الثامن والعشرون

88 8 3
                                    

اتسعت ابتسامته وقال:
- وماله...نتكلم فى الشغل...ايه رأيك تشتغلي معايا..
رددت باستنكار : اشتغل معاك..؟
هز رأسه بتأكيد وقال : ايوه..تبقي مديرة مكتبي انا بدل عاصم..وايا كان المرتب اللى بتخديه هنا مهما كان كبير اضربيه فى اتنين...قولتي ايه..؟
هتفت بغضب : قولت لأ..
رفع حاجبيه وقال:
- انا بعرض عليكي ضعف مرتبك..
قالت بحنق : مش مسألة فلوس..
قال بإستغراب:
- امال مسألة ايه.. آه...تكوني عرفتي الشغل هنا واتعودتي عليه...وماله..صحيح انا مشارك عاصم فى شركة واحدة بس من شركات المجموعة بس مش مشكلة...امسكي مكتبي فيها وبكده هتبقي فاهمة الشغل هناك وهنا..
قالت ببرود حاد : بردو لأ..
ضيق عينيه وقال:
- ايه خايفة من عاصم...متقلقيش..انا وعاصم اصحاب ومفتكرش انه هيرفض لو طلبت منه انك تتنقلي عندي..
هتفت بغضب شديد:
- وانا مش لعبة تتتنقل مابينك انت وصاحبك...لو عاصم بيه وافق على الكلام ده...انا هقدم استقالتي فورا.. وهدور على شغل فى اى مكان تاني حتى لو هاخد ربع المرتب..
رفع حاجبيه وقال:
- للدرجة دي..
ثم ابتسم وقال وهو ينظر اليها بعمق:
- انا بردو مش هعتبر ده رفض نهائي وهسيبك تفكري تاني وهستنى ردك..انا متأكد انك لو فكرتي شويه هتلاقي ان العرض بتاعي مايترفضش..
تركها واتجه الى مكتب عاصم وطرقه ثم دخل واغلق الباب بهدوء تحت نظراتها الناريه..
جلست بحدة وهى تشعر بغيظ شديد وبذهنها يدور سؤال واحد فقط...هل يمكن ان يوافق عاصم على هذا العبث....؟
  ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

رفع عاصم عينيه ليشاهد دخول شهاب الى مكتبه وهو يقول : صباح الخير يا عاصم..
فقال بدهشة:
- شهاب... صباح الخير...محدش بلغني انك هنا..
رد شهاب بمرح :
- اصل القطة بتاعتك...كانت مشغولة بالخناق معايا..
هتف عاصم بضيق:
- انت مش هتبطل كلمة القطة بتاعتك دي..
قال شهاب بلهجة عابثة:
- اصلك ماشوفتهاش وهي بتخربش..
هتف عاصم بحدة:
- وبعدين معاك يا شهاب..
ثم عقد حاجبيه وقال بتساؤل حاد:
- بتقول انها اتخانقت معاك...اوعى تكون ضايقتها..؟
هتف شهاب ببراءة مصطنعة:
- انا...؟ انت تعرف اني بضايق حد..؟
ضغط عاصم على اسنانه وقال:  شهاب...
ضحك شهاب وقال :
- ابدا والله..انا كنت بنكشها بس...وبعدين هضايقها ليه ده انا حتى عرضت عليها عرض كويس وكنت عايز موافقتك عليه..
قال عاصم بترقب : عرض ايه..؟
نظر له شهاب بعمق وقال :
- عرضت عليها انها تشتغل معايا..
هتف عاصم باستنكار حاد : تشتغل معاك يعني ايه..؟
قال شهاب ببساطة:
- عادي..زي ما بتشتغل هنا..تبقى مديرة مكتبي..
صاح عاصم بانفعال:
- انت اتجننت يا شهاب..
هتف شهاب بإستغراب:
- ايه المشكلة يا عاصم...انت عندك فريق كامل فى السكرتارية..يعني الشغل مش هيتأثر كتير لو هي مشيت..لكن انا عندي سكرتيرة واحدة بس ومحتاج مديرة مكتب...وانا شايف انها شاطره فى شغلها..
قال عاصم بعصبية :
- وهي وافقت ع الكلام ده..
مط شهاب شفتيه وقال:
- فى الاول رفضت بس انا عرضت عليها ضعف المرتب وسيبتها تفكر.. اظن ده عرض مايترفضش..
صاح عاصم بغضب :
- ازاي تسمح لنفسك تعرض عليها عرض سخيف زي ده.. بتزايد عليا...فاكرها ايه... تحفه فى مزاد معروضة للي يدفع اكتر..
عقد شهاب حاجبيه وقال:
- انت مكبر الحكايه زياده عن اللازم...انا عرضت عرض وهى حرة يا تقبل يا ترفض..
قال عاصم بعصبيه غاضبه:
- اسمع يا شهاب...انا حذرتك قبل كده وقولتلك ابعد عنها...لكن مدام انت مصر على تصرفاتك دي فأنا هبعدك عنها بطريقتي...حتى لو اضطريت انى انهي الشراكة اللى بينا..
رفع شهاب حاجبيه وقال بتهكم:
- ياااااه...عايز تنهي شراكة بقالها سنين..عشان خاطرها..
تبقى مش مجرد موظفة عندك..
اهتزت نظرات عاصم وقال بتوتر :
- مش اكتر من انها ست محترمة... مش زي الستات اللى تعرفهم..وطبيعي احاول احميها وانا شايفك بتحاول تضايقها بالشكل ده..
نظر له شهاب بعمق ثم قام وهو يقول:
- انا عارف انها ست محترمة...ومحاولتش اضايقها.. بالعكس..
قاطعه عاصم بغضب حاد : انا نبهتك قبل كده ان علاقاتك تبقى بره الشركة وبعيد عن الموظفين اللى فيها..
قال شهاب بجدية :
- مش هو ده سبب عصبيتك وتهديدك ليا بفض الشركة انت مش محتاج تواجهني انا يا عاصم.. انت محتاج تواجه نفسك.. لأن اللى وصلني من كلامك وعصبيتك دي لو كان حقيقي...فنصيحتي ليك..اوعى تضيع الفرصة لأنها ممكن ماتتكررش تاني..
انهى عبارته وخرج على الفور...نظر الى هبه فوجدها تنظر اليه نظرات نارية حادة وكأنها تستعد لعراك معه... ابتسم بهدوء وقال بلطف:
- مدام هبه...انا اسف لو كنت ضايقتك..وارجو انك تعتبري كلامي ليكي من شويه هزار سخيف وتسامحيني عليه.. وانا اوعدك انى متصرفش معاكي اي تصرف سخيف بعد كده..
استغربت هبه حديثه بشده واستغربت اكثر شعورها بصدقه وظهر هذا على وجهها بوضوح فأكمل هو بابتسامة عذبة :
- ارجوكي صدقيني..انا عارف انه صعب اكسب ثقتك لكن متأكد انه هيجي يوم واقدر اكسبها واكسب صداقتك كمان...بس بمعناها الحقيقي..
لم تستطع هبه الرد عليه رغم حديثه الذي هدأ غضبها الى حد كبير...احتفظ بابتسامته واتجه الى الخارج لكنه التفت اليها مرة اخرى قبل خروجه وقال:
- وبالنسبة لعرض الشغل.. انا سحبته...انتي مكانك هنا مع عاصم..
ثم اضاف بمرح : الا لو قررتي انك تسيبيه...ساعتها هتلاقي شركتي بترحب بيكي..
لم ينتظر ردها على كلماته وغادر على الفور وجلست هي تتسأل عن سبب تغيره المفاجئ...هل تراجع عن مضايقتها بالفعل..ام انه يعتمد اسلوب اخر للوصول اليها..او ربما حذره عاصم من مضايقتها وهو استمع اليه
ارتاحت لهذه الفكرة وابتسمت وهى تقول لنفسها
"نعم بالتأكيد عاصم هو السبب"

فرصة تانيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن