بعد أن نامت قليلا إستيقظت وشعرت بتحسن وذهب ذلك الخوف الرهيب
وعندما أفاقت كانت والدها في البيت وكانت أمها قد تكفلت بالعشاء
وسألتها لماذا لم تيقظيني أمي لمساعدتك
أجبتها رأيتك نائمة لم أشأ إزعاجك
أعتذر عن الصباح
لابأس حظري المكان للعشاء
حظرت المكان الذي كان عبارة عن أرض يقومون بفرشها لأن الأرض كانت من تراب وليست مصفحة
جلس والدها وجلسن هن أيضا
لم تستطع رغم خوفها من والدها أن تتمالك نفسها
وأخبرته أنها جددت هويتها وتريد منه أن يحظرها لها
غضب طبعا منها وبدأ بتوبيخها وكالعادة تحدث في
موضوع الزواج والشرف و في تلك اللحظة وهو يتحدث
خطر ببالها ما حدث معها وكيف أنه لولا لطف الله كانت ربما ماتت أو خسرت شرفها
شعرت بالخوف والحزن و وقامت دون كلمة
وبقيت تفكر في حياتها القادمة فقد تعودت على المدرسة وفي هذه اللحظات زاد كرهها للفرنسيين المستعمرين أظعاف ما كانت تشعر به في السابق
لم تفعل شيء غير أنها سحبت روايتها التي سبق و بدأتها وهي بعنوان الجهل وهي رواية عالمية تمت ترجمتها عندما إقتنتها جذبها العنوان كما جرت العادة بدأت بإكمال القراءة لكنها لم تعي منها شيئا فهي كانت شاردة طوال الوقت في موضوع المدرسة وفي حياتها عموما
الى أن جاء الصباح إستيقظت هي لم تنم هذه الليلة بقيت مستلقية الى أن صاح الديك و قامت من مكانها وحظرت الفطور بدل أمها فمن الأن هذه الأشياء ستصبح عملها الوحيد هذا ماكان يخطر ببالها
جلسو كالعادة كانت حزينة فالأمر لازال جديدا عليها ولم تتقبل فكرة التوقف عن العمل هي لم تفكر بهذا الأمر أبدا من قبل
فإذا هي في تلك الحالة تحدث والدها قائلا متى أذهب لأحظر لك هويتك
لم تصدق ماسمعته فرحت كأنها سجين وسمع خبر إخلاء سبيله
وتلك الحركات الحضن والبوس لم تكن موجودة في ذلك الوقت بين الآباء والبنات
لكنه لم يتحمل حزنها وهي في النهاية إبنته الوحيدة وهو يحبها كثيرا ولايستطيع أن يرضخ طويلا للرفض فهو دائما يستسلم لها ولما تريد أخبرته غدا قال حسنا إذا غدا هذا جيد فأنا أيضا غدا سأتوجه لبيع بعض القطيع فقد أصبح كثيرا علينا ويجب أن نقلل منه وأن نجني بعض المال لشراء شيئا أخر
أنهى كلامه وتوجه الى قطيعه لكي يخرجه للرعي
كانت هي سعيدة بهذا الخبر وعادت لها ظحكتها الجميلة وأصبح للحياة طعم وبالأخص لذلك اليوم وستقضيه مرتاحة...