هو كان جالسا كعادته في ذلك الحاجز مع قهوته وجريدته ولكنه كان بعيدا عن العساكر فهو كان يريد بعض الهدوء وخاصة وأن الجو كان باردا فقرر أن يشعل النار لكي يدفأ نفسه قليلا كان منهمكا في ذلك الجو الجميل الذي صنعه لنفسه ... ولكنها الحرب ودائما هي مزعجة ولكن هذه المرة الإزعاج ليس عبارة عن هجوم من الجزائرين ولا يوجد طلقات الرصاص التي كاد ينسى صوتها.... بينما هو جالس
و مرتاح واذا به يسمع صوت صراخ وظجيج حاول تجاهله ولكن الصوت والظجيج زاد أكثر شعر بالغضب وقرر معرفة لماذا يحبون الظجيج وإزعاج الأخرين
تبع الصوت من حيث هو قادم وإذا يجد نفسه أمام الحاجز الذي هرب منه وكان الجميع مجتمعون حول نقطة واحدة اتجه الى تلك النقطة ليعرف ماذا يحدث كان يظن أن أحد العساكر أصيب او شيئا من هذا القبيل... بدأ العساكر بفتح الطريق له فهو القائد
وصل الى النقطة واذا به يرى ما سبب الظجيج... وجد العسكري يمسك يد فتاة ويحاول جرها في إتجاه غير معروف بالنسبة له هي لم تتوقف عن الصراخ وهذا كان مزعج بالنسبة لشخص مثله فهو يكره الظجيج
تكلم الظابط ماذا يجري هنا
لم يجبه أحد فصوته كان عادي وهي كانت تصرخ والعسكري كان منهمكا في جرها
توجه نحوهما وأمسك يد العسكري وسحب يد الفتاة واعاد السؤال ماذا يجري هنا
رد العسكري لقد قامت بصفعي ويجب أن تعاقب
هي لم تتمكن من الكلام من شدة الخوف اكتفت بأخذ النفس وكانت ترجف
رد الظابط لماذا صفعتك
رد العسكري لأنني منعتها من العبور
رد الظابط لماذا منعتها
رد العسكري لأنها جاسوسة لدى الثوار الجزائرين
رد الظابط بسخرية حقا وكيف عرفت أيها الذكي
رد العسكري من هويتها
وجه الظابط نظره الى الفتاة فوجدها ترجف والخوف واظح على وجهها
وسألها بصوت هادئ
لماذا صفعته
ردت هي وبصوت يرجف وبصعوبة هو الذي كان يريد أذيتي
رد الظابط كيف يريد أذيتك
سكتت هي
رد الظابط أريني هويتك
تمعن في الهوية وقال أين المشكلة فيها
ردت هي المرة الماضية كانت الهوية غير صالحة وطلبتم مني تجديدها وهذه جديدة ولكنه طلب مني القديمة وأنا لم أحظرها ولم أعرف أنه يجب عليا إحظارها و الطريق بعيد للعودة
وهي تتحدث تذكرها الظابط إنها نفس الفتاة التي تخلص منها بصعوبة ذلك اليوم
رد الظابط عليها يبدو أنك تحبين إفتعال المشاكل مع العساكر
ردت هي لا انتم الذين تحبون إزعاجنا وفي أرضنا
رد الظابط هذه لم تعد أرضكم انها لنا الأن
ردت هي وستعود لنا ذات يوم كما كانت
كان الظابط غاضب
رد عليها بنبرة غضب لن تعبري أحظري هويتك القديمة ومن ثم تعالي للعبور
ردت هي أنتم أشخاص حقيرون وأنذال اللعنة عليكم
مما جعل العسكري يغضب وهجم عليها وأمسك يدها وحاول ان يجرها مرة ثانية ولكن الظابط منعه هذه المرة و دفعه عن الفتاة وصرخ في وجهها قائلا تبا لك غادري بحق الجحيم
غادرت هذه المرة مسرعة مثل الغزالة الهاربة من هجوم الأسدولكن القصة لم تنتهي بمغادرة الفتاة قام العسكري من الأرض فقد كانت دفعة الظابط قوية مما جعله يسقط على الأرض توجه الى الظابط وقام بضربه على وجهه لكن الظابط كان شخصا عصبيا جدا ولم يعجبه هذا مما جعله يرد عليه ولكن بطريقة أسوء فقد بدأ بضربه ولم يتوقف حتى تدخل العساكر والذين قامو بإبعاده عنه كان العسكري في حالة شبه ميت فالظابط لم يرحمه وكاد يموت بين يديه
لكن العساكر حملوه الى المستشفى .... كان هذا شيئا جيدا للعساكر فقد أصبحو يعرفون ماذا يمكن لهذا الظابط الهادئ أن يفعل في حالة الغضب كانو خائفين من ردة الفعل هذه فقد بدا مثل المجنون كان كمن يرى شخصا أخر كمن يهجم على عدو لدود رغم أن العسكري لم يقم سوى بلكمه لكمة واحدة وكانت هذه اللكمة كمن أيقظ وحشا ... عاد الظابط الى مقعده وقام بمسح الدم من أنفه وهدئ بصعوبة كبيرة ....