الندم هو أكثر الشعور تعقيدا ، فهو متخثر وبدائي
هو شعور سمته الرئيسية أنه لا يمكن فعل أي شيء حياله
عادت الى المنزل أخير وكانت طوال الطريق تشعر بالندم لأنها دخلت في تلك المحادثة مع الظابط فقد شعرت بأنه إستغل هدوئها في الكلام لكي يتواقح معها
كانت تردد طوال الوقت كيف تجرأ على طلب رأيتها
ولكن ما كان فعلا يزعجها والذي كانت تخفيه عن نفسها وتتجنب الإعتراف به حقا هو ليس طلب الظابط بل نظرات تلك الفتاة وإهتمامها الكبير به
و كانت الأسئلة هي سيدة الموقف ومعضمها كانت بلا جواب ماذا فعلا معا بعد أن خرجت ، وهل يعرفها من قبل ، فنظراتها كانت تدل على أنها تعرفه....
لكنها إستنتجت أنه لا جدوى من طرح الأسئلة فهي لن تجد لها أجوبة مهما حاولت
لهذا حملت أول كتاب رأته أمامها من الكتب التي إشترتها وراحت تتفحصه بتمعن لكي تغوص في أحداثه وتنسى التفكير بالظابط والفتاة
كانت الرواية بعنوان "الإحساس بالنهاية" للكاتب " جوليان بارنز"
كان الكتاب أخذا جدا فقد كان يدور حول الزمن والذاكرة كانت تتمحور أحداثه نحو قصة حب ثلاثية كان فيها البطل يعيش قصة حب مع فتاة ولكن لظروف ينفصلان وتدخل الفتاة في قصة جديدة مع صديق البطل والذي يقرر الإنتحار بعد فترة ... وهنا يسرد لنا البطل الذي بقي على قيد الحياة ماحدث في الماضي هو رجل يستعيد ماضيه بعد أن تقدم به العمر وبعدما كان يعيش حياة هادئة ... وكل هذا يحدث عندما تبعث له والدة حبيبته الأولى المتوفاة رسالة تترك له فيها إرثا وبعض يوميات صديقه المتوفى التي كتبها قبل إنتحاره ...
كانت مشغولة بقراءة هذه الرواية حيث إستوقفتها جملة منه " لست مهتما بالأيام التي قضيتها في المدرسة ، ولا أشعر بالحنين إليها ، ولكن المدرسة هي المكان الذي بدأ فيه كل شيء..." كانت هذه الجملة علقت في ذهنها ربما لأنها هي أيضا تشعر بالندم لأنها إلتحقت بها منذ البداية وأصرت عليها ...
أغلقت الكتاب على هذه الجملة وراحت تفكر ماذا كان سيحدث لو لم تتدرس ولم تعمل ....
.