في ذلك اليوم الذي لم تكن تختط فيه لشيء أبدا كانت العطلة في بدايتها
و الملل والفراغ يتزايدان
إستيقظت ذلك اليوم في وقت ليس باكرا فهي لم تعد لديها عمل لذلك تفضل حرق بعض الوقت بالنوم وخاصة أنهم في فصل الصيف
ساعدت والدتها قليلا في المنزل وكانت تشغل نفسها بمثل هذه الأمور ولكنها أصبحت تنتهي منها بسرعة هكذا كان يخيل اليها
فعندما تمارس شيئا بصورة يومية فإنك تتعود عليه مما يجعلك تصبح سريعا في إنهائه
جلست وكانت تحاول شغل نفسها بشيء ما كالصوف ولكن دون جدوى كان لديها رغبة في الخروج من المنزل
ولكن أمها كانت تمنعها بسبب أوضاع الحرب وخاصة أنهم في الجبل ولا يمكن التنبئ بمن يمكن أن يحدث وهي كانت تعي ذلك جيدا
كانت تخرج من الحين الى الأخر لكي تساعد أمها في الماشية كحلب الماعز والبقر وإطعامهم ...***
لم تتمالك نفسها وخرجت بنية المشي قليلا قرب المنزل
كانت الشمس حارقة فقد كان الوقت يشارف على منتصف النهار
بدأت المشي بخطى بطيئة وكانت تتأمل الطبيعة التي كست اللون الأصفر...
وكانت الأفكار تتهاتف عليها كالمطر
وكلها كانت تتمهور حول المستقبل و ماذا تراها تخبأ لها الحياة ...
كعادتنا نحن البشر نحب دائما التفكير في الماضي والمستقبل وننسى الحاظر
لم تتوقف عن المشي حتى سمعت صوتا
وإستفاقت من غيبوبة التفكير ... وكانت قد وجدت نفسها أمام الحاجز و أول ما خطر ببالها كيف وصلت الى هنا
لا يمكنها العبورلأنهم سوف يقومون بتوقيفها فهي لم تحظر هويتها ...
وقفت تتأمل ذلك الحاجز الذي لم تعبره منذ شهر تقريبا ... لم يتغير ولازال أولئك العساكر يثيرون الإشمئزاز ببذلاتهم وأسلحتهم ...