التاسع والاربعين

140 9 7
                                    

نظرت سها الى مازن بذهول ثم اخفضت عينيها التي انسابت منها الدموع وقالت بألم : شقتنا...؟!
قال مازن باحتواء : ده المكان الطبيعي اللى المفروض تبقى فيه..
قالت هدى بتوجس:
- بس يا مازن...الوقت مش مناسب...خليها عندنا احسن
قال مازن بحسم :
- لا يا ماما...بيتها افضل من اي مكان تاني..
قالت سها بحزن :
- لا يا مازن..انا مش هقدر اروح اي مكان تاني..لا بيت والدك ولا شقتنا...انا مش هقدر اسيب بيتي..
اخذ مازن نفس عميق وقال لوالدته :
- بعد اذنك يا ماما...ابدئي انتي وسارة تقفلوا البيت وسيبني مع سها شوية..
اومأت له هدى برأسها ثم قامت وذهبت للداخل فنظر مازن لسها وقال برفق :
- ممكن متخليش حزنك يأثر على تفكيرك ونتكلم شويه بالعقل..
نظرت له بصمت ودموع فأردف قائلا :
- ماما وسارة فضلوا معاكي الايام اللى فاتت..لكن لازم يرجعوا البيت..وانا مش هينفع افضل معاكي هنا.. وكمان مقدرش اسيبك لوحدك..وخصوصا بعد زيارة الناس دى..يبقى ايه الحل..
قالت بدموع :
- مش هقدر اسيب شقة ماما يا مازن..مش هقدر..
قال بهدوء :
- طول مانتي هنا هتشوفيها فى كل ركن وده هيتعبك زيادة..
قالت باستنكار :
- وانت متخيل اني لو مشيت هنساها..
قال بحنان : لا يا حبيبتى..مش هتنسيها..عمرنا ما هننساها..لكن هتدي فرصة لنفسك ان حزنك يقل ويهدى انا فكرت انك تقعدي فترة معانا فى بيت العيلة.. لكن عارف انك هتتحرجي ومش هتبقي على راحتك.. فلاقيت الاحسن انك تقعدي فى شقتك..فى بيتنا سوا.. عشان تبقي على راحتك اكتر...وتبقى معايا واكون مطمن عليكي..
نظرت له بحيرة وقالت :
- طب خليني هنا شويه كمان..
قال مازن بحسم : لا يا سها..هنمشي النهاردة..
دخلت سها غرفتها لترتبها وتأخذ اشياءها الخاصه..
فانفردت هدى بمازن وقالت بصوت منخفض :
- انت ليه مصر تاخدها على بيتك..انت شايف ان ده وقت مناسب..
قال مازن بهدوء : ايوة..ده انسب وقت..
قالت هدى بلوم : لا يا مازن..فعلا الوقت مش مناسب.. البنت حزينة على امها..ازاي تطلب منها دلوقتي انها تعيش معاك..من حقها تاخد وقتها..
قال مازن باستنكار:
- انتي فاكرة ايه يا ماما..انا مش هطلب منها اننا نتمم جوازنا دلوقتي..هسيبها تاخد وقتها زى ماهي عايزة.. كل الحكاية انها هتبقى فى بيتها..مش هتحس انها ضيفة عند حد..
قالت هدى بعتاب:
- احنا بردو حد يا مازن..
قال مازن بلطف : انتي عارفة قصدي كويس يا ماما.. وانتي دايما بتقولي محدش بيرتاح غير فى بيته..
قالت هدى بحنان : يا حبيبي انا قصدي بس....
قاطعها مازن باسما :
- يا حبيبتي انا فاهم وعارف قصدك كويس..وصدقيني انا مقدر حزنها ومش مستعجل بس ده افضل حل..
            ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

عادت هدى الى بيتها مع ساره بعد ان قام مازن بتوصيلها قبل ذهابه الى شقته مع سها..
استقبلهما احمد بحفاوة واحتضن هدى باشتياق شديد وهو يقول بحب :
- اخيرا رجعتوا..
ابتسمت هدى وقالت : دول كلهم ٣ايام لحقنا نوحشك..
قال احمد بصدق : البيت وحش اوي من غيرك يا هدى
تحمحمت ساره وقالت بمزاح :
- وبالنسبالي انا ايه..لو وجودي مضايقكم ممكن امشي عادي..
ضحك احمد وقال وهو يعانقها :
- تمشي تروحي فين...تعالي يا لمضة انتي كمان وحشاني..
قالت بعتاب مرح : مش باين يا باشمهندس..اول ما شوفت هدهود نسيتني خالص..
قال احمد بلطف : اصلها اول مرة تغيب كده عن البيت..
قالت ساره بحب وهى تضع يدها حول كتف امها :
- يارب ماتغيبش عنه ابدا..
قال احمد باسما :
- آمين يارب...بس كنتي بتقولي هتستني مع سها لاخر الأسبوع وبعدين تجيبيها معاكي..
تنهدت هدى وقالت :
- ابنك حكم رأيه وصمم اننا نمشي النهاردة واخد سها على شقتهم..
قال احمد بدهشة : معقول..
هتفت ساره بضيق : عنده حق يا ماما..خايف يسيبها لوحدها بعد اللى حصل وزيارة الناس دي..
قال احمد بتساؤل : ايه اللى حصل..وناس مين..
قالت هدى بهدوء : انا هحكيلك..
         ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

فرصة تانيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن