بعد ليلة طويلة في الحاجز كما تكون الليالي الأولى في جميع الأماكن الجديدة
جاء النهار أخيرا وبدأت أشعة الشمس ترسل سلاماتها على الأرض وظهرت تلك الجبال الشامخة المغطات بالأشجار المختلفة...
وبدأت وجوه العساكر وملامحهم القاسية والمخيفة بالظهور ... وبدأ التعب أيضا و بدأ التثائب ... والكل ينتظر قدوم أصدقائهم لكي يستلمو أماكنهم و يغادرو هم الى منازلهم للنوم... ولكن الوقت لازال باكرا فالساعة كانت ٦ صباحا وما كان يجعلهم يغضبون أكثر كان الجو الحار ...وبدأ الناس بالتهاتف لكي يذهبو الى أشغالهم ...الخ ولكن كل ذلك لا يتم الا بعد عبورهم الحاجز...
وهو كان جالس على مقعده ... وبعد ليلة هادئة من الظجيج الصاخب هاهو الظجيج يستيقظ ... رفع رأسه بعد أن كان يتأمل إحدى الصحف القديمة الموجودة على تلك الطاولة... وإذا به يرى صفا من الناس الغريبين...
وبدأ بتأملهم... تلك الثياب الغريبة التي تشبه ثياب المشردون ، وتلك الأجسام النحيلة ، و الأحذية العتيقة التي لا فرق بين ارتدائها و عدم إرتدائها لأنها لا تقي أبدا من الأذى ، وتلك النساء اللاواتي كن يشبهن الساحرات بتلك العيون المكحلة وتلك الأوشام التي عليهن ، أكثر شيء لفته تلك العمامات اللاواتي كن يضعنها على رأسهن... وكانو صغارا وكبارا يرتدون نفس الثياب
كان المكان جديدا جدا عليه وكذلك أولاؤك الناس كان يشعر كأنه قادم من كوكب الى كوب أخر ...
وفجأة بدأ العساكر بالتلفظ بكلامات بذيئة لبعض النساء المتواجدات على الحاجز
لم يستطع ان يتماسك نفسه من الظحك بإستهزاء ... وكان في نفسه متعجب من تصرف العساكر لولهة ظن أنهم أعمياء لأنهن لم يكن مثيرات للإنتباه أبدا
وبعد هذا التأمل عاد الى جريدته .... منتظرا أن ينتهي دوامه ليغادر ذلك المكان الغريب إلى منزله ...