الفصل السابع

32 1 0
                                    

عاد الى الحاجز ومارس عمله كعادته ونسي الحادثة فهو لايحب أن يترك شيئا عالقا في رأسه وخاصتا أولئك الناس لان الشفقة على الجزائرين يعد خيانة ومساعدتهم بشيء جريمة عقابها التعذيب دون أن يتم قتلهم ... هذا لكي يجعلوهم عبرة للبقية ولكي يغرسو الخوف والرعب في العساكر الفرنسين ولكي يجعلو منهم آلات للقتل فقط والتعذيب أسوء من الموت ... ولهذا فهو محبب في حالات خيانة الدولة...

وهي أيضا عادت الى طبيعتها لكنها لم تنسى الحادثة فالأسئلة بقيت تدور في رأسها مثلها مثل جميع القروين في تلك المنطقة وبسبب هذه الحادثة
ولكنها يجب أن تعود الى وظعها فهم في حالة حرب ويجب توقع كل شيء من العدو وفي أية لحظة ...

جهزت نفسها لكي تذهب الى عملها كالعادة كان الجو مثلجا وكانت الطريق بيضاء وكان الجو باردا ولكنها رغم ذلك نزلت من الجبل بصحبة إبن شقيها عبدالله وسارا الى أن وصلا الى الحاجز ووقفت في الصف وكانت خائفة فتلك الحادثة غرست الخوف فيها و أصبح العساكر بالنسبة لها وحوش مفترسة يمكنها أن تهجم عليها في لحظة جوع دون تردد ...

هو كان في سيارته فالجو مثلج وبارد لم يكن يتأمل غير جريدته التي كانت مليئة بالأخبار عن فرنسا وهو مشتاق الى بلده كثيرا وكانت الذكريات في هذه اللحظات هي سيدة الموقف تذكر حياته هناك وكيف كانت تلك الأيام جميلة وتذكر الأعياد ولاسيما أنهم على أبواب رأس السنة تذكر تلك الأجواء البارسية التي كانت مليئة بالحرية وأقل مايقال فيها أنها رائعة ... وخطرت بباله جدته وجده فهو لم يكلمهم منذ فترة والأجواء سيئة وتزداد سوء...

أما هي فكانت كل ما تفكر فيه ذلك البرد الرهيب الذي كانت تعاني منه في ذلك الحاجز وكانت تنتظر المغادرة بفارغ الصبر ولكنها كانت تشعر وكأن الصف الذي أمامها يزداد بدل أن ينقص ولم يكن لديها شيء أخر تفكر فيه غير هذا العذاب وهل توجد له نهاية ذات يوم

هكذا بقي كل منهما يفكر بشيء مختلف عن الأخر ... هي مرت أخيرا وتوجهت الى المدرسة وهو بقي في سيارته ينتظر قدوم زميله...

كان و أصبححيث تعيش القصص. اكتشف الآن