الفصل السادس

32 2 0
                                    

الحياة من أكبر الألغاز التي يصعب حلها على الإنسان لأنها مليئة بالمفاجئات
التي لا يمكن توقعها مهما حاولنا ودائما مانكتشف أن النهاية هي البداية وأن البداية هي النهاية

هو رجل فرنسي حر معتاد على العيش بجنون وفعل كل مايحلو له ولايمكنه أن ينكر بينه وبين نفسه أنه لازال تجذبه المرأة الجميلة و يشعر بالرغبة فيها
رغم كون قلبه مجروح من تلك القصة التي عاشها في فرنسا مع تلك الفتاة ورغم مرور ثلاث سنوات على القصة الى أنه لازال يذكرها ويكرهها أو بسبب كرهه لها لم يتمكن من نسيانها فهو دائما يشعر بالندم لأنه لم يقم بقتلها وتركها على قيد الحياة وإكتفى بالمغادرة بعد أن رأها مع رجل غيره ومن يكون مع صديق له وفي وضع قذر كان كل ماتذكر ذلك يتمنى لو كان يحمل سلاحا في تلك اللحظة كانت الصدمة كبيرة عليه فهو لم يتوقع مثل تلك اللحظة لذا إكتفى بالرحيل دون أي كلام ولم يرها بعد ذلك أبدا وبعد سنة جاء الى الجزائر... و رغم محاولات الكثير من النساء ان يدخلن معه في علاقة حب الى أنه كان دائما ينظر اليهن كما لو كن هي وأنهن سيقمن بخيانته أيضا لذا كان دائما يتجنب تلك الإناث الجديات واللاوتي يردن الدخول في علاقة جدية معه وكان يفضل العلاقات العابرة وعلاقته معهن لا تتجاوز علاقة السرير وكان ينهي العلاقة بالفراق الأبدي ومعضم أولئك النساء لم يكن هو الأول في حياتهن ... حتى تلك الصحافية الفرنسية التي تعرف عليها في العاصمة
والتي كانت قد جائت لكي تكتب شيئا جديدا عن الحرب والتي تعرافا في أحد الحانات وتوددت اليه بعد أن عرفت أنه ظابط وكانت تريد إستغلاله من أجل العمل لكي تأخذ منه المعلومات عن الحرب كانت هذه أطول علاقة عاشها بعد قصته الأولى ولكنها إنتهت عندما عرفت أنه لن يفدها رغم أنها هي كانت تحبه كثيرا ولكنه هو لم يستطع أن يبادلها الشعور نفسه وخصوصا عندما عرف أنها كانت تتجسس عليه وتفتش أغراضه لعلها تجد شيئا ولكنها لم تجد ولكنه قدم لها الفراق

هي لم تكن تعرف أن الحب يوجد خارج تلك الكتب كانت كل هذه السنين تعرف الحب على أنه مجرد رواية يقوم الكتاب بإختراعها لكي يملئو تلك الأوراق البيضاء ويجنو النقود لا أكثر .... لم يسبق لها أن تودد لها شاب أو حتى كلمها مجرد كلام عابر كانت تعرف أن الرجل والمرأة يتزوجون وينجبون الأطفال ولكن بصمت فوالدها وشقيقها لايتبادلان الكلام مع نسائهم فقط المرأة تجلس بقرب زوجها ولكن بدون كلام لم تكن للمرأة قيمة في حياة الرجل عندهم ولم يكن للمرأة حق في شيء غير الزواج حتى أنهم لايسألونها إن كانت تريد هذا الرجل زوجا لها أم لا أو أنها صغيرة على الزواج لم يكن هذا مهم فقد كانو أحيانا يزوجون فتاة في ١٦_١٧_١٨.. الى رجال في الثلاثين من عمره وأكثر وأحيانا حتى الى رجال أرامل او متزوجون ويريدون الزواج مرة ثانية بغاية الإنجاب ... كان الجهل سيدهم في ذلك الزمن وفي تلك المواضيع خاصتا
كانت هي مثل كل فتاة في ذلك العمر وبعد أن رأت الفتيات اللاوتي بعمرها متزوجات ولديهن أطفال كانت تريد الزواج ولكنها لم تشئ أن تعيش فلاحة
بعدما درست فهي قرأت الكثير عن النساء المتعلمات وكيف يعشن في المدن وكيف أنهن يتزوجن من رجال متعلمين مثلهن كانت تريد رجلا متعلم مثلها ...

فالحب بالنسبة لها هو رواية جميلة تم إختراعها من قبل شكسبير لكي يسلي بها الناس وقت فراغهم

أما بالنسبة له فالحب هو العدو اللدود للرجال والذي يجب عليهم تجنبه لأن محاربته بعد الوقوع فيه هو أصعب من مواجهة العدو في المعركة
لأن في المعركة ينتهي الأمر بك بطلا أم في الحب فينتهي الأمر بك أسيرا للحزن والعذاب والأهم عند إمرأة

العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة صعب تحليلها لأنها علاقة عكسية
فإذا كانت المرأة جيدة يظهر الرجل شخص سيء
وإذا كان الرجل جيد تظهر المرأة سيئة
وإذا كان الرجل والمرأة جيدين ويحبان بعضهما إما يخنونهما القدر و إما يظهر الأعداء كثر ويدمرون العلاقة
ودائما يكون نسبة نجاح العلاقة بينهما ظئيلة جدا

كان و أصبححيث تعيش القصص. اكتشف الآن