الفصل التاسع عشر

119 6 1
                                    

اطلق شهاب ضحكة عالية بعد ان استمع الى هايدي التى كانت تحكي له ما حدث بغضب شديد اثناء سهرتهم بأحد الملاهي فنظرت له بغيظ وقالت:
- انت بتضحك..وانا هفرقع من الغيظ..
قال شهاب من بين ضحكاته:
- سوري يا ديدي... بس بجد مش قادر.. بنت اللذين طلعت حكاية..
هتفت هايدي بسخط:
- انا هقوم واسيبك..
حاول شهاب كتم ضحكاته وهو يقول:
- خلاص.. خلاص.. مش هضحك.. كملي..
قالت بضيق:
- اكمل ايه... مانا حكيتلك على كل حاجة وانت عمال تضحك.. شايف الموضوع يضحك اوى..
ضحك من جديد وهو يقول:
- اصلي مش مصدق ان هايدي اللى طول عمرها مناخيرها فى السما يتعمل معاها كده..
زفرت بضيق فقال بعد ان توقف عن الضحك:
- المهم انتى هتعملي ايه..
قالت بحنق:  مش هوافق طبعا.. وهسيب الشركة دى..
قال شهاب بهدوء :
- انا مش معاكي فى كده.. تبقي غلطانه لو سيبتي الشركة..
هتفت بانفعال :
- يعني عايزني اوافق على الاهانة دى..
هز رأسه بنفى وقال:
- دى مش اهانة يا هايدي.. دي مجرد قرصة ودن.. عشان تركزي فى شغلك..
هتفت بعصبيه: بس انا....
قاطعها قائلا :
- انتى كنتى فاكرة انك اتعينتي فى الشركة وهتفضلي فيها عشان خاطر عمك... بس انا قولتلك قبل كده.. عاصم مش بيجامل فى شغله...هو عينك عشان كان فاكر انه ممكن يستفيد من وجودك فى السكرتارية..لكن اللى حصل العكس..
قالت بحدة:
- انت هتتكلم زيه..
قال شهاب بابتسامة ساخرة:
- ايه يا ديدي...هو انا مش عارفك... ده انتى بتروحى الشركة على سطر وتسيبي سطر..
زفرت بضيق وقالت:
- كله من الست ال.....
قاطعها شهاب بتحذير:
- ماتنسيش انها السبب انك لسه فى الشركة لحد دلوقت
هتفت بحنق:
- انت مصدق انها عايزة تديني فرصة زى ما بيقول.. دى عايزة تحرق دمي وتعرفنى مكانتها ايه..
قال بهدوء :
- اهى بردو اديتك فرصة انك تفضلي جوه الشركة..
اشاحت بوجهها عنه فاكمل بجدية:
- خلينا نتكلم بالعقل...انضمامك للزين جروب حصل بالواسطة.. ولو سيبتيها صعب جدا تشتغلي فى مكان تاني بنفس المستوى..لأن اى شركة تانيه هتشترط الكفاءة..وانتى طبعا زيرو..
نظرت له بغيظ فأضاف مؤكدا:
- مش هكدب عليكي ولا هجاملك...احنا أصحاب وانا بنصحك..
هتفت بضيق: بس انا خريجة الجامعة الأمريكية و...
قاطعها قائلا:
- مش كفاية... انتى لو كتبتي فى (C.v) بتاعتك انك اشتغلتى فى الزين جروب.. الشركة اللى هتروحيها هتفترض فيكي كفاءة معينة وهتكلفك بشغل يناسب الكفاءة دى.. وطبعا هتوقعي مع اول مطب..لأن طول فترة شغلك فى الشركة مقدرتيش تتعلمي حاجة ابدا.. ده غير انك كنتى بتوزعي الشغل المطلوب منك على زمايلك..
هتفت باستنكار:
- يعني يرضيك بعد ما كنت سكرتيرة رئيس مجلس الإدارة.. ابقى موظفة فى الأرشيف..
ضحك قائلا:
- عادي..كأنك كنتى فوق السلم واتزحلقتى فى قشرة موز جابتك الارضي..
قالت بغضب:
- انت بتتريق عليا يا شهاب..
حاول التوقف عن الضحك وقال:
- خلاص ماتزعليش.. انا قصدي خدى السلم من أوله.. وانتى زكيه جدا.. ولو اديتى لشغلك التركيز والإهتمام المناسب.. هتتنقلي من الأرشيف لمكان احسن فى وقت قياسي..
قالت بتردد وقد بدأت الاقتناع بحديثه:
- انت شايف كده..
اومأ برأسه واغمض عينيه مؤكدا فقالت بابتسامة:
- هفكر... يالا قوم نرقص سوا..
قال بابتسامة هادئه:
- لا يا ديدي..ماليش مزاج.. ارقصي مع حد من صحابك
هتفت بعبوس: بس انا عايزة ارقص معاك..
قبل ان يجيب اتى احد الشبان ومد يده لها وهو يقول:
- كفايه رغي بئا يا ديدي.. قومي نرقص..
اشار لها شهاب ان تذهب فهزت كتفيها وقامت لحلبه الرقص مع صديقها.. اما شهاب فأشعل احدى سجائره وجلس يدخنها ببطء وشرود..حتى عادت هايدي بعد قليل وهى تقول بمرح:
- سرحان فى ايه يا شهاب بيه.. اللى واخد عقلك..
اجابها شهاب بشرود وصوت خافت:
- القطه السيامي...
هتفت هايدي باستفهام:
- بتقول ايه..
فاق شهاب من شروده وقال باسما:
- ترتيبات الشغل.. فى كام حاجة عايز ارتبها قبل ما اسافر..
قالت بتساؤل: صحيح..انت هتسافر امتى..؟
اجابها بهدوء: كمان يومين..
قالت برقة: ترجع بالسلامة..
ابتسم لها وقال وهو ينهض عن مقعده :
- متشكر يا ديدي..
هتفت باستغراب: رايح فين..
قال بهدوء: هامشي..
قالت هايدي: دلوقتي...لسه بدري..
اجابها شهاب: كفايه كده.. عندى بكرة يوم طويل..ولازم اكون فايق.. باي..
بادلته السلام قبل ان يغادر.. وعادت هى لتكمل سهرتها مع اصحابها..
   ....................................................................

فرصة تانيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن