الخامس والعشرون

107 8 1
                                    

*انا جييييت*
رفعت هبه رأسها تنظر إلى صاحب الصوت الذي دخل الى مكتبها بعد ان طرق الباب وعلى وجهه ابتسامة سعيدة.. وهتفت بدهشة:
- شهاب بيه...اتفضل..
هتف شهاب بمرح: مفجأة مش كده..
قالت هبه بهدوء: فعلا...بس ليه محدش عرفني انك موجود..
قال شهاب بنفس لهجته المرحة:
- انا طلبت منهم كده...عشان تبقى مفجأة.. بس انا مؤدب اهو وخبطت عل الباب الاول..
ابتسمت هبه بمجاملة وكادت ان تمسك الهاتف الداخلي وهى تقول:
- ثواني وهبلغ عاصم بيه بوجودك..
اوقفها وهتف باستنكار:
- استني بس...ايه ده...مفيش حمدالله ع السلامه...ده انا وصلت امبارح بالليل واول حاجه عملتها النهاردة انى جيت اسلم عليكم..
قالت هبه بهدوء : حمدالله ع السلامه..
ابتسم مرة أخرى وقال: الله يسلمك...اتفضلي..
وضع امامها حقيبة صغيرة من تلك الحقائب المخصصة للهدايا فنظرت اليها دون ان تمسها وقالت بإستغراب:
- ايه ده...؟
هتف شهاب بلطف:
- هديه بسيطة من لندن..
قالت هبه ببرود : ايه المناسبة...؟
قال ببساطة: بمناسبة رجوعي من السفر طبعا...انا متعود كل ما اسافر اجيب هدايا لأصحابي وحبايبي وانا راجع...تذكار يعني يفتكروني بيه..
هتفت هبه باستنكار ساخر:
- واحنا بقى أصحاب....؟
قال بخفوت ولهجة عابثة: يمكن نبقى حبايب..
هتفت بحدة : افندم...؟
قال شهاب مستدركا :
- طبعا اصحاب...ازاي مش أصحاب..ده كفاية خضتي عليكي لما شوفتك بتعيطى فى المطار...ده انا اتخضيت جامد جدا....مش شوفتيني وانا مخضوض..
نظرت له مطولا قبل ان تقول:
- هى فعلا حركة شهامة منك وانا بشكرك عليها...بس ده مايخلناش اصحاب..اسفة مقدرش اقبلها..
مط شفتيه وقال باستعطاف:
- طب اعتبريها عربون صداقة...ده النبي قبل الهدية..
قالت هبه بهدوء:
- عليه الصلاة والسلام...بس النبي ماقالش ان واحدة ست تقبل هدايا من راجل غريب..
قال باستنكار :
- هو انا غريب...ده انا شهاب...يعني يرضيكي تكسفيني وتكسري بخاطري...وبعدين ده برفان حريمي يعني مش هقدر استخدمه..
ثم اكمل بابتسامة عابثة:
- طب وغلاوتك عندي ده من اغلى انواع البرفيوم فى لندن..
قالت هبه بابتسامة سمجة:
- معلش...انا متأكده ان عندك اصحاب كتير وأكيد واحدة فيهم هتجبر بخاطرك وتقبلها..
نظر لها بغيظ وقال: يعني مفيش فايدة...؟
امسكت الهاتف الداخلي دون ان تهتم بالرد عليه واخبرت عاصم بوجوده ثم اغلقت وقالت:
- عاصم بيه فى انتظارك..
هتف بأسى وحزن مصطنع:
- ماشي...بس خليكي فاكرة انك كسفتيني فى اول طلب اطلبه منك وجرحتيني جرح عميق...الله يسامحك
ثم دخل الى مكتب عاصم فضحكت هبه ضحكة خافتة جاهدت الا تظهرها امامه وقالت محدثة نفسها:
- صايع فعلا زي ما قال طارق...بس دمه خفيف..

ما ان دلف الى مكتب عاصم حتى قال بمرح وهو يفتح ذراعيه:
- الباشا الكبير...وحشتنى يا عصوم..
قام عاصم لاستقباله وعانقه بابتسامة وهو يقول:
- حمدالله ع السلامه يا بيه...لسه فاكر تشرف..
هتف شهاب بحنق:
- يادي النيلة...طب حتى كمل السلام للأخر...هو انا موحشتكش يا اخي..
جلس عاصم خلف مكتبه وهو يقول بتأنيب:
- طولت فى لندن وسايب الدنيا هنا فوق دماغي..
قال شهاب مدافعا:
- الحق عليا انى محبتش ارجع الا لما زياد يسافر عشان الشغل هناك مايتعطلش..
نظر له عاصم باستهزاء وقال بتهكم:
- شوف وانا اللى ظلمتك...اتاريك كنت بتضحي..
قال شهاب بتمثيل:
- معلش كله عند ربنا..
ضحك عاصم وقال: لا صدقتك..
نظر الى حقيبة الهدايا التى كانت بيده ووضعها امامه على المكتب وسأله:
- ايه دى...جايبلي هديه..
هتف شهاب بحنق:
- ياريت كانت تنفعك..ماكنتش اعزها عليك.. بس للأسف دى حريمي..
قال عاصم باستغراب: وجايب هديه حريمي هنا ليه..
تنهد شهاب وقال:
- كنت جايبها للقطة السيامي بتاعتك..بس رفضتها..
ضيق عاصم عينيه وردد: القطة السيامي...؟
قال شهاب : هبه يا اخي..
تبدلت ملامح عاصم وقال بتجهم:
- وانت جايبلها هديه بمناسبة ايه..
قال شهاب : عادي يعني...مانت عارف اني بحب اجيب هدايا لأصحابي لما بسافر..
هتف عاصم بتساؤل حاد:
- ومن امتى بقيت انت وهبه أصحاب..
قال شهاب بابتسامة عابثة : هنبقى ان شاءالله..
هتف عاصم بحدة:
- سيب هبه فى حالها يا شهاب...هبه مش زي الناس اللى انت تعرفها..
قال شهاب بسخرية : كلهم زي بعض..
هتف عاصم بسخط:
- عشان كل اللى تعرفهم نوع واحد...لكن فى ستات كتير محترمة وهبه منهم..
هتف شهاب بإستغراب:
- وهو انا قولت حاجة...انا عارف انها ست محترمة وانا بعرض عليها صداقتي مش اكتر..وعارف انها هتقبلها..
سأله عاصم باضطراب:
- وايه اللى يخليك متأكد من كده...؟
قال شهاب بثقة:
- ظروفها...هبه ست مطلقة...والستات بعد الطلاق بتحس بكسرة وعدم ثقة فى نفسها...وبتبقى محتاجة صديق تفضفض معاه...وانت عارفني...انا الصدر الحنين لأى انثى بتعاني من الوحدة..
شعر عاصم بنيران تتأجج بصدره ورغبة ملحة فى ان يلكم وجه شهاب حتى يدميه ولكنه حاول جاهدا ان يتحكم بغضبه وهو يقول:
- لو كانت زي مانت فاكر كانت قبلت هديتك..
قال شهاب بسخرية: ماهي طبعا مش هتقبل من اول مرة..
ضغط عاصم على اسنانه وقال من بينها:
- ابعد عن هبه يا شهاب...انا مش هحذرك تاني..
نظر له شهاب مطولا ثم قال بتهرب:
- خلينا فى المهم...انا خلصت مع زياد كل اللى ناقص عشان تنفيذ المشروع مع الشركة الانجليزيه...والفلاشة دى عليها كل التفاصيل..كمان فى وفد هيوصل هنا الاسبوع الجاي عشان توقيع العقود..
مد يده واعطاه فلاشة صغيرة التقطها منه عاصم بوجه متجهم ووضعها بجهاز الحاسوب وبدأ يتناقش معه بتفاصيل العمل...مر بعض الوقت قبل ان يغادر شهاب ويمر بمكتب هبه وهو يقول:
- ها لسه بردو مش عايزة تقبلي هديتي..
نظرت له نظرة خاويه دون ان تجيب فقال بابتسامة خفيفة : طب راجعي نفسك...
قالت هبه ببرود : مع السلامة يا شهاب بيه..
تنهد وقال بأسف : ماشي...بس انا مش هفقد الامل..
خرج من المكتب فاطلقت هبه زفرة قوية ثم عادت تباشر عملها..
...................................................................

فرصة تانيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن