الفصل الثاني والعشرون

146 6 3
                                    

مرت عدة أسابيع..انتهى خلالها كريم واسلام من تجهيز مركز الكمبيوتر وافتتاحه كذلك قاما بعمل بعض الدعاية على صفحات التواصل الاجتماعي من خلال بعض الأصدقاء... وبالفعل بدأ يتوافد عليه بعض الطلاب وراغبي التعلم..ليس بالعدد الكبير لكنه مشجع كبداية...  اقتنعت ساره بالفكرة ووافقت على العمل معهما بشرط ان تكون مواعيد العمل ملائمة لمواعيد الكورسات الخاصة بها..
هبه تحرز تقدم ملحوظ بعملها الذي اصبح يستولي على اهتمامها بالكامل بعد ابنيها بالطبع..

فى صباح احد الايام انتهت هبه من سرد جدول المواعيد لعاصم الذي قال بعد ان استمع اليها :
- تمام...جهزي نفسك عشان ننزل..
قالت هبه بإستغراب:
- مش بدري شويه...لسه ساعتين على ميعاد الاجتماع..
هتف عاصم بهدوء:
- هنعدي على البنك الاول..فيه مشكلة بسيطة ولازم احلها بنفسي..
قالت هبه بتفهم : حاضر يا فندم..بس اديني عشر دقايق اجهز اللى ممكن نحتاجه فى الاجتماع..
اومأ برأسه وقال: تمام...اتفضلي..
عادت هبه الى مكتبها واستدعت سها والقت اليها ببعض الملاحظات ثم امسكت الهاتف وطلبت قسم المراجعة والقت اليهم ببعض الأوامر تحت نظرات سها المبهورة بها وبذكائها وشخصيتها فى العمل..
التفتت هبه اليها فوجدتها تنظر لها بانبهار فقالت هبه بدهشة:
- مالك يا بنتي...بتبصيلي كده ليه..
هتفت سها بإعجاب: اصل حضرتك كل يوم بتبهريني..
عقدت هبه حاجبيها وقالت بإستغراب:
- بابهرك...ليه يعني..؟
قالت سها بحيرة ممزوجة بالاعجاب:
- اصل اللى يشوفك وانتي بتشتغلي لا يمكن يصدق انك مكملتيش ٣شهور هنا... وهيقول دي اكيد بتشتغل من سنين..
ابتسمت هبة وقالت:
- لما تكوني بتحبي شغلك اوى هتلاقي نفسك بتديله اهتمام وتركيز وعايزة تنجحي فيه...وانا حبيت الشغل هنا جدا وعايزة انجح فيه..
كاد عاصم يخرج من مكتبه فسمع عبارة هبه الاخيرة قبل ان يخرج...ابتسم بتلقائية ثم خرج من المكتب قائلا:
- خلاص يا هبه..
اجابته هبه بجديه: ايوه يا فندم...جاهزين..
ثم وضعت جهاز الحاسوب الخاص بها فى الحقيبة وهى تذهب خلفه..
بعد قليل توقفت سيارة عاصم امام احد البنوك فهتفت هبه بدهشة:
- هو ده البنك اللى سيادتك بتتعامل معاه...؟
اجابها عاصم بإستغراب:
- ده واحد من البنوك اللى بنتعامل معاها...مالك مستغربة كده ليه..
ابتسمت هبه وقالت:
- لا ابدا...اصله مش من البنوك الكبيرة..
ابتسم عاصم وقال:
- صحيح انه مش من البنوك المشهورة اوى لكن فيه ميزة مهمه جدا..التعامل معاه مريح...ومش بيعقد الاجراءات..خصوصا بعد تغيير الادارة...المدير الجديد مكملش سنه لكن قدر يكسب ثقة واحترام كل اللى اتعاملوا معاه..
قالت هبه بابتسامة سعيده:
- يظهر حضرتك تعرفه كويس ..
اوما عاصم برأسه وقال:
- فعلا..اعرفه لما كان نائب المدير وكانت طريقته مختلفه ونشأت بينا صداقة..
قالت: عشان كده متحيزله..
هتف بسرعة: لا خالص..هو فعلا رجل محترم وبيحب شغله ومخلص فيه..ودى اكتر حاجة تخليني احترم حد.. اخلاصه فى شغله...وانا متأكد ان خلال فترة قصيرة البنك ده هينافس البنوك الكبيرة..
قالت بتمني ادهشه:
- ان شاءالله..
نزلا من السيارة وتبقى بها سائقه الخاص ثم دلفا الى البنك واتجها مباشرة الى مكتب المدير...استقبلهما السكرتير وقال باحترام شديد:
- اتفضل يا فندم... محمود بيه فى انتظارك..
فتح لهما باب المكتب فدخل عاصم اولا وتبعته هبه فوقف محمود وهو يقول بابتسامة ترحيب:
- اخيرا شوفناك يا عاصم باشا..
ابتسم عاصم وهو يمد يده له بالسلام:
- واحشني جدا يا محمود.. اخبارك ايه..
قال محمود بود: الحمدلله ب...
بتر عبارته وهو ينقل بصره لمن تقف خلف عاصم وهتف بدهشة:
- هبه...بتعملي ايه هنا...
ابتسمت هبة وقالت: بشتغل يا سيادة المدير..
لم يكن عاصم اقل دهشة من محمود فهتف وهو ينقل بصره بينهما:
- انت تعرف مدام هبه يا محمود..
هتف محمود ومازالت الدهشة تسيطر عليه:
- طبعا اعرفها..دى اختي..
قال عاصم بدهشة : اختك...؟
قال محمود بإستغراب: ايوه اختي.. لكن جايه معاك ازاي..
ابتسم عاصم وقال: مدام هبه تبقى مديرة مكتبي..
اتسعت عينا محمود وهتف : بجد..
ضحكت هبه وقالت:
- ايه كمية الاندهاش دى يا محمود... ايوة انا مديرة مكتبه..وبعدين مانت عارف اني بشتغل فى الزين جروب..
هز رأسه موافقا وقال:
- ايوة عارف..بس انتي ما قولتيش انك مديرة مكتب عاصم شخصيا..قولتيلي بس انك اتعينتي فى وظيفة مهمة تحت الاختبار..
ضحك عاصم وقال:
- مش انت لوحدك اللى اتفاجئت.. انا كمان ومتفاجئ من نفسي اكتر...ازاي ماخدتش بالي من الاسم..انا نسيت ان اسمك محمود عبد الرحمن..لان الكل يعرفك بمحمود المهدي..
ابتسم محمود وقال:
- فعلا...لكن هبه مش بتحب تستخدم لقب العيله وبتفضل اسمها مع اسم والدنا الله يرحمه..عبد الرحمن..
ابتسم عاصم ابتسامة عذبة وقال:
- على العموم دي صدفه جميلة جدا ..

فرصة تانيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن