع لصاحبه الاول وقال ان صداقته بيه اهم من اي مصلحه..انتوا ربيتوا ولادكم ازاي..
قالت هبه بفخر:
- ربيناهم ان اي حاجة ليها تمن فهي رخيصة مهما كان تمنها..ولأنهم غاليين مينفعش يكون ليهم تمن..
قال عاصم باستغراب:
- برغم انها ممكن تكون فرص ماتتعوضش بالنسبه لناس كتير..
قالت هبه باعتزاز:
- ولادنا مؤمنين بنفسهم وعارفين انهم يقدروا يصنعوا الفرصة مش يستنوها تيجي لحد عندهم... كريم بعد التخرج اتفق مع صاحبه انهم يفتحوا سنتر لدورات الكمبيوتر عشان يشتغلوا ورفضوا انهم يفضلوا يدوروا على وظيفة..صحيح ابهاتهم ساعدوهم...لكن حتى لو مكانوش يقدروا..اكيد هما كانوا هيفكروا بشكل تاني ويساعدوا نفسهم..
ابتسم عاصم وهو يستمع اليها بانتباه فاسترسلت قائلة:
- ومازن كان بيشتغل مع ابوه فى المكتب ده وهو لسه طالب فى كليه الهندسة وبعد ما اتخرج اشتغل معاه برغبته وبعد فترة جاتله فرصة انه يشتغل فى شركة كبيرة بمرتب كبير..لكن رفض وقال بالنص اشتغل بره واسيب شغلي وشغل ابويا للغريب..انا اللى هكبر المكتب ده وفى يوم من الايام هيبقى من اكبر شركات المقاولات فى البلد..
ارتفع حاجبا عاصم بإعجاب فأضافت هى :
- حتى البنات..اخت مازن بتشتغل مع كريم فى السنتر وآيه بنتي اخدت المنحة بمجهودها زي ما حضرتك عارف واهي نجحت بتفوق فى كل الاختبارات اللى فاتت وكلها ٣شهور وترجع بالسلامة..
احنا اهتمينا نبنيهم هما ونعزز ثقتهم بنفسهم فبقوا شخصيات سويه معتزين بنفسهم وقادرين ياخدوا قرارتهم لوحدهم بمباركتنا وتوجيهنا ليهم بس من بعيد..
قال عاصم بتقدير:
- لما اقترحتي الفكرة استغربت انك لسه على علاقة طيبة مع اهل طليقك..لكن لما قولتي بثقة " عم ولادي "
فهمت..
قالت هبه : فهمت ايه..؟
هتف عاصم بتأكيد:
- فهمت انك عايزة تحافظي على علاقة ولادك بأهلهم... مش عايزة تشوهي علاقاتهم...ولما قابلت مازن النهاردة اتأكدت ان هما كمان ناس محترمة عشان كده بتقدريهم بالشكل ده..
ابتسمت هبه وقالت:
- الناس مش محتاجة من بعض غير الإنصاف يا عاصم بيه... لو الناس منصفة هتلاقي علاقاتهم محترمة لأنهم ساعتها مش هينسوا كل حاجة بينهم عشان خلاف حصل..الناس دول انا عشت معاهم عمر بحاله...بينا عشرة ومودة ومواقف كتير حلوة مينفعش اقطع معاهم عشان حاجة ملهمش دخل فيها...وكمان دول عيلة ولادي.. ازاي افصل ولادي عن اصلهم..
قال عاصم بأسى:
- للاسف معظم الناس مش بتفكر كده...واول ما يحصل خلاف بتبدأ العداوة والقطيعة..
هتفت هبه :
- انا مش مقتنعه بده..مش صح ان الواحد ينسى كل حاجة عشان خلاف حصل..ولا صح ان انسان يفقد كل صفاته عشان صفه واحده اختفت...وبالنسبة لطارق فصحيح صفة الزوج انتهت لكن صفة الاب هتفضل موجودة وعلاقة ولادي بعيلتهم بردو لازم تفضل موجودة..
نظر الى عينيها مباشرة وسألها:
- ويا ترى بقية صفاته لسه موجودة جواكي..؟
بُهتت من سؤاله الذي فاجأها وارتبكت من نظرته لها وقبل ان تجيب دخلت سها الى المكتب وهى تطرق الباب الذي تركته هبه مفتوحا كعادتها عند دخولها اليه وقالت:
- اسفة يا عاصم بيه..بس مستر امجد مدير التسويق عايز يقابل سيادتك..
شعر بالضيق الشديد من سها وقبل ان ينطق كانت هبه تقول بتوتر وهى تنظر فى ساعتها :
- الاجتماع بعد ساعه واكيد عايز يناقش مع سيادتك النقط المهمة..
ثم التفتت الى سها وقالت باستعجال وهي تخرج من المكتب وقد اتتها فرصة الهروب:
- خليه يتفضل يا سها..
ثم خرجت مع سها على الفور فى حين ضغط عاصم على اسنانه وهو يقول بغيظ :
- حبكت تيجي دلوقت يا سها..
   .......................................................................

فرصة تانيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن