غادرت هي مسرعة أول ما تركها العسكري وسمح لها بالعبور
كانت أسوء لحظة لها في حياتها كانت تظن أنها
ستموت لا محالة وأن حياتها تدمرت
وصلت الى المنزل بصعوبة شعرت وكأن الطريق يزيد ولا ينقص
لم يكن هناك أحد في المنزل حتى والدتها لم تكن
غيرت ثيابها وأخذت نفسا عميقا
ولكن الخوف أبى أن يغادرها
قررت أن تنام قليلا لربما ترتاح***************************************************************
بعد إنتهاء مناوبته غادر الى المدينة التي هكذا كان يسميها القرويون الذين يعيشون في الجبال لانهم في الجبال لايملكون المحلات ولا شيء أخر
بينما كانت بالنسبة له قرية صغيرة لاتحتوي على شيء غير الفراغ و الملل
طبعا كيف لا وهو الذي عاش في فرنسا المدينة التي لا تنام ولاتهدء أبدا...
كان لديه عادة منذ إلتحاقه بالجيش أنه كان يحب الإتصال بجدته والإطمئنان عليها لأنه يحبها كثيرا كيف لا وهي التي ربته ورعته منذ أن كان في العاشرة من عمره
رغم أن أهله كانو على قيد الحياة ولكن أمه كانت تعمل اي تمتلك محلا للأثاث المنزلية مما كان يسبب مشاكلا بينها وبين والده كان لديه أخوة ولكنهم كانو لا يكترثون عكسه هو الذي كان ينزعج من هذه المشاجرات التي لم يكن يعرف سببها...
وذات يوم جائت جدته والدة والده هي وجده و أثناء هذه الجلسة طلب منهما أن يأخذانه معهما ولم يرفض أي أحد منهم ولا حتى أهله ذهب معهما وبقي هناك ولكن أهله لم يسأل عنه وتعود هو على الهدوء والحب الذي كان يسود بيت جده فلم يكونا يتشاجران بل العكس كانا يهتماني ببعضهما وبه مما جعله يطلب منهما أن يبقى للعيش معهما بعد أن أخبرهما بوضع عائلته و مشاكلهم
لم يرفضو وبالأخص أن طول ذلك الشهر الذي قضاه معهما لم يسأل أي من أهله عنه
وبقي وقام جده وجدته بتكملة تربيته في ذلك الجو الجميل الذي ساعده على نسيان ماعاشه مع أهله كأنه ولد من جديد وطوال تلك الفترة أحبهما مثل أمه وأبيه ولهذا دائما كان يهتم بهما حبا وردا للجميل ولكنه إلتحق بالجيش مما أبعده عنهما
ولكنه لم يتوقف عن الإطمئنان عنهما بالرسائل والتلفون ...
ومرت فترة لم يتصل أي منذ مجيئه الى تلك المنطقة التي لا يعرف أين يجد هاتفا طبعا لأن الرسائل من تلك المنطقة الى فرنسا تتطلب شهور غير معدودة
كان هناك فرنسيون ولابد لهم أن يمتلك أحدهم هاتفا ...
أخذته رجلاه الى نفس المحل الذي دخله أول مرة عندما وصل الى هنا
الى المكتبة وإذا بتلك العجوز الجميلة صاحبة العيون الزرقاء
نظرت اليه عرفا بعضهما فهو غريب وهي تعرف جميع زبائنها حتى الجزائرين تعرفهم من وجوههم
قالت له بعد أن رأته واقف لا يبحث عن أي كتاب عرفت أنه لم يأتي لإقتناء شيئا:تفدل كيف أساعدك
رد هو أريد أن أسألك أين يمكنني أن أجد هاتفا
ردت هي: أنت في المكان الصحيح أنا لدي واحد
رد هو شكرا أنا أستخدمه كل فترة وهنا لا يوجد لدي
ردت هي لا يوجد هواتف هنا فقط هذا الموجود في كل هذه المنطقة
رد حسنا إذا سترينني كثيرا لأنني أحتاجه وطبعا سأدفع لك أجر المكالمة
ردت بكل سرور
رد هو شكرا
ردت عفوا
إستخدم الهاتف وإطمئن على جدته وجده اللذن ظنا أنه حدث له شيئا فقد مر وقت طويل على أخر إتصال وطمئنهما عليه وأغلق السماعة ودفع أجر المكالمة
وغادر متجها الى منزله لكي يستريح ويعود الى عمله في المساء كان مرتاحا بعد هذه المكالمة فهما والداه ومن لا يرتاح بسماع صوت والديه...