Chapter 38 " Daisyflower "

8.3K 642 151
                                    

Enjoy:

Daisyflower  |  زهـرة الأقحوان

-

صدمة؟   صدقوني هي لم تحتج ذلك و خاصة بوقت كهذا ، كل شيئ انقلب بلحظة رفعها الهاتف لتلقي رسالة من رقم طال غيابه  ، حتى كادت ارقامه تصبح غريبة على ذاكرة النسيان ،  لكنها تمنت ارجاع الزمن للوراء و تحطيم الهاتف بدل فتح الرسالة وقراءة المحتوى ، أصبح كل شيىء  يلوح في الافق و الذكرى تعبر مخيلتها بسرعة الضوء بعالمها الخاص الذي لا يستحمل العيش به ، ذلك العالم الرمادي و لعل زين هو النقطة المشرقة التي تضيئ  به .

هل تخطى كل شيئ بتلك السرعة ليقرر الزواج  ، و اي حب هذا الذي سيمنح الزوجة الجديدة وهو لم يمنح حبا لفتاته الصغيرة التي قضت ليالي من دون نوم خوفا من اشباح اسفل السرير التي تخدشه مرارا و تكرارا بأظافرها المتسخة لتثير الرعب  بقلبها الهشّ ،  و خوفا من صوت الرعد و البرق الذي ينير عتمة غرفتها بليالي ديسمبر المظلمة ، و خوفا من فقدان روحها وسط الزحمة بشوارع لندن الفسيححة ، لتعود وترفع رأسها نحو القمر و تناجي صورة والدتها ، هناك حيث القمر اطار لصور ارواح الموتى .. سيتزوج

سيتزوج و ينسى ذكراه القديمة ، زوجة استنزفت حياتها في سبيله فمن يحب قد وهب نفسه و وجدانه للحبيب من ددون رجعة بل تأبيد  ،  احبته و انجبت ثمرة حبهما داعية ان يقوم برعايتها بعد ان انتقلت من دار الظلم التي كل من عليها فانٍ ، نحو خاصة الرحمة و الالوهية ،  كيف تجرأ على ذلك .

"أخبريني ماذا هناك؟" يمسك بكتفها و لا تبدي اي ردة فعل بل تحرك رأسها بعنف يمينا و شمالا و تبدأ دموعها بالنزيف حيث تكاد تختنق من اضطراب انفاسها   " لا لا ..  لا يعقل" تمسك برأسها بين يديها و تقف لتتحرك بلا وعي وسط غرفة المعيشة الصغيرة ذهابا و ايابا بخطى متعرجة

" لا ، ارجوك اخبرني ان ما قرأته ليس صحيحا  و انها اوهام و ستزول ، أجل ستزول  ! " تشير نحو الهاتف ثم تبتسم بلا معنى من وسط عبراتها التي لا تنفك عن الانهيار الواحدة تلو الاخرى

ينظر اليها بغير فهم ، ليدوي صوت تحطيم الاثاث القليل بفعل قبضتها " اخبرني انه ليس صحيحا للعنة!" تبدأ بضرب كل ما تصادفه امامها و تصرخ بهيستيريا  كما لم تفعل من قبل ،  يدها تنزف لكن ذلك لم يوقف نزيف قلبها المتعب ،   الى ان شعرت بالحضن الدافئ حيث تشبثت " شش-"

يهمس و يبقي رأسها على صدره " استرخي" يمرر يده على طول ظهرها بينما يشعر بأنفاسها المتذبذبة و ذلك يزيد من ألمه ، لم يرها منهارة هكذا  كاليوم ، لقد عذبها بقسوة لكن ذلك لم يؤثر معها كما الآن ، رؤيتها تخرج عن رشدها كان كفيلا بخدشه  من الداخل فما بالك بها باللحظة تلك ؟

تضرب على صدره بقبضتها و تشهق بألم " لماذا .. فقط لماذا يحصل لي ، بماذا أخطئت لأستحق العذاب  " تعود لتتشبث به بيدها المدمية و صوت عويلها يملأ المكان ، طفلة هي تحت سقف الشيطان و سجن الغرباء ، بائسة هي تحت قبضة الزمن ، فاقدة الامل هي بمكان مجهول و كم صعب ان تصرخ بلا صوت .

   لـاَ يفسّـره الـعَــقلْ   |   Paranormalحيث تعيش القصص. اكتشف الآن