بعد ذلك اليوم الطويل الذي قظته جاء المساء أخيرا وعاد والدها الى المنزل وقبل أي كلام هجمت عليه كالجندي الذي يقف أمام عدوه بدون سلاح
وسألته عن الهوية بدل أن تسأل عنه
كانت الهوية بحوزته ولكنه قال لها أنها ليست بحوزته وأنهم رفضو إعطائه إياها كان يمازحها وكان في هذا المزاح شيئا من التردد في إعطائها الهوية وجعلها تعود الى عملها فهو في النهاية يريد أن يزوجها ويطمئن عليها كما جرت العادات في ذلك الزمن
ولكنها هي كانت مقتنعة أن كل شيء له وقته وأن الله هو من يقسم الأرزاق وأن هذا هو قدرها وهي راظية به
حاول والدها ولكن بدون أي جدوى كأنه يحادث صدفة
أنهى مزاحه و كلامه الجدي وأعطاها الهوية
كانت سعيدة بها وحملتها كما تحمل الأم مولودها لأول مرة
تشكرت والدها وهو لم يقل شيئا غير إنتبهي لنفسك أكثر فالحياة قاسية وحتى نحن الرجال غلبتنا فكيف أنتن النساء
هذا الكلام الذي كان نابعا من قلب أب خائف على إبنته الوحيدة
ولكنها هي لم تفهم هذا الكلام غير أنه كلام عادي من كلام والدها المسن
وفي تلك اللحظة دخل شقيها الذي جاء ليطمئن على ماجناه والده من بيع القطيع ولكي يأخذ حصته فهو بعد غياب أخيه المفاجئ الذي مر عليه سنوات أصبح هو الولد الوحيد لأبيه أي هو وريثه الوحيد فبنته ستتزوج ولن تحتاج الى حصتها
جلس معهم وعرف بقصة الهوية غضب ولكنه عندما عرف أن والده لديه علم وأنه هو من أحظرها لها سكت ولم يقل غير الله يسترنا من اللي جايي
لم تهتم هي ودخلت غرفتها ووظعت هويتها الجديدة في حقيبتها وأخرجت القديمة لكي لا تنسى و تخطأ بينهما وهي على الحاجز
وعادت اليها الحياة وبدأ وجهها بالظحك وجهزت العشاء الذي كان عبارة عن كسكس بالدجاج الذي كانت قد طلبت من أمها أن يذبحا دجاجة ويجهزاها لوالدها لكي تتشكره على مافعله معها...