الفصل السابع عشر

237 5 1
                                    

بعد مرور اسبوع ..
- صباح الخير يا مدام هبه..
هتف بها عاصم وهو فى طريقه لمكتبه صباحا...قامت هبه وهى ترد تحيته بإحترام..دخل مكتبه فدخلت هى خلفه وهى تحمل بعض الاوراق.. خلع عنه سترته ووضعها خلف مقعده بحرص قبل ان يجلس ويقول لها باسما:
- ايه اخبار جدولنا النهاردة..
قالت بابتسامة هادئه:
- جدول حضرتك النهاردة مشغول جدا..
ثم بدأت تلقى عليه اعمال اليوم بدقة وترتيب وهو يستمع اليها بانتباه وما ان انتهت حتى ارتسمت ابتسامة اعجاب على شفتيه وهو يقول:
- شايفك اتأقلمتي على الشغل بسرعة... برافو يا هبه..
كانت تبتسم وهى تستمع الى تشجيعه لها لكنها شعرت بقليل من الاضطراب حين سمعت منه اسمها مجردا.. فهى المرة الاولى التى يناديها شخص غريب باسمها مجرد.. وكأنه شعر باضطرابها فقال:
- مش تسمحيلي اناديك بإسمك... اصلي متعود انادي للناس اللى بشتغل معاهم من غير القاب.. بس لو ده هيضايقك...
قاطعته بهدوء: لا ابدا.. مش مضايقني ولا حاجه...  حضرتك تؤمر بحاجة تانية..
قال بابتسامته الهادئة:
- اطلبي لي قهوتي من فضلك.. وابعتيلى سها بملف مشروع العلمين..
قالت بهدوء: حاضر يا فندم..
خرجت وفتح هو حاسوبه الخاص وبدأ بالعمل.. بعد قليل طرقت سها باب مكتبه ودخلت اليه ودخل خلفها الساعي بالقهوة.. وضعها باحترام وهو يلقي تحيه الصباح على عاصم.. الذي رد عليه بابتسامة ودودة..
خرج الساعي ووضعت سها الملف امامه على المكتب... فتح الملف وهو يسألها:
- اخبار هبه ايه..
قالت سها بهدوء: المفروض انا اللى اسأل حضرتك..
قال بهدوء: انا بسأل عن استعدادها للشغل وعن طريقتها معاكم..
قالت بإعجاب: الحقيقة يا افندم.. هي عندها استعداد وقابليه للشغل ممتازة.. بتتعلم بسرعة وبتسأل فى كل حاجة.. وكمان دقيقة اوى فى مواعيدها انا احيانا باجي الاقيها وصلت قبلي..
هز رأسه بابتسامة رضا وقال:
- طيب واسلوبها معاكم..
مطت شفتيها وقالت:
- هى لطيفه وفى نفس الوقت شخصية.. بتتعامل بود لكن مش بتهزر فى الشغل..
ابتسمت واكملت: طبعا البنات مش طايقنها لانها اخدت المنصب اللى كانت عينيهم عليه.. بس محدش بيقدر يتعدى حدوده معاها..
ضحك عاصم وقال:
- الغريبه ان انتى الوحيدة اللى مش فارق معاكي المنصب ده رغم انك احق واحدة بيه.. بتشتغلي معايا من ٣ سنين وعارفة طريقتي كويس وشعلة نشاط ومع ذلك لما عرضته عليكي رفضتى بشدة..
ابتسمت وقالت بقلة حيلة:
- كانوا هيضايقوني بكل طريقة.. وانا غلبانة ومش هقدر عليهم.. وكفايه عليا اني بشتغل فى مكتب حضرتك.. المنصب مايهمنيش..
قال عاصم وهو ما زال يضحك:
- اديني جبتلهم اللى هتقدر عليهم..
بادلته سها الضحك وقالت:
- ربنا يستر ويعدي النهاردة على خير..
قال بإستغراب: ليه... فى ايه النهارده..
قالت بتوجس: هايدي راجعة النهاردة من اجازتها..
عقد حاجبيه وقال وهو ينظر فى ساعته:
- هي لسه ماوصلتش... الساعه عدت ١٠..
هزت كتفيها وقالت:
- حضرتك عارف.. هايدي مش بتلتزم بالمواعيد..
زفر قائلا بحنق: ولا بالشغل ولا بحاجة ابدا... بس اعمل ايه اتحرجت من عمها ومحبتش اكسفه..
ثم ارتسمت ابتسامة خبيثة على طرف شفتيه وقال:
- اسمعي يا سها... لما تيجي هايدي بلاش تعرفي هبه انى بتربطني بعيلتها صداقة شخصية...
اتسعت عيناها وهى تقول بدهشة:
- بس كده مدام هبه ممكن تشد عليها خصوصا ان هايدي مستفزة فى ردودها..
هز رأسه وقال بخبث :
- خلي هبه تتصرف معاها على طبيعتها..
قالت سها بتوتر: بس يافندم...
قاطعها قائلا: اسمعي الكلام يا سها... ويالا على مكتبك..
هزت كتفيها وقالت:
- اللى تشوفه يا افندم..
خرجت سها من مكتبه فى حين ارتسمت على شفتيه ابتسامة عبثية قبل ان يعاود مواصلة عمله..
           ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

فرصة تانيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن