إنّي تذكرتُ، والذكرى مُؤَرِّقةٌ. :)
- محمود غنيم.
. . .
صدحت ضحكتها الرائقة في أرجاء الغرفة ردًّا على حديث زوجة عمّها "حسين"؛ فزادت من اتّساع ابتسامة صديقتها وعمّتيها اللاتي جلسن يُراقبنها بسعادةٍ وسكينة.
- ربنا يديم ضحكتك دايمًا يا حفصة.
هتفت "فريدة" بقلبٍ نابض، وأمّن خلفها الجميع بدعوةٍ صادقة.فتحت العمة "حنان" فمها، وكادت تتحدّث، لولا أن قاطعتها "حفصة"، وهي تجذب صديقتها وتستقيم، بينما تقول:
- تعالي معايا يا فريدة، هنعمل عصير ونيجي.استقامت "فريدة" ولحقت بها، لتخلو الغرفة على الثلاث نساء اللاتي ساد بينهن الصمت دون أن تقطعه الابتسامات الواسعة، وكلٌّ منهن قد أخذت تدعو لكلتا الفتاتين بالسعادة والهناء الدائم.
بينما في المطبخ، فما إن دلفتا الاثنتان إليه، حتى هتفت "حفصة" بحماس:
- ها قوليلي يلا...عقدت "فريدة" حاجبيها وهي تتساءل بعدم فهم:
- أقولك إيه؟وعلى الفور، رفعت "حفصة" حاجبها بغيظ، وهي تقول بينما تلكز الأُخرى بسبابتها بذهول:
- بقى هتخبي عليا من دلوقتي يا بايخة؟ ما تنجزي تقولي رياض كان بيكلمك في إيه في الفرح يا غلسة انتي، لا وخلص معاكي وبعدين راح لعبد الله، فإيه بقى؟أنهت حديثها بغمزةٍ عابثة؛ فاتسعت عينا "فريدة" بذهولٍ للحظات، قبل أن تكركر ضاحكةً وهي تهتف من بين لهاث ضحكاتها:
- انتي بتهزري يا حفصة؟ بقى دي حاجة تفكري فيها دلوقتي؟ وبعدين انتي لمحتينا إزاي؟ دا موقفش معايا دقيقتين على بعض!- ملكيش دعوة انتي بأفكاري وبطلي تهربي ورُدّي عليا، وبعدين لمحتكم عادي يعني، هو يعني كان كلًمك برا؟ ما انتوا كنتوا في قلب القاعة يا فريدة، وانجزي قولي بقى... رياض كان عايز إيه؟
تحمحمت "فريدة" بارتباك وهي تحاول السيطرة على تلك الابتسامة الليعنة التي لا تنفكّ تحتل ثغرها كلما تذكّرت ذلك الحدث الغريب الذي جمعها بـ"رياض" في ليلة زفاف صديقتها، لكنها فشلت في إخفائها عن عيني "حفصة" المُتربّصتين؛ مما دفع الأخيرة لتهتف بما يُشبه الصراخ:
- باين هيكون فيها دبلة خطوبة قريب ولا إيـــه؟شهقت "فريدة" بذعر وهي تندفع بكامل جسدها نحو "حفصة" لتضع يديها فوق شفتيها؛ علّها تقطع حديثها المُختل هذا قبل أن يصل إلى آذان أي شخص، بينما تقول:
- يا بنتي اهدي، اهدي، دبلة خطوبة إيه وبتاع إيه يا حفصة؟ اهدي شوية يا ماما.
قهقهت "حفصة" على الذعر المُرتسم فوق وجه "فريدة"، والذي رأته مُبالغًا به بعض الشيء، ثم قالت:
- طب احكيلي انتي يا ستي اللي حصل، وانجزي.

أنت تقرأ
اضطراب -قيد الكتابة-
Любовные романыقلبتُ عيناي بين عمّاتي وأعمامي الذين لاحظتُ وقوفهم معًا بعيدًا وقد انشغلوا في الحديث سويًا، لأنتبه بعد لحظات إلى الباب الذي فُتح، التفتُّ لأرى من الآتي؛ لأرى عمي الأكبر "حسين" يدلف سريعًا، ليدلف من خلفه ذلك الشاب الغريب. شاب!! رمقتُه ببطء من أعلاه ل...