لـاَ يفسّـره الـعَــقلْ | Paranormal

Chapter 18 " It's Complicated"

It's complicated | الامـر معقد

Enjoy it:

listen to : Safe & Sound *

..تقف ، وحيدة هي ، و الوحدة خوفها الكبير
أن تبقى وحيدا من دون شخص تحكي له و تفرغ ثقل قلبك مؤلم كاللعنة ، أن تبقى و حيدا ضائعا و ضالا بعالم قاس لا يعلم معنى الشفقة شيئ صعب ، أن تبقى وحيدا و تعلم انك وحيدا هو النكسة الكبرى .

تتمسك بحقيبة يدها جيدا بينما تظل واقفة بالزاوية تراقب افعال الآخرين بشرود " أرأيتي كم انتي وحيدة .. ضائعة و ضعيفة " يهمس بصوت بارد بأذنها ، تتسمر بمكانها و تشعر بدم عروقها يتجمد "لا تبدأ لعبتك معي الآن" تجيب بنفس البرود بينما تفكر انه بالفعل سيستغل نقطة خوفها من الوحدة " اعلم ذلك جيدا صغيرتي .. انا اشعر بذلك " يهمس بينما تشعر بصوته يخترق اذنها " ابتعد اللعنة" تصرخ بانفعال و تتوجه الانظار اليها لدرجة ان الشاب الواقف بحانبها قد ابتعد خطوتان عنها "هذا ما ينقصني ان يظن الناس انني مجنونة !" تهمس لنفسها و تدلك وجهها بيدها المعافاة

لوي لم يأتي و لم يجب عن رسالتها ، اهو قرر الابتعاد عنها يا ترى هل سئم منها ، هو حقه فهي بحدها مشكلة ، تأخذ هاتفها لتطلب رقمه لكنه يفاجؤها بإغماض عينيها من الوراء "احزري من؟" يقلد صوت طفل صغير " لو!" يضحك بقهقهة و تلتفت و تعتصره بحضن دافئ

"على مهلك يا فتاة"

يضحك و يبادلها "لقد .. لقد ظننت انك تريد الابتعاد" تشهق ضد صدره و يعبس "هي دايزي لما البكاء ، تعلمين انني لا استطيع فعلها " يربت على شعرها و يمسح دموعها لتبتسم باتساع "هيا لنذهب من هنا "
يركبا السيارة ، ينطلق لوي نحو البحر هو فكر انها تحتاج للترفيه و لو قليلا عن نفسها ..

الشخص الثالث يكاد ينفجر من غضبه ، هي خاصته لوحده و ليست لأي أحد آخر ، هو يتملكها ، يتحكم بها و بعقلها ، عليها ان تعطيه ولاءها لا ان تعصيه او ان تلقى نفس مصير ليليان .. و يا ويل ، يا ويل من يتدخل بينهما ، يتحول لظل خفي ثم يلحق بالسيارة

"رائحة البحر.." تقف بجانب الحافة الفاصلة بين اليابسة و البحر بحيث تستنشق بعمق عبق تلك الرائحة ، شعرها يتطاير بالهواء نظرا للرياح القوية ، لوي يقف وراءها بقليل حيث يمنحها بعض الخصوصية ، يتأملها بشرود و على محياه ابتسامة خفيفة ، كم يريد حمايتها ، هو يريد استبدال معاناتها براحته ، هو مستعد لإعطاءها حبه و حياته مقابل رؤية ابتسامتها كل يوم .. قلبه ينبض لها فقط ، و مواجهة العالم من اجلها هي شيئ قليل في حقها ، يشاهد حركة يدها اللاإرادية في محاولة تدفئة نفسها ، يخلع سترة الجينز و يقترب ليضعها حول كتفيها

تتمسك بالجاكيت و لازالت مغمضة العينين تعيد شريط ما حدث معها كشريط سينمائي ابتداء من وفاة ليليان لحد الساعة .. السماء صافية لكن حياتها العكس ، الطيور تلعب في الفضاء بحرية لكنها رهينة شخص لامرئي خارج عن الطبيعة .. كيف عساها ان تخرج من مصيبتها تلك كيف..