•| بعد كل تلك السنين ! |•
°°°°
. . .
اضاءت القاعة بأنوار زاهية و زينت بأجمل الورود و الصور الملفتة ، بدأ الضيوف بالقدوم شيئا فشيئا حتى امتلأت القاعة ، ثم أخد صوت الضيوف يعلو ، مع صوت موسيقى خفيف يجعل المرء يتمايل بين الفنية و الاخرة .
وفي إحدى الزوايا تقف لتتحدث مع العمال ترشدهم الى عملهم " اعملوا هنا و ضعوا هنا و خذوا هذا " ، نعم فهي منسقة حفالات و أعراس مشهورة . . .
شعرها البني الداكن قصير إلى أعلى الرقبة و عينيها الرمادية تلمعان ، ثوبها القصير الذي يظهر مفاتنها بلون أسود مذهب ، ذا طول مناسب و جسد نحيف .
بعد مرور بعض وقت حضر أصحاب الحفلة ، عائلة مونورا ، هي من أرقى العائلات و اكثرهم ثراء ، عائلة تعرف بالتسلط و الغرور و التكبر ، الجد (مارسو ) رجل كبير في السن ، ذو تجاعيد تملئ وجهه ، شخصيته محبوبة من قبل الكثير ، كما ان لديه عقل يصعب التعامل معه .
( ليو ) يبلغ من العمر تقريبا خمسون عاما ، عكس والده فالشر هو وهو الشر ، يزدري الطبقة الفقيرة الكادحة و يعتبرهم عالة ، لكن بسبب سفره الدائم لم يستطع حضور الحفل اليوم .
زوجة الابن (ديانا) ، لطيفة بعض الشيء لكن في بعض الأحيان تتغير ، لديها ايضا عقل يصعب التعامل معه ، بالإضافة الى كونها امرأة متكبرة ، تبدو في الأربعين تقريبا الا أن جمالها لا يضاهي .
الاحفاد ، الحفيد الكبير للعائلة ، يدعى
( زاك ) ، شاب وسيم ، لديه عينان زرق ساحرتان و شعر بني داكن طويل ، جسم قوي صلب كالجدار ، اليوم هي خطوبته من إحدى الفتيات اللاتي كانت من اختيار عائلته .اما الحفيد الصغير (زين) يبلغ من العمر 10 سنوات لديه شعر بني فاتح و عينان زرق .
..
عندما دخلوا وقف الجميع مبتسما لهم ثم حيوهم و بدوا بتوزيع الابتسامات للضيوف ، فضلوا إبقاء تلبيس الخواتم إلى آخر الحفلة ، بينما الجميع منبهرا من جمال تزين القاعة حيث خطفت أنفاسهم .
وقفت زوجة الابن بجانب الجد و ابنها قائله بتفاخر عن جمال التزين الذي شهدوه منذ دخولهم " أن هذه الفتاة التي جلبتها كي تشرف على التزين ابهرتني تستحق الكثير أليس كذلك ! "
وافقها الجد كلامها ثم أجابها هاززا رأسه " نعم صحيح ، عرفينا عليها ،لربنا ساعدتنا في مناسبات أخرى " نظر الحفيد من حوله ثم همس لوالدته
" أمي سأعود بعد دقائق "نظرت له بحدة ثم همست اليه مع ابتسامة مزيفة و صوت بدأ كتهديد له " حسنا عزيزي لكن لا تتأخر فمخطوبتك ستصل قريبا "
ذهب بعيدا عنهم ، نادت الزوجة المشرفة و بدوا بالثناء عليها و مدحها حتى ان الجد لم يخفي انبهاره " حقا ابهرتني "
" شكرا لك هذا يسعدني " إجابته ثم شبكت يداها معا بخجل لتضع زوجة الابن يدها على كتفها ثم تقول " تستحقين مكافأة . . "
" شكرا لك سيدتي ، عن اذنكما قليلا " التفت لكي تتحدث مع إحدى النساء و في تلك الأثناء عاد الابن لتناديه والدته.
" بني تعرف على منسقة الحفلة ، لانني بالتلكيد سأجعلها منسقة حفل زفافك ، دقيقة سأناديها "
قالت وهي تضع يدها على كتف الفتاة فتستدير الفتاة بكل لطف مبتسمة ، نظر لها متفحصا بدقة .
" هذا ابني زاك ، الذي سيخطب اليوم اعرفكي به "
قالت زوجة الابن فنظرت الفتاة نحو الشاب زاك تبتسم ، عمت لحظة صمت ، نظرا في أعين بعضهم ، كان منظرهما مذهلا ، لكن شحوب وجهيهما زاد الأمر تعقيدا
" زاك بني هذه . . . " و قبل أن تكمل قاطعها هو ليقول اسمها بصدمة
" ماريا ؟ "
. . . . . . . . .
يتبع
أنت تقرأ
مَلحمةٓ درامِيةٓ || الْقَدْر الْعَجِيب
Romanceو كَانَ الْقَدْرُ رَسْم ليجادلهم . . . . تِلْك الْأَقْدَار الَّتِي تَشَابَكَت بِخَطّ رُفَيْع أَدَّتْ إلَى لِمَعَان الحُزْنُ فِي حَيَاتِهِمْ . . ~ . . هَل الْحَبّ مدمرا لِلْحَيَاة ؟ أُمِّ أَنَّ الْبِشْرَ هُم أَسَاس التَّدْمِير ؟ بَيْن الْمَح...