مرت سنتين على وجوده في الجزائر... وفي هذه السنتين قظاهما في الانتقال من مكان الى مكان بسبب عمله كظابط
والى الان لم يلتقي بأحد الثوار الجزائرين او يصاب برصاصة او يموت لم يحدث له شي فقط يجلس على تلك الحواجز... مع جريدته وقهوته ...
هو لم يكن شخصا مرحا او كثير الكلام كبعض أصدقائه الذين كانو معه...
بل كان ظابطا هادئ يحب الهدوء ... لم يكن يحب ازعاج الجزائرين واختلاق المشاكل معهم كأصدقائه او التحرش بنسائهم... فهو لم يكن يرى فيهن ما يثير للتحرش على حد نظره ...ولهذا لم يكن محبوبا من قبل أصدقائه الجنود والظباط... و الجزائرين أيضا...
ولكنه لم يكن يبالي بهذا فهو كل ماكان يريده ان يشارك في احد الهجومات التي تشنها فرنسا ليس لكي يكون بطلا وانما لكي تصيبه ربما رصاصة ويموت...اول سنة له قظاها وهو يتنقل بين مناطق الجزائر النائية ولكنه في السنة الثانية استقر في العاصمة ... وهناك الاجواء كانت فرنسية أكثر من كونها جزائرية لان الفرنسيون كانو مستعمرين فيها وبكثرة ... ولم تكن حياته فيها تختلف عن حياته وهو في فرنسا...
كان عمله عبارة عن مناوبات كان يتبادلها هو وصديق له اي ظابط آخر و كانت الحواجز التي كان يعمل فيها كانت داخل المدينة وليست قرب الجبال او خارج المدينة كانت عبارة عن تفتيش المواطنين لكي لا يتسرب الثوار داخل المدينة...
ولهذا كان يغادر الى منزله بعد مجيء صديقه
ولم يكن يذهب الى المنزل دائما فأحيانا يذهب الى الحانات للشرب ... وتنتهي السهرة في بيوت احداهن... ولكنه كان يغادر منزلهن قبل ان تستيقظن فهو كان يكره الحديث مع النساء لانه لاجدوى منه بنظره او لانه جرب علاقة الكلام مع احداهن ورأى النتيجة...
وهكذا كانت حياته عبارة عن لاشيء فقط عمل و سهر ونوم...
كان يتجنب تلك المحادثات عن الحرب وعن كل شيء ومع كل الناس... فقط كان ينفذ الاوامر ... لا أكثر....