Chapter 1 : "Loneliness"

29.9K 1.3K 269
                                    

Enjoy:
Ch.1 | Loneliness

'الوحدة ' و بطريقة موجزة يمكنني القول انها العدو اللدود لبني البشر ، كلمة من اربعة أحرف - مع حذف ال التعريف - كفيلة بجعلك تعيش بهالة من التساؤلات و التي اهمها

" لما الوحدة ؟"

و ببساطة تأتيك الاجابة المختصرة في ان الجميع قد تخلى عنك ، او ربما انت قررت التخلي عن الجميع كعقد شراكة قبلت توقيع مستنداته من دون التطلع على الشروط و العواقب ..

لذلك فأنا انصحك بأن تكون حذرا بكل القرارات التي تتخذها ، لأن لا شيئ ولا احد سينقذك بعد استمرارك بالانجراف بعيدا ببحر ظلمات انت قررت الدخول اليه بمحض ارادتك القوية و غباءك اللامتناهي ، و لا تكن كمثل شخصيات روايتي ، لانها غامضة ، مرعبة ، و حزينة الى ابعد حدود .


بكوكب يقال انه بيضوي الشكل ، و بمكان مكتظ بالناس ، سبعة بلايين نسمة كتقدير لآخر الأبحاث ، الكل منشغل بمسائله الخاصة ولا احد يعطي اهتمامه للاخر سوى بداعي الفضول ، اقول مجددا و - عن تجربة شخصية - لا تجعل احدا مصدر ثقتك سوى نفسك ، و ربما هي ايضا ليست اهلا لتلك الثقة .

" أمي .. " بصوت مرتجف تهتف الفتاة الصغيرة ذات الثماني سنوات ، داخل غرفة مملوءة بالمرايا التي عكست صورتها بشكل مرعب على قلب مرهف صغير

" عزيزتي ، ارجوكِ اعتني بنفسك لأجلي حسنا ؟ " يهمس الطيف الابيض بصوت حنون افتقدته

" لماذا تركتيني أمّاه ، الامر صعب للغاية .." دمعة ساخنة تسللت بهدوء على خدها بينما تضع رأسها على ركبتيها و تجلس القرفصاء بزاوية بعيدة ، تشعر بيدي امها الناعمة تكوب وجهها الصغير و ببطئ تهمس لها " آسفة صغيرتي ، أنا آسفة " ترفع رأسها ليتبلد الطيف ويصبح سرابا كأنه لم يكن هناك من قبل .

"آه .. !" تصرخ فزعة ، و تنظر حواليها لتتأكد انه لم يكن سوى واحد من بين الاف الكوابيس التي اخذت تتعود عليها بعد اثنتي عشرة سنة من وفاة امها

تبعد الغطاء عن جسدها الهزيل و تلتفت للساعة الموضوعة قربها التي تشيرة للثالثة من منتصف الليل ، كالعادة كان ذلك توقيت استيقاظها ، 'ليليان' النائمة بالسرير المقابل لها كانت تنعم بالهدوء و من المضحك انها حسدتها لذلك .

الصمت كان سيد المكان وهي تسرع بخطواتها نحو سطح الحرم الجامعي ، تنظر خلفها و تضم رداءها الصوفي اقرب حول جسدها الهزيل ، و لم يكن شيئا أكثر سلاما بالنسبة لها غير الهواء البارد الذي عانق خصلاتها مباشرة بعد قيامها بفتح باب السطح الموصد

تجلس على الارضية الصلبة ، سمفونية موزارت كانت هادئة على مسامعها ، بنظرة خاطفة دنت من الحافة لتنظر للاشياء الضئيلة الحجم ، الانارة المشتتة ، و الهدوء المميت الذي لطالما قد احبته

   لـاَ يفسّـره الـعَــقلْ   |   Paranormalحيث تعيش القصص. اكتشف الآن