الفصل الأربعون

102 9 7
                                    

اصطحب مازن سها الى محل المجوهرات لشراء الشبكة ومعه والدته وشقيقته ساره اما والدتها فلم تستطع الحضور بسبب حالتها الصحيه...
حرصت سها على انتقاء حلي بسيطة تمتاز بالرقة لكن هدى رفضت ذلك واختارت لها حلي فاخرة لكنها ذات ذوق رفيع مع وضع رأيها فى الاعتبار فقد حرصت هدى ان تكون بمثابة امها هي لا ام مازن حتى لا تشعرها انها وحيدة بينهم فى غياب امها..
وهذا ما شعرت به سها بالفعل ان هدى ام اخرى لها وان ساره قريبة منها وكأنها شقيقتها..
فرح مازن بالتناغم بينهم وان سها تأقلمت سريعا معهم..
فقد رأى الحزن بعينيها وهي ذاهبه معه لشراء شبكتها وحدها بدون امها لكن هدى استطاعت بحنانها عليها ان تبدل حزنها هذا وكذلك فعلت ساره بمرحها ومزاحها معها..
بعد شراء الشبكة عاد الجميع الى بيت سها لترى والدتها شبكتها... فرحت فايزة بشدة وقبلت ابنتها وهى تبارك لها وتدعو الله ان يجمع بينهما فى خير..
ذهبت سها لتعد بعض العصائر وقامت معها ساره لتساعدها..
فجلس مازن بجوار فايزة وقال بود :
- انا كنت عايز اطلب منك حاجة يا امي..
قالت فايزة بحنان : اطلب يا حبيبي..خير..
ابتسم وقال بترقب : عايز الشبكة يبقى معاها كتب كتاب..
نظرت له فايزة بصمت للحظات قبل ان تقول بهدوء :
- وليه الاستعجال...انتوا لسه ماتعرفوش بعض كويس..
قال مازن بلطف :
- من نحيتي انا اللى اعرفه عنها كفاية..وعارف ومتأكد انها نصيبي..
اخذت فايزة نفس عميق وبدت عليها ملامح التفكير فقال مازن بهدوء :
- انا هكلمك بصراحه يا امي...انا مش ناوي اطول فترة الخطوبة..وده انا قولته لحضرتك لما طلبت ايدها منك..
وشقتي جاهزة على الفرش..وطبعا هنزل انا وسها عشان نختار جهازنا..ومش دايما ماما هتكون معانا لأنها بتنزل كتير مع سارة عشان جهازها هي كمان..
قالت فايزة :
- ايوة يا حبيبي عارفة...ربنا يتم لها على خير..
ابتسم مازن وقال:
- تسلمي...يبقى الافضل انها تخرج معايا وهى مراتي  وكمان هاجي الفترة الجاية كتير وانتوا عايشين لوحدكم..يبقى انهي الافضل..اجي ازوركم وانا خاطبها...ولا وانا جوزها..حتى نتجنب الشبهات..
تنهدت فايزة وقالت:
- كلامك صح..بس انا مش هقدر اجبرها على كده..يمكن تكون عايزة خطوبة بس لحد ما تعرفك اكتر..
مط شفتيه وقال:
- طبعا هنسألها الاول وان شاءالله هقدر اقنعها انا عايز موافقة حضرتك..
نظرت له فايزة بتردد ثم قالت بهدوء:
- انا معرفكش كويس يا مازن...بس قلبي مرتاحلك.. وخصوصا لما شوفت اهلك وعرفت قد ايه هما ناس طيبين ومحترمين..
ابتسمت لها هدى التي كانت تتابع الحديث بصمت وقالت : ده بس من ذوقك يا ام سها..
بادلتها فايزة الابتسام وقالت :
- سها مالهاش حد فى الدنيا غيري...ومش هيبقى ليها غيرك بعد كده لو ربنا اراد وكان فى نصيب بينكم..
لو هتقدر تتعامل مع الفكرة دى فأنا موافقة..لو هتقدر تكون انت عيلتها وسندها من غير ما تستقوى عليها عشان عارف ان مالهاش حد..فأنا موافقة.. لكن لو شايف ان ده صعب عليك ومش هتقدر تعمله..يبقى سيبها دلوقت واحنا لسه ع البر..سيبها وهفضل احترمك لانك مكدبتش عليا..
قال مازن بصدق  وحيرة :
- انا باحب سها وعايزها تبقى مراتي وهكونلها زى ما بتقولي واكتر...لكن ازاي اقدر اثبتلك ده يا امي..
قالت فايزة بحسم : عهد..تعاهدني بيه قدام ربنا.. وتتحمل نتيجته لو خالفته..
اخذ مازن نفس عميق وتجول بعينيه فلمح مصحف وضع بجوار الفراش فأخذه وقبله ثم وضع يده عليه وقال :
- وحق كتاب الله اني اكون لسها السند والامان والعيلة وعمري ما استقوى عليها ولا احسسها ان مالهاش حد واعاملها بالشكل اللى اتمناه لأختي ولبنتي فى المستقبل عهد ويمين اتحاسب عليه قدام ربنا وامي شاهدة عليا..
دمعت عينا فايزة وقالت:
- وانا كفاية عليا وعدك ده..ربنا يتمم لكم بخير يابني..
قبل مازن رأسها وقامت هدى واحتضنتها وهى تقول :
- اطمني..سها خلاص باقت زى ساره بنتي..واحنا هنبقى اهلها زي مازن بالظبط..
دخلت سها وسارة الغرفة ومعهما بعض الحلوى والمشروبات فهتفت ساره بمرح :
- ايه العواطف دي كلها..
قالت سها بإستغراب: هو فى ايه..مالك يا ماما..
قالت هدى بابتسامة حانية:
- مفيش يا حبيبتي..دى ماما كانت بتوصي مازن عليكي
قالت سها بقلق وهى تتجه لوالدتها وتحيطها بذراعها :
- لا بجد..فى ايه يا ماما..عينيكي فيها دموع ليه..
قالت فايزة بصوت مختلج :
- مفيش يا حبيبتي..انا بس فرحانة انك كبرتي وهتتجوزي..
ابتسمت لها سها وقبلت رأسها فى حين هتفت ساره بمرح:
- دي دموع الفرح..ماهو احنا كده نفرح نعيط نزعل نعيط..
قالت سها : يعني بجد مفيش حاجة تانية..
اجابها مازن وهو يمسك يدها ويقول :
- تعالي وانا اقولك يا فضوليه..
هتفت سها باستنكار : انا فضوليه..
قال بتأكيد مرح : ايوة فضوليه...بعد اذنك يا ماما..
اتجه بها الى خارج الغرفة فأفلتت يده وهى تقول بعبوس : بقى انا فضوليه...شكرا يا باشمهندس..
ضغط على شفتيه بغيظ وقال :
- بردو باشمهندس..انا مش قولتلك بطلي الكلمة دى..
قالت بابتسامة تحدي :
- ولو مبطلتهاش هتعمل ايه..
رفع حاجبيه وقال بتوعد :
- ايه يعنى بتتحديني...حاضر..بكرة نكتب الكتاب واوريكي هعمل ايه...ان ما خليتك تقولي يا سي مازن مبقاش انا..
ضحكت بسخرية وقالت :
- لما نبقى نكتب بئا...قال سي مازن قال..
قال بثقة : وحياتك كلها اسبوع وتبقي حرم الباشمهندس مازن صفوان..
قالت بتهكم : ومين بئا اللى قال كده..
قال بنفس التهكم : انا لسة متفق مع مامتك جوه..
قالت بذهول : انت بتتكلم جد..
قال بتأكيد: هو الكلام ده فيه هزار..
هتفت باستنكار : ازاي يعني..وانا ماليش رأي..
نظر الى عينيها مباشرة وقال:
- يعني انتي مش عايزة تبقي مراتي يا سها..
اخفضت عينيها وقالت بارتباك :
- مش كده يا مازن..بس احنا لسه مانعرفش بعض كويس..الخطوة دى لسه بدري عليها..
امسك يدها واجلسها وهو يقول :
- اقعدي وخلينا نتكلم بالعقل..
جلس امامها وقال بهدوء:
- احنا دلوقتي مخطوبين وشبكتنا اخر الاسبوع... طبيعي هنخرج نشتري جهازنا.. وهاجي ازورك كتير وانتوا عايشين لوحدكم مفيش راجل معاكم..ليه نخلي نفسنا عرضه لكلام الناس
هتفت باستغراب:
- كلام ناس ايه واحنا مخطوبين..
قال باقناع:
- مخطوبين يا سها مش متجوزين...بردو فى حدود والصح اني مادخلش البيت وانتوا لوحدكم خاصة ان والدتك تعبانة...وحتى خروجنا سوا الأفضل يكون معانا حد وده مش دايما هيحصل...صدقيني لما نخرج سوا واحنا كاتبين الكتاب ده هيطمن والدتك اكتر.. انا عارف انها واثقة فينا بس الحرص واجب..
قالت سها بشك :
- يعني كلام الناس بس اللى شاغلك...مفيش استعجال فى الموضوع..
ابتسم لها مازن وتنهد وهو يقول:
- مش هنكر...انا فعلا مستعجل..تقدري تقولي اني ماصدقت لاقيتك وعايز بسرعة اكتبك على اسمي... ازاي وامتى وصلتي جوايا للدرجة دي..صدقيني مش عارف...اللى عارفه انك بقيتي جوايا فى مكان محدش سبقك ليه..
اخفضت عينيها وقالت بخجل:
- يا مازن انا...
قاطعها قائلا :
- خايفة...انا عارف..وعارف كمان انك واثقة فيا وان ليا مكانه جواكي...وصدقيني انا مش هخليكي تندمي ابدا على قرار ارتباطك بيا..
قالت بتلعثم:
- طيب انا...انا هصلي استخارة الاول..
ابتسم وقال :
- تمام...واللى هترتاحي ليه هو اللى هنعمله وعلى فكرة..انا كمان صليت استخاره قبل ما اخد القرار ده..وارتحت جدا ليه..وعشان كده انا متأكد انك نصيبي
هربت بعينيها منه وقد زادت خفقات قلبها فأكمل هو بعشق : بحبك..
تخضب وجهها بدماء الخجل ولم تقوى على الرد وهو ينظر اليها بعينين عاشقتين..
قطع سحر اللحظة خروج ساره وهى تقول بمرح:
- مش هتشربوا العصير ولا ايه..
نظر لها مازن بغيظ وقال :
- هادم اللذات ومفرق الجماعات..
ضحكت سها وقالت:
- بصراحة جات فى الوقت المناسب..
قال بتهكم : اه مانا عارف..
قالت ساره بعبوس : كده...الله يسامحك يا موزة..
هتف مازن بتحذير : ساااره..
ضحكت سها بشدة وقالت : ايه موزة دي..
قالت سها بسماجة :
- انتي ماتعرفيش ان ده الدلع الرسمي لمازن..
هتفت سها ضاحكة : اول مرة اعرف..
قال مازن بغيظ : اخرسي يا ساره...وانتي..عارفة لو قولتي موزة ده هعمل فيكي ايه..
قالت سها بإستغراب مرح : الله..انت مش كنت بتضايق من باشمهندس..خلاص اديني هقولك اسم تاني احلى..
ضغط على أسنانه وقال بغيظ:
- بت انتي..
هتفت سها مشاكسة : نعم يا موزة..
ضحكت ساره بشدة فقال مازن بتوعد :
- هو انتوا فاكرين اني مش هقدر عليكوا..طب تعالوا بئا..
ركضت سها وساره من امامه الى غرفة فايزة وهما تضحكان ودخل مازن خلفهما وهو ينظر لهما بتوعد فقالت هدى بإستغراب:
- فى ايه يا بنات...بتجروا كده ليه..اوعى تكون بترخم عليهم يا مازن..
هتف باستنكار : انا...دول يرخموا على بلد..
هتفت سارة بصدمة : احنا..
فقالت سها ببراءة : الله يسامحك يا...
بترت عبارتها عندما نظر لها مازن بتحذير وأكملت بخوف مصطنع : الله يسامحك يا باشمهندس..
ضغط على شفتيه بغيظ فحاولت كتم ضحكتها..
ابتسمت فايزة وقالت:
- شكلهم هما اللى بيرخموا عليه..
قالت سها بصدمة : كده يا ماما..انتي معايا ولا معاه..
قالت فايزة : انا معاه..
شهقت سها فابتسم مازن وقال بسعادة وهو يجلس بجوار فايزة :
- حبيبتي يا ماما..ايوة كده بقى ليا ضهر..
مدت سها شفتيها بعبوس طفولي فقالت هدى بحده مرحة :
- وانت فاكر ان هى مالهاش..طب جرب تزعلها كده وانا اوريك شغلك..
اندفعت اليها سها تعانقها وتقول :
- حبيبتي يا ماما...ربنا يخليكي ليا..
ثم اخرجت لسانها لمازن وكأنها تغيظه..
فضحك الجميع ثم قالت فايزة :
- قولتلها يا مازن على كتب الكتاب..؟
اجابها باسما : ايوة يا امي..ووافقت..
قالت سها باندفاع : انا قولت هصلي استخارة..
قال مازن بثقة : يبقى بردو هتوافقي.. انا صليت قبلك..
ضحكت فايزة وهدى وهزت سها رأسها بيأس وساره تربط على كتفها بمواساة..
     ..................................................................

فرصة تانيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن