PART 22

598 62 63
                                    

......

•| احبك |•

......

...

اليوم هو آخر يوم لهما في باريس و غدا سوف يعودان إلى لندن ، كانت الساعة ال9 مساءا وهي اليوم لم ترى زاك فإستغربت كثيرا . . لكنها شعرت بالقلق فبحثت عنه في الفندق لكنها لم تجده ، فتذكرت مرة كانت تراه يخرج إلى سطح الفندق . .

ترددت كثيرا لأن الفندق مكون من 40 طابقا وهي تخاف المرتفعات . . ولكن ماذا لو حدث له شيء ، استجمعت شجاعتها و صعدت فوق ، فتحت الباب لتهب رياح قوية ، و قلبها ينبض بسرعة من الخوف ، نظرت للسطح لكنها لم تجد أحدا ، بسببب الظلام . .

" زاك هل أنت هنا ! " نادت بصوت عالي لكن لا أجابه ، حاولت مجددا لتسمع صوت خطوات تجاهها تخطوا . . نظرت له وهو يبدوا مكتئبا . .

: ما بك ! ! لما أنت مكتئب . . من ازعجك ؟ " سألت فرفع رأسه و حدق بها قائلا " انتي ازعجتيني " لم تفهم لكنها عاودت سؤاله " أنا ازعجتك ؟ كيف لكنني لم أراك منذ الصباح فكيف أكون قد ازعجتك "

: : منذ اليوم الذي رأيتكي فيه وانتي لم تذهبي عن خاطري ، كنتي في قلبي و عقلي ، كنتي كياني ، بسببكي فقدت النوم . . أصبت بالارق . . اعاني بسببكي كثيرا ثم تاتين وتسألينني ما بي . . فلو كنت عاقلا لما وجدتيني هنا . . فأنا جننت بسببك . . . أنا مجنونك بكي . . أنا احبك "

أي نبض قد شعرت به عندما قال تلك الكلمة احبك !, هل قالها حقا ؟ فرح قلبها و بدأ يرقص ، فرح القلب ؟ لكن لما عقلها لم يفرح ، لما عقلها صامت و يعاند ، هي أيضا تحبه فلما لا تخبره بذاك ؟ لما ؟ بسبب عائلته و مستواهم ؟ هم لن يقبلوا بها حبيبة لإبنهم .

: : عليك نسيان هذا الحب . . . فهو خاطئ . . "

قالت بهدوء ، مدمرة آخر خلية في عقله فجن جنونه و اقترب منها ، مسك جسدها بقوة و بدأ يهزها : لما تريدين نسياني لما . . لما تريدنني أن اتناساكي . . أعلم لما . . . بسبب الفرق الطبقي الذي بيننا صحيح . . انتي غبية . . أنا عندما احببتك لم أفكر بالمال . . . لم أفكر بالفرق الذي بيننا فلما انتي تفكرين . . "

: : كان عليك التفكير . . ربما أنت لن تتعذب . . لكن أنا بالتأكيد سأتعذب . . أنا لا أحبك زاك . . ولا أفكر بك كحبيب أبدا . . أنا أفعل هذا كي أرد لك الدين . . "

لم يتكلم بل صمت يفكر بكلامها الذي كان كطعن سكين في القلب : عد لغرفتك وأنسى أمر هذه الليلة" إجابته بصوت قاسي لكنه صرخ ، فهو يرفض أن ينتهي الأمر هكذا

: كاذبة . . قلتي أنك لم تفكري بي صحيح . . لو لم تفكري بي لما اتيتي إلى هنا باحثه عني في الليل و أين ؟ في مكان مرتفع حيث أنك تعانين من رهاب المرتفات فلو أن قلبك لم يأمرك بالقدوم إلى هنا . . لما اتيتي و هذا دليل على حبكي لي . . عيناكي تشعان بالحب . . حبي أنا . . كما سحرتيني سحرتكي " أنزلت رأسها للأرض و قالت : أحبك ، نعم ، لكن هذا لن يغير شيئا"

كانت كلماتها كالخناجر تقطع قلبه . . لكنه لم يجد غير ذلك الحل ، عندما استدارت للذهاب خطى بعيدا و وقف على حافة السطح ثم نظر لها وابتسم ،

ثم صرخ قائلا : احبك . . . احبك ماريا . . "

و بصوت خافت تكاد هي تسمعه أردف : و سأموت لاجلك.. "

نظرت للوراء لتراه يبتسم ويرفع يداه مستعدا للسقوط فجحرت عيناها و صرخت : زاك . . ما الذي تفعله . . "

: أموت فداءا لكي . . "

بدأ يتراجع للوراء قليلا رويدا رويدا ، و هي ركضت تجاهه و مسكت يده ، كان هو على حافة السقوط وهي ممسكة بيده إلى أن شدته بقوة ليسقطا على أرض السطح ، وقف و وقفت معه ثم قال

: ارأيتي انتي تحبي . . " و قبل أن يكمل كلامه ضربته كف حماسي على خده

: : كيف تفعل هذا . . . كيف سأعيش من دونك . . "

: : منذ قليل كنتي لا تريدينني . . " أجاب بسخرية

: : أصمت قبل أن أعطيك كف آخر . . "

: : إذا تحبيني ؟ " قال بإستهزاء و هو يقترب منها و يحضنها بقوة ، بدأت تبكي و دموعها على خديها تسيل : : سنحارب قدرنا و نعيش معا . . "

هزت برأسها ، وهو يمسح دموعها : : و الآن . . . "

: : الآن ماذا . . " سألت مستغربة من كلمته فارجف

: : أريد . . قبله . . "

: : إلا تفكر بشيء آخر غير القبل ؟ "

قهق على كلامها

أخذت السماء تهطل أمطارها على ذلك السطح و كانعا تستهدفهما و هما كانا لايزالا واقفين على سطح الفندق : : أنا أشعر بالبرد . . . "

قالت وهي ترتجف : : انتي حساسة جدا . . أنا لا أشعر بالبرد"

: : ها حقا و لماذا تشعر بالبرد أنت ترتدي معطف اسود من الصوف . . " ابتسم ثم خلع معطفه و وضعه عليها ثم قال . .

: : فقط من اجلكي حبيبتي . . "

: : أعجبتني هذه الكلمة . . حبيبتي . . أنها المرة الأولى التي أشعر بالحنان عند قول أحدهم لي حبيبتي . . "

: : حبيبتي حبيبتي حبيبتي" أجاب مكررا تلك الكلمة فضحكت بخفه.

. . . . . . . 

مَلحمةٓ درامِيةٓ || الْقَدْر الْعَجِيب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن