الثالث والخمسين

96 5 1
                                    

دخلت معه الجناح الذي حجزه لهما بالفندق وهي تشعر بتوتر تجاهد للسيطرة عليه بينما ينظر لها هو بعشق وسعادة تفيض من عينيه...تطلعت بانبهار الى الغرفة وتفاصيلها الرائعة من شموع عطرية ملونه وضعت بعناية فى اماكن مختلفة فأضفت سحرا وشاعرية على المكان وبالونات بالأرضية والاركان باللونين الاسود والذهبي..وبالون بحجم كبير اسود اللون كتب عليه باللون الذهبي "I love you "وعلق بسقف الغرفة اعلى الفراش الذي زين بورود حمراء على شكل"HA "
التفتت اليه وقالت بعدم تصديق:
- عملت ده كله امتى..
ابتسم وقال بحنان: عجبك..؟
هتفت بانبهار : يجنن..بس عملت كده ازاي..
قال بحب :
- طلبت من المصممة اللى عملت القاعة انها تعمل تصميم مختلف فى الجناح بتاعنا..فرجتني شغلها عشان اختار منه..
قالت هبه : وانت اخترت التصميم ده..
هز رأسه نفيا وقال :
- لأ..انا اخترت حاجة من كل تصميم..
ضحكت هبه وقالت : يعني انت عملت تصميم مختلف.
قال برقة : طبعا...عشان انتي لازم يكون ليكي حاجة خاصة متعملتش لحد قبلك..
خفق قلبها بقوة لكلمته الرقيقة فاقترب منها وقال:
- انا مبسوط انه عجبك..
ابتسمت بتوتر وقالت : حلو اوي..
لمس وجنتها بأنامله وقال بخفوت :
- ليه حاسس انك متوترة..
اخفضت عينيها بصمت فأكمل بتساؤل:
- انتي خايفة مني يا هبه..
قالت بارتباك : لأ مش خوف..بس...
صمتت مرة اخرى وكأن الكلمات تهرب منها..فقال عاصم متفهما : لسه الوضع غريب عليكي..مش كده..
اومأت برأسها فابتسم وقال:
- طيب ايه رأيك نصلي مع بعض..
هتفت بلهفة : ياريت..
ثم قالت بتذكر : بس انا مكنتش اعرف اننا هنفضل هنا.. ماجبتش معايا اي هدوم..
ضحك عاصم وقال:
- معقول يا حبيبتي...هحجز مكان نبات فيه من غير ماعمل حساب الهدوم..
قالت بذهول : يعني في هدوم هنا..
اخذها من يدها ووقف امام الخزانة وفتحها امامها وهو يقول : في طقم نوم واسدال صلاة وهدوم للخروج كمان..
قالت بدهشة : طقم نوم واحد وطقم خروج واحد.. هو احنا هنفضل هنا قد ايه..
قال عاصم بهدوء: النهاردة بس..وبكرة هنمشي..
قالت هبه بإستغراب : هنرجع الفيلا..طيب كنا رجعنا النهاردة..ليه حجزت هنا..
قال عاصم بحب : حجزت هنا عشان الليلة دي خاصة بينا احنا الاتنين وبس..وبكرة مش هنرجع الفيلا..
هتفت بدهشة : امال هنروح فين..
قال بمشاكسة:
- ممكن تبطلي اسئلة وتدخلي تغيري هدومك عشان نصلي..والصبح نبقى نشوف هنعمل ايه..
قالت هبه بشك : انا بقيت اقلق منك وحاسة انك هتفاجئني كل شوية بحاجة جديدة..
اومأ برأسه وقال بمرح :
- فعلا ده اللى هيحصل..اعملي حسابك من دلوقتي ولمدة شهر كل يوم فى مفجأة جديدة..
ودلوقتي تحبي تغيري هدومك هنا وادخل انا اغير فى الحمام..
قالت بتوتر : لأ..خليك انت هنا..انا لسه هاخد شاور واتوضى..
ابتسم وقال برقة:  زي ماتحبي..
اخذت طاقم النوم الذي كان عبارة عن قميص طويل من الحرير باللون الكشمير الهادئ ذو حمالات رفيعة وشق جانبي للأعلى وعليه مأزر ذو اكمام طويلة..تركت المأزر على احدى الارائك واخذت القميص ومعه اسدال الصلاة وذهبت سريعا الى المرحاض..
كان يراقبها بابتسامة هادئة ثم بدأ هو الاخر في تبديل ملابسه لبنطال رياضي من اللون الاسود وقميص قطني مريح ابيض اللون ابرز جسده الرياضي..
انتظرها لبعض الوقت حتى خرجت وهي ترتدي الاسدال فاتجه لها باسما وقبل جبينها برقة وقال :
- ممكن تستني عشر دقايق لحد ما اتوضى انا كمان..
اومأت برأسها باسمة فتركها ودخل المرحاض..واخذت هي نفس عميق لتهدئ من التوتر الذي تشعر به والذي لا تدري سببه تحديدا..فهي ليست فتاة صغيرة وقد سبق لها الزواج..ربما لانها لم تعتاد عليه بعد وربما لأنها خجولة بطبيعتها..
قطع افكارها صوته يقول بهدوء :
- جاهزة عشان نصلي..؟
نظرت له بابتسامة هادئه وهى تهز رأسها موافقة..
اتجه الى جهة القبلة ووقفت هي الى جواره فصلى بها وقرأ القرآن بصوت عذب شعرت براحة شديده وهي تسمعه ومع كل سجدة كان توترها يزول شيئا فشيئا.. حتى اتم الصلاة ثم التفت اليها وامسك يدها ليقوم ويجذبها معه وهو ينظر الى عينيها ثم امسك طرف حجابها ليزيله عنها لكن قاطعه طرق على باب الغرفة فقال باسما:
- عن اذنك لحظة..
ابتسمت دون حديث ثم انتظرت حتى خرج الى ردهة الجناح لتخلع اسدالها وتحل عقدة شعرها لينساب فوق كتفيها ثم ترتدي مأزرها فوق قميصها الذي كانت ترتديه وتغلقه باحكام...عاد بعد لحظات ونظر اليها باعجاب وقال:
- ايه الجمال ده..اللون ده حلو عليكي اوي..
اقترب منها فقالت بخفوت : مين كان بيخبط..
قال بهدوء : ده العشا..تحبي تتعشي..
قالت : مش جعانة..
قال بخفوت : خلاص..خليه دلوقتى..
اقترب منها اكثر والتقط يدها بين يديه وقال بهمس:
- ايديكي متلجة كده ليه..انتي لسه متوترة..
اخفضت عينيها بخجل فرفع وجهها اليه ووضع قبلة رقيقة على شفتيها وتعمق بها حتى سلبت انفاسها فابتعد قليلا ليقبل وجهها وعنقها برقة وهو يحل ببطء رباط مأزرها ويزيحه عنها دون ان تنتبه ثم يتجه بها الى الفراش فقالت بتلعثم :
- هو...هو البالون ده..كبير كده ليه..
نظر اليها بتساؤل قبل ان يستوعب ما تقصده وينظر الى البالون المعلق فوق الفراش وقد نسي امره تماما.. ابتسم برقة وقال : تعالي شوفيه بنفسك..
احضر دبوسا من التي تستخدمهم هي للف حجابها ثم وقف على الفراش وقام بنغز البالون فانفجر محدثا صوتا عاليا افزعها قليلا فشهقت... ليس بسبب الصوت ولكن بسبب ما كان بداخل البالون..فما ان انفجر حتى تساقطت عليها قطع من الشيكولاتة الفاخرة مثل المطر..
فصرخت بسعادة طفوليه وهي تقول بعدم تصديق :
- انت مجنون يا عاصم... مجنون..
نزل من فوق الفراش وهو يقول بسعادة لسعادتها :
- انا مجنون بيكي يا قلب عاصم..
ضحكت بشدة وضحك معها وهو يحملها باحتضان ويدور بها بسعادة وعشق لا يوصف...
    .....................................................................

فرصة تانيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن