PART 48

234 28 5
                                    

•| نيكو |•

************************

ومازال قلبها في حالة صدمة من ما حدث فهي فقدته في ثوان بعدما حصلت عليه في ثوان أخرى . فماذا يريد القلب سوى دفء نصفه الآخر الذي يعشقه بشدة ، الذي يتألم لآلمه و يفرح لفرحه ، لكن انظروا لهذا القلب الذي ينتظر نصفه الآخر الاستيقاظ ،

ويدعوا له .

*-*

نظر في ساعته و عندما شاهد خروجه من المشفى أسرع إلى الداخل بسرعة مع أنه غاضب منه لأنه أحال بينه و بين زاك عندما أراد أن تصيبه الطلقة ، إلا أنه لا يستطيع رؤيته بهذا الشكل ،

لذا أسرع بزيارته بعد أن سمع عن حالته الخطرة .

قرع الباب و دخل ، جال بعينيه حول الغرفة حيث الحيطان بيضاء و الأثاث أبيض و ذلك الفراش الأبيض الذي يحمل ذلك الجسد الواهن .

وهي تنظر له و عيناها الحمراء تدلان على كثرة بكائها ، جلس على الكرسي الجهة اليسرى مقابلا لها ، نظر للاي ثم وضع يده على رأسه ،

[صديقي سيعود لا تقلقي]

تلك الجملة زادتها بكائا ، تنفس بعمق ، هي فقط نظرت لعينيه فإرتعبت . فكمية الكرة و الحقد الموجودة فيهما تخيف ، بل إنها ترعب ، لمن هذا كله ! مضت ساعة و نيكو جالس بلا كلام و ناتالي تنظر للاي طالبة له بالنهوض .

آسف لأي أعلم جيدا إنني السبب لكن زاك هو السبب الرئيسي في حالتك هذه ، لن أنسى إنك وعدت بحمايته مني ، وفعلت لتوفي بعهدك ، الهذه الدرجة مكانتي قليله في قلبك .

*-*

كانت تمطر بشدة و الجو حالته كئيبة جدا هواء عاصف و سماء يوداء تشعرك بالخوف ، بعدما رحل الجميع من جنازة والدته ظل هو واقف إمام قبرها بلا مشاعر ، وهي من خلفه ثابتة تنظر له ،

ماذا سأقول لزين ، اعلم أن زين لا يحبها كثيرا لكنها تظل والدته ، فقط أخبريني ما اسم اللعبة التي يلعبها القدر ! أولم يمل ! ألم تنتهي ! لقد أنهى طاقة شخصياتها فقط ليتسلى !

و ضعت يدها على كتفه و تنهدت قبل بدأ كلامها

"عليك إخبار زاك"

" كيف لن أستطيع ! ! " قال زاك بصوت خفيف

" عليك المحاولة "

صمت عند سماعه صوت سيارة تتوقف ، نظر للخلف ليرى زين يمشي ببطئ نحوه وهو مصدوم ،

نظر له زاك بأسى فتردد زين بالسؤال ،

" جنازة من هذه ! "

سأل زين بتمهل ليأتيه الجواب الذي لم يحبذ سماعة ، جنازة والدتنا ضحك زين : كف عن مزاحك زاك "

صمت زاك فتكلم زين مجددا " أنت تمزح صحيح ! "

" كلا زين أنا لا أمزح بل إنها الحقيقة "

اقترب رامي و وضع يده على كتف زين فالتفت له زين وهو مصدوم ، لقد أصبحت علاقتهما جيدة فأصبحا صديقين جيدين .

" إنا لن أقول لك أن لا تبكي ، بل سأطلب منك البكاء ، فإنك لو لم تبكي لن تخرج الحزن الذي في قلبك ، و أريد أن أخبرك بأنني سأبقى بجوارك "

قال رامي و هو يضع يده على كتف زين ليرد للآخر عليه بحزن

" ماذا تعرف أنت عن فقدان الام"

" أعرف الكثير فأنا فقدت والدتي منذ ثلاث سنين واعلم أن هذا شيء متعب لكني سأساعدك كي تتماسك و تصبح شجاع أكثر من ذي قبل يا صاح"

تفوه رامي بتلك الكلمات فبادله زين بإحتضان يشكره على كلامه ، نظر لها و ابتسم ، شبك يداه بيده " لنذهب إلى المشفى لنطنئن على لأي وأنت أيها السائق أوصل الفتايان إلى القصر "

" حاضر سيدي "

قال ذلك السائق و هو يأخذهم بعيدا

" علينا العودة للمشفى " قالت ماريا فوقف زاك و نفض الغبار الذي عليه

*-*

عادوا إلى المشفى ، دخل و يديه في معطفه الاسود

و هي بجانبه تمشي بهدوء ، حين دخلوا تلك الغرفة و وقعت عيناه عليه و هو جالس هناك ينظر للاي ، زاد ذلك غضبه ، لا يعلم فقط لما هو يكرهه ، أو لما أيضا هو لم يحب رؤيته و كأنه السبب في ذلك ، زاد هذا تعفيد الأمور ، فضرب رجله بالأرض ، توجه نظر نيكو له ثم أدار بعينيه ،

" ماذا تفعل هنا ! ! " صرخ زاك ، لم يتحرك نيكو

ولم يجب ايضا فاضطر زاك لمعاودة السؤال

" ماذا تراني أفعل ! ألعب الغميضة ! ! "

" ليس وقتا لإستظرافك أخرج من هنا"

" كنت سأذهب ليس لأنك طلبت ذلك بل لأنني انتهيت من زيارتي ، ، ليكن بعلمك إنني سآتي كل يوم"

" لا تزعج نفسك "

" لما تقول ذلك ، أنا لم أقل إني سوف أتي كي ازورك أنت بل هو لأي صديقي حسب"

" أتعلم لما أظن أنك أنت وراء كل هذا الشيء" ،

همس زاك في أذن نيكو ، ابتسم نيكو وقال

" لأني كذلك "

جحر عيناه بقوة ، ، خطى نيكو بجانبه راحلا ، ،

تاركا زاك مستعجبا " ماذا قال ! ؟ " س

" لا شيء لم يقل شيء "

" هل حدث له شيء هل استيقظ هل فعل أي شيء لكي نطمئن عليه أم يريدنا فقط إن نقلق و هو نائم فقط "

سأل زاك ناتالي التي أدارت وجهها

" لم يفعل شيء منذ نومه سوى تعذيبنا ، أنه منذ أسبوع هكذا ، اتسائل فقط فيما يفعله ، ، هل يرى أحلاما ، ، أم كوابيسا كالتي نراها نحن ، ، ل يذكرنا أم نحن فقط من نذكره"

قالت و زادت في البكاء ذهبت ماريا إليها و حضنتها و هو فقط كان ينظر للاي و يفكر بكلام ناتالي ذلك اللأي الذي وعده أنه سوف يبقى بجانبه و لن يتركه ، ، لكنه لم يفي بوعده

" لما فعلت ذلك يا لأي لما ! ! فقط أخبرني من من أردت أن احترس منه في ذلك اليوم المشؤوم ،

هل كنت تقصد نيكو ! ؟ أظن ذلك ، فهو منذ قليل أخبرني بأنه يوافقني على كلامي بأنه وراء كل هذا .

لا أعلم فقط ما يحمل لنا الغد لكني أرجوه أن يحمل لنا إخبار سارة أو حتى إحداث فأنا منذ مدة لم أفرح أو أضحك ، أريد فقط شيئا مفرحا ، أرجوك . 

مَلحمةٓ درامِيةٓ || الْقَدْر الْعَجِيب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن