كان الجو جميلا رغم أنهم لازالو في فصل الشتاء ولكن الشمس كانت مشرقة ...
كعادتها توجهت الى المدرسة ...
وعندما وصلت الى الحاجز انتبهت الى الجو الجميل وكانت مرتاحة به كثيرا
رغم بعض البرد الذي يحتوي عليهكان جالسا على كرسيه و يقرأ جريدته كالمعتاد ...
وبدأ الناس يتوجهون الى الحاجز لكي يعبرو منه وبدأ الضجيج لم يسمع منذ مدة ضجيجا للناس بل كان فقط يسمع ضجيج الأمطار والرياح ....
اكتفى بالإستماع الى ذلك الضجيج دون أن يرفع رأسه هذا الظجيج الذي كان يذكره بشوارع فرنسا المكتظة بالناس وخاصة في هذا الوقت بسبب إقتراب رأس السنة فيبدأ الناس بإقتناء الهدايا للأقارب بكل حب ...وفي تلك اللحظة جاء زميله لكي يستلم مكانه كان شاردا ولم ينتبه الا عندما شعر بشيء على كتفه و إستدار فإذا هو زميله سلم عليه وتبادلا المناوبات
وتوجه الى بيته كان الجو جميلا فخطر بباله جده وجدته وقرر أن يتصل بهما ليطمئن عليهما فهو لم يكلمهما منذ زمن طويل بسبب الأجواء السيئة التي كانت تعم المكان...
توجه الى المكتبة وعندما وصل طلب الهاتف من تلك العجوز وأعتطه إياه وكانت ترسم بسمة بسيطة على وجهها تلك البسمة التي زادت من جمالها تناول الهاتف منها وبادلها البسمة ...
طلب الرقم وبينما هو كان ينتظره أن يرن لاحظ شيئا في إحدى تلك الممارات
إستوقفته تلك المنطقة ودقق وإذا به يرى فتاة شعرها أسود مربوط على شكل ذيل الحصان و نزل أكثر بعينيه كانت ترتدي معطف طويل مع سروال عريض كان يغطي حذائها وكانت تتأمل الكتب إستوقفته هذه الفتاة ربما لأنه لا يوجد غيرها هي وتلك العجوز وهو ... توقف عن النظر اليها عندما سمع الهاتف يرن ... ولكن لم يجب أحد مما جعله يقلق ويعيد الإتصال ولكن دون جدوى وهذا ما زاد من قلقه وخوفه...
وبقي على تلك الحالة وبقي يعيد الإتصال ويعيد..... الى أن يأس من الرد ولهذا توقف عن الإتصال وحمل الهاتف لكي يعيده الى العجوز وإذا به يرى تلك الفتاة واقفة تنتظر ... ولم يدم هذا الإنتظار إنتهى بأن أعتط العجوز الأغراض للفتاة وكانت ستغادر وإصتدمت به لأنها لم تلاحظ وجوده وهو أيضا لم ينتبه أنها كانت ستغادر نظر الى وجهها وكانت هي تلك الفتاة فتاة الحاجز فوجهها أصبح مؤلوفا له وكانت هذه أول مرة يكون فيها قريبا منها فإنتبه الى ملامح وجهها تلك العينين العسليتين وذلك الأنف المتوسط وذلك الفم الصغير وتلك البشرة البيضاء ... وهي كل ما إنتبهت له هي تلك البدلة العسكرية التي أصبحت تلاحقها في كل مكان تذهب اليه
وقفت جامدة من الخوف ولم تنحني حتى لتلتقط ذلك الكتاب الذي وقع منها بسبب الإصتدام وكانت قد همت بالمغادرة لأنها كانت خائفة وظنت أنه يتبعها ويريد أن يفعل بها شيئا ... ولكن قبل أن تصل الى الباب سمعت صوتا يناديها وقفت وإستدارت كانت العجوز وعندما رأت أنها العجوز عادت فقد نسيت أن تعيد لها الباقي توجهت الى العجوز وبقيت تنتظرها لكي تعيد لها الباقي ... وبينما كانت تنتظر وإذا بيد تأتي من أمامها وكان هناك صوت يقول تفدلي كتابك
أدارت رأسها بإتجاه الصوت فإذا بها تلمح رجلا يرتدي بذلة عسكرية ردت عليه بخوف ليس كتابي
رد هو بهدوء لقد وقع منك منذ قليل
سحبت الكتاب اليها وحملته ونظرت اليه وكان الكتاب لها
ردت عليه معيدة الكتاب الى جانبه ليس لي
رد هو بسخرية حسنا يبدو أنه تائه
ردت ربما
رد هو الا تشفقين عليه وتئوينه لديك
ردت عليه ولما لا تقوم أنت بذلك
رد هو لو كنت أحب القراءة لما تردت
ردت عليه أجل فأنت تحبون الإزعاج
رد هو ليس دائما
ردت عليه أه حقا لم ألاحظ
رد هو لاحظي اذا وسترين
ردت عليه وهل يفيد
رد هو لا
ردت عليه طبعا لايفيدكم فأنتم بلا إحساس
رد هو هذا أحس فالإحساس مظر بالشخص
ردت عليه بالنسبة لكم لأنكم لم تجربوه
رد هو وما أدراك أنتي بما جربناه وما لم نجربه
إنزعجت منه وكانت ستغادر ولكنه أمسك يدها مما جعلها تشعر بالخوف الشديد نظرت إلى يده ونظرت إليه بتعجب وخوف وسمعت صوتا يقول
وماذا عن هذا المتشرد
سحبت يدها بعنف ونظرت اليه قائلاتا لايشفق عليه غير من يشبهه
وغادرت دون الكتاب ودون المال فقط أخذت معها الخوف والغضب
هو كان يتأملها وهي تغادر وكان يمسك بيده الكتاب وإذا بالعجوز تنادي ياأنسة الباقي...
نظر هو إليها وإبتسم وقال للعجوز وهو يحرك يده بكم هذا الكتاب
نظرت العجوز الى الكتاب وإنتبهت أن الفتاة كانت تحمله تعجبت ولكنها إكتفت بالصمت فهذا ليس من شئنها المهم أن الكتاب سيباع
دفع للعجوز وغادر المكتبة وتوجه الى البقال و إشترى بعض الأغراض للأكل كالخبز والجبن والتونة ... رغم أنه يجيد الطبخ الى أنه إكتفى بالمعلبات لهذا اليوم
وظل يفكر في تلك الفتاة وما قصتها معه ولماذا دائما يلتقي بها ...
و الشيء الذي كان يقلقه أكثر هو عدم رد جدته وجده على الهاتف و هل حدث شيء فهم في العادة يجيبون عليه...