السادس والاربعين

97 7 3
                                    

قاد طارق سيارته بلا هوادة يعنف نفسه بشده نادما على ما فعله معها...كيف فقد سيطرته على نفسه بهذا الشكل..كيف ترك جنونه يتحكم به... هل كان حقا سيؤذيها...لا.. بالتأكيد لا هو كان فقط يريد ان يثبت لها ولنفسه انها مازالت تحبه وانها ستضعف امامه كما كانت دائما..لكنه اكتشف انه فقد حبها..والان فقد احترامها ايضا..

اما رنا فقد خرجت من الحفل تبحث عنه بعد ان اثار خبر زواج عاصم من هبه حقدها وغيرتها... وعندما لم تجده اضطرت لطلب سياره اجرة وعادت الى البيت..
كانت تشعر بالغضب الشديد فهو حتى لم ينتبه لوجودها ولم يهتم ان يصطحبها معه وهو يغادر...لم تجده بالبيت فازداد غضبها وقررت ان تحادث والدتها لتفرغ غضبها معها..
اجرت الاتصال واخذت تقص عليها ما حدث بالحفل..
فقالت والدتها بعد ان استمعت اليها :
- وانتي ايه اللى مضايقك..ما تتجوز..ده حقها وربنا يهنيها..
هتفت رنا بذهول:  انتي بتدعيلها يا ماما..
قالت والدتها باستهزاء : امال فاكرة اني هدعي عليها ولا هقولك معاكي حق تحقدي عليها...الست دي مأذتش حد ولا حتى انتي..انتوا اللى اذتوها..
فتحت رنا مكبر الصوت وتركت الهاتف بجانبها وهي تنزع حليها بعصبية وتقول بمكابرة :
- انا مأذتش حد...طارق طلب منها تفضل على ذمته... هى اللى اصرت على الطلاق..
قالت والدتها بملل :
- انا مش هناقش معاكي الموضوع ده...دى حكاية انتهت خلاص وكل واحد شاف حياته..وهى من حقها تتجوز وتعيش..
صاحت رنا بانفعال :
- تتجوز اي حد..الا عاصم زين الدين..ان شالله حتى ترجع لطارق لكن عاصم لأ..
قالت والدتها بدهشة :
- اشمعنى يعني الراجل ده اللى مش عايزاها تتجوزه..
قالت بحقد : لأنها ماتستحقهوش..
صاحت والدتها بغضب : وانتي مالك...مدام اختارها يبقى هو حر..
صاحت بغضب : وانا مش هسيبها تتهنى بيه..انا هقول لطارق يعمل اي حاجة عشان يمنع الجوازة دي..هقوله اني موافقة يرجعها..لكن مايسيبهاش تتجوزه..
هتفت والدتها بذهول :
- انتي مالك ومالها..ايه مشكلتك معاها..ليه متغاظة كده
هتفت بغيظ : انتي اصلك ماتعرفيش مين عاصم زين الدين...ده راجل اجمل ستات البلد اترموا تحت رجليه ومهتمش..يقوم لما يجي يتجوز يختار دي..
قالت والدتها بتذكر :
- مش ده الراجل اللى كنتي بتشتغلي معاه قبل طارق.. وكنتي بتتكلمي عنه كتير..ايوة هو انا افتكرت الاسم.. انتي كنتي دايما بتتكلمي عنه باعجاب وبعدها سيبتي الشغل فجأة من غير سبب واضح..
لم تجيبها رنا فصمتت لحظة ثم اضافت بصدمة :
- هو انتي كنتي معجبه بيه وقتها...عشان كده بتحقدي عليها..
صاحت رنا بجنون :
- لأن الكل بيحبها..حتى طارق لسه بيحبها...انا اجمل منها واصغر منها..ومع ذلك رفضني..حاولت اتقرب منه بكل شكل ولما حس اني بشاغله طردني من الشركة.. وفى الاخر يتجوز دي اللى جوزها سابها عشاني بكل سهولة..
قالت والدتها بتهكم غاضب:
- عوض ربنا بئا..تقولي ايه..فاكرة لما قولتي اهي ضحت وتضحيتها راحت من غير تمن..وانا قولتلك ساعتها مفيش حاجة بتروح من غير تمن واكيد ربنا هيعوضها.. اهو عوضها بأحسن من اللى كانت فيه..
هتفت بعناد :
- وانا مستحيل اسيبها..انا ه......
بترت عبارتها وهي تنظر لباب الغرفة المفتوح وطارق يقف امامه من الخارج تحتل الصدمة ملامحه ويبدو انه استمع الى حوارها كاملا..
هتفت بصدمة وهلع من هيئته : طارق..
صاحت والدتها عبر مكبر الصوت :
- مالو طارق يا رنا...الو.. الو...ردي عليا يا بنتي..
التفت طارق الى الهاتف الموضوع بالقرب منها فأمسكه واغلقه ثم القاه بعيدا..
اقترب منها بهدوء خطر وهي تبتعد بخوف وتحاول العثور على كلمات فقالت بارتباك:
- طارق...انت فاهم غلط...انا كنت..كنت..
صفعة قويه هوت على وجهها وهو يقول بغضب :
- كنتي بتحاولي تقربي منه...زي ما كنتي بتقربي مني مش كده..بس هو عرفك على حقيقتك..وانا كنت غبي وصدقتك..
صفعة اخرى قام بها وهو يقول بألم :
- هديت بيتي وضيعت حب عمري عشان واحدة طماعة وانانية زيك بترمي شباكها على اي راجل يعيشها فى مستوى عالي..
رفعت شعرها الذي التصق بوجهها من اثر صفعاته وقالت بحقد وغضب :
- احنا الاتنين زي بعض يا طارق بيه..ولا انت مصدق نفسك وهتعيش دور الضحية..
كتير قولت انك بتحب مراتك وانها بتعشقك واستحملت معاك كتير ومع ذلك نسيت كل ده اول ما حسيت باهتمامي بيك..
احنا الاتنين طماعين زي بعض..انا طمعت فى مركزك ومستواك وانت طمعت فى جمالي وشبابي وشوفت فيا الواجهة اللى تليق بيك...لكن على الاقل انا كنت مطلقة ووحيدة..بدور على راجل مناسب ليا ..لكن انت عذرك ايه..
قال بندم شديد :
- معاكي حق..انا ماليش عذر..غرتني المظاهر ورميت جوهرتي الغالية فى التراب واستبدلتها بحتة صفيح مصدي اتهيألي انها دهب..ولما فوقت ورجعت ادور عليها كان اوان الندم فات..
نظر اليها بكره واكمل : لكن على الاقل عرفت ان الرخيص مبقاش يلزمني...انتي طالق..
صرخت برعب : لا ياطارق..ماتسيبنيش..
تشبثت بذراعه وهى تقول بهلع : اي حاجة هنقدر نحلها سوا بس ماتسيبنيش يا طارق..انا بحبك صدقني..
نزع يدها عنه ونظر لها باحتقار وهو يقول :
- انتي مبتحبيش غير نفسك..وانا خلاص اكتفيت.. عايز ارجع الاقيكي خرجتي من بيتي ومن حياتي كلها..
خرج من الغرفة فركضت خلفه تحاول ان توقفه لكنه لم يلتفت اليها وفتح الباب ليخرج فوجد امها امامه تنظر له بقلق وقد جاءت مسرعه بعد ان اغلق الهاتف فنظر اليها بأسف ثم غادر...دخلت اليها بلهفة وجدتها تبكي بحرقة فاقتربت منها تسألها بلوعة عما حدث فقالت وهى تبكي بقهر :
- طارق طلقني يا ماما...سمعني وانا بكلمك وطلقني..
احتضنتها امها وهى تغلق عينيها بألم في صمت..
      .................................................................

فرصة تانيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن