لـاَ يفسّـره الـعَــقلْ | Paranormal

Chapter 32 "Pas là"

Enjoy:

Pas là | لَـيس هنا

لوي ؟" يبتسم اليها بينما يضع يداه داخل جيوب سترته الجلدية " آسف لإفزاعك ، لكنني رأيتك واردت القاء التحية " يخفض بصره لينظر نحو الارضية المليئة بالعشب

يشعر بذراعين تلتفان حول خصره و رأسها يوضع على صدره "أنا من يجب عليها التأسف " تشهق و يرتشع قلبه جراء ذلك ليبادلها الحضن الذي طال الغياب عنه

"شش..لا تبكي " يمرر يده على شعرها و يقبل فروته ، ترفع نظرها اليه " لا تفعل ذلك مجددا " تهمس و يبتسم بوهن "الامر ليس بيدي " تضرب بقبضتها الصغيرة على صدره و عيناها تذرف الدموع

هي لن تتركه ليؤذي نفسه بعد ان اصلحها هي ، ربما قليلا لكنه كان الساند عندما تقع ، وجدته بأصعب حالاتها و لم يقل أفّ ولم يبتعد ، تتشبث به ..

"انا سأرحل .."

يتحدث بينما ينظر بزرقاوتيه الذابلة ليرى ملامحها التي تغيرت لغير فهم " سترحل ؟" تنظر للاشيئ و تبتلع بصعوبة بينما تشير اليه " لمدة وجيزة .. ربما سأنهي عامي الدراسي و سأعود للتخصص هنا"

تومئ بضعف و تمسح دموعها بعنف " حسنا .. اعتني بنفسك "

تأخذ طريقها مبتعدة عنه لكنه يجر ذراعها ليضمها اقرب و اقرب ، لا تبادله فقط تغمض عينيها و تحاول تبني القوة ولو لمرة " ارجوك سامحيني .." يهمس و لا تبدي اي ردة فعل

يتنفس الهواء بعمق و تنسحب من عناقه " الى اللقاء " تهمس من دون ان تنظر اليه ثم تذهب باتجاه الشارع لتتركه وحيدا ، الرياح الباردة تلفح وجهه و يحاول جاهدا التحكم بنفسه

ينظر للاسفل حيث قبر والدتها "باميلاّ جيمس براون" يعلم انها تفتقد والدتها ، يتمنى لو يستطيع فعل شيئ حيال ذلك ، وكيف عساه ان يفعل وهو على وشك ان يخسر نفسه

هي لا تعلم سببه الوجيه للذهاب ، هو مضطر لمصلحة كليهما ، سيعود بحال افضل و سيتعافى من اجلها ، يمشي بالطريق الفارغة حيث لا احد سواه ..

"لقد تركك هو الآخر" تهمس نفسها الداخلية التي تواجه صراعا " تركك كما يفعل الجميع.."

هي لم تجادل ، هي اصبحت لعنة تلحق الجميع " لماذا الكل يتركني بالمنتصف لاكمل بنفسي " تصرخ بينما تنظر للسماء التي تجاوبت معها و انزلت قطراتها الباردة ، السماء حزينة كذلك .. هكذا فكرت بينما امتزجت دموعها و دموع السماء الداكنة

تلك الخدشة بقلبها و ذلك الشرخ يزداد اتساعا ليصبح فجوة ، الالم يكاد يقتلها .. الالم النفسي يجلد فؤادها لتعود نفسها و تؤنبها على تعلقها به

تضع يديها حولها من شدة البرد و تمشي ببطئ بينما تبكي ، سامحوني لا تبكي بل تختنق بكاء كما هو الحال عندما ينتهي بها المطاف بمرحلة ما و نقطة معينة