الفصل الرابع

103 6 6
                                    

قبل انتهاء مواعيد العمل .. طرقت باب مكتبه ودخلت اليه...بيدها ملف به بعض اسماء العملاء الذين تواصلت معهم على مدار اليوم...
مدت يدها اليه بالملف وقالت: اتفضل .. ده شغل النهاردة .
اخذه منها واشار اليها بالجلوس..، بعد ان جلست سالته: فى حاجة تانيه يا مستر طارق..؟
نظر اليها بإستغراب.. وقال بعتاب خفيف: بقالنا سنة بنشتغل مع بعض.. ومن فترة طويلة بطلنا مستر وانسة... ايه اللى حصل؟
أجابته بفتور : مفيش... بس زى ما حضرتك قولت.. الشركة للشغل وبس... فالأفضل تبقى المعاملات رسمية.
رفع حاجبه الايسر..وارتسمت ابتسامة على طرف شفتيه وقال: آه .. يعنى انتى زعلانه مني علشان اتعصبت شويه الصبح..
نظرت للاسفل وقالت بهدوء : لا مش زعلانه ولا حاجه..
قال بسرعه: بس انا زعلان....
وقف مقابلا لها.. وقفت هى الاخرى ونظرت له بتساؤل فأكمل : المفروض اعمل ايه لما اسمع صفاء وهى بتقنعك باخوها وبتعدد مميزاته قدامك علشان توافقى عليه..
خفق قلبها بشدة.. ماذا يعنى .. هل هذا سبب غضبه.. ان هناك من يريد خطبتها .. ام انها فهمت خطأ..
اضاف بانفعال صدمها : وياريت عليه لوحده.... لأ.. اعرف فى نفس اليوم ان مصطفى هو كمان عايز يتقدم لك... المفروض اعمل ايه.. اجى ابارك ..؟
تحدثت بارتباك لا تدرى سببه: انا مش فاهمه ايه المشكله بالظبط... انا مش اول بنت يتقدملها اكتر من شخص فى نفس الوقت.. وبعدين انا رفضت اخو صفاء خلاص.. وطلبت منها متكلمنيش فى الموضوع ده تانى.. اما مصطفى..فهو مش اتقدم ليا ولا حاجه.. كل الحكاية انه لمح بس وانا مهتمتش بالموضوع..
اقترب منها قليلا وقال: طيب لو اتقدم لك فعلا .. هتوافقى ؟؟
زفرت بضيق من حصاره لها ومن نفسها أكثر وقالت:
- حضرتك مش ملاحظ انك بتعمل دلوقتي نفس اللي كانت بتعمله صفاء الصبح.. وانت اتعصبت بسببه ..؟
هتف بعصبيه وغيظ : لا طبعا .. صفاء كانت بتحاول تقنعك.. لكن انا بسألك..
هتفت بعصبيه مماثلة: بتسألني بصفتك ايه .. دى مسأله تخصنى لوحدى.
صاح بحده : وتخصنى انا كمان .
هتفت به : ليه....
هتف بدون تفكير: عشان بحبك..
هل توقف الزمن للتو .. تكاد تسمع صوت دقات قلبها ... انفاسها تتسارع بشده داخل صدرها .. تحاول السيطرة عليها .. ولكن لا تستطيع..
اكمل بهدوء وصوت خافت : انا عايز اتقدم لك.. ايه رأيك..
ابتعلت ريقها بصعوبة ..واحمرت وجنتيها ..حاولت ان تجد صوتها لكنه لا يخرج منها .. ظهر الخجل والارتباك جليا على ملامحها فلم يشأ ان يربكها أكثر.. وقال باسما: فكرى .. ولو موافقة .. خديلى معاد مع محمود عشان اتقدم لك رسمى .. روحى دلوقتى.. وانا فى انتظار ردك..
اومأت برأسها بخجل وخرجت سريعا... اخذت حقيبة يدها وخرجت وكأنها مغيبه.. تحت نظرات التعجب من صفاء التى نادتها.. ولكنها لم تجيب عليها..بل لم تسمعها من الأساس
ذهبت إلى منزلها ..تكاد تطير فرحا بعد ان سمعت منه تلك الكلمات التى اطربت قلبها... هو يحبها مثل ما تحبه... طلب الزواج منها .. اى شئ يمكن ان يصف سعادتها الان .. ؟!

تمت الخطبة...وقبل ان يمر عامان كان قد اكتمل تجهيز بيت الزوجية..... طوال فترة الخطوبة لم يحدث بينهما خلاف يذكر....حتى وان حدث واختلفت الاراء.... يقنع احدهما الاخر بوجه نظره ...
هما متفاهمان الى اقصى حد... متوافقان فى الكثير من الامور....

فرصة تانيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن