Chapter 37 "Mellow"

8.1K 578 137
                                    

Enjoy :

"ذا لم تحبني فانا احبك و اذا احببتني فالويل لك"

الصمت لغة ينفرد بها العقلاء فقط ، و بما ان الفكر يميز الانسان عن الحيوان كما يقول' ديكارت' ، و اللغة و الرمز بالنسبة 'لإكسبيرر' ،الا انه حينما يتحدث الصمت تلغى القوانين و تنحني راكعة له

حيث انه افضل وسيلة للتعبير عن فيض من المشاعر التي يعجز الكلام عن نطقها ، تُفتح صفحاته لتعلن عن ثرثرة النفس المتعبة بثقل الحب ، و تظل الصفحات فارغة لتملأها دموع الاعين التي بكت معاناة و خوفا و اجهادا و تصرخ حرقة بلا آهة

الصمت ، هو حين يحتاج الكلام لتلك الحروف التي اعتادها لتصبح غريبة عنه فجأة كما لو انها تعبر عن اشتياق دمره الزمن ، كما لو انه افتقد الكلمات التي اعتاد قولها ليسمعها الآخر ، الى معان اعمق من تلك التي ستوصلها بضع كلمات تافهة من فم لأُذن

هو الملاذ الوحيد ، هو الكهف المجهول بدروب النسيان هو ضجيج البوح و سور اللغة الذي يتمرد الى اللاقيود و اللاحدود ، فالصمت لغة تشمل كل اللغات و تواصل يعبر الآفاق و يتجاوز المسافات

يدنو من عنقها و يطبع قبلاته الشغوفة على طوله منتشيا برائحتها الممزوجة بالقوة و الدماء التي تضرب ضربا بعروقها ، يتنهد بخفوت لتضرب انفاسه الحارة جدار الصبر لديها ، هو يمتحن ذلك و اعجبه الامر

تطبق على شفتيها و تزداد قبضتها اشتدادا على عنقه بحيث تمرر انملها بخفة و يزمجر ضد عنقها ثم تبتسم برضى ، هو قد اراد اللعب و اراد اخضاعها و هي مصممة على ربح حبّه ، تنسلّ بخفة من بين قبضته " الاخذ بطثرة و عدم العطاء .. ليس عادلا سيد مالك ، آسفة "

تهمس بأذنه ببطئ ثم تأخذ طريقها و رجليها الحافيتين ضد الارضية الصلبة ، تجلس لكنه يشير اليها بلا ثم يتقدم ليجر الكرسي بنفسه بينما يتحدث بخفوت " لن اتخلى على مبادئ الرجل النبيل آنسة براون "

يتخذ مقعده امامها بينما تقضم على شفتها محاولة كبح الابتسامة ، هكذا اذن ، تضع القليل من الطعام لكليهما " بالصحة " تهمس بينما تشرع بأكلها بغير اهتمام بينما هو يشاهدها مستريحا ضد ظهر الكرسي واضعا رجلا على الاخرى بأريحية

ترفع بصرها بينما ترفع الشوكة و تشير اليه بماذا ، فقد بدت لوهلة اننها لم تأكل منذ زمن و ذلك ليس من شيم الفتاة الناضجة " ماذا هناك؟" تسأل و يميل برأسه بابتسامة خاطفة للانفاس

" لا شيئ حقا ، افضل مشاهدتك و انت تأكلين "

تمضغ طعامها ببطئ بينما تومئ " الن تأكل أنت؟"

" لست جائعا صدقيني .. ولو كنت لأكلتك " يهمس بآخر الجملة لتشهق بطعامها و تبدأ بالسعال " على رسلك" يمد لها كوب الماء ، ترتشف ببطئ و عينيها مندّيتان بدموع قوة السعال كطبيعة بشرية

   لـاَ يفسّـره الـعَــقلْ   |   Paranormalحيث تعيش القصص. اكتشف الآن