إستيقظت ذلك الصباح وهي حزينة لم تعرف سبب ذلك فقد كان أمسها عاديا جدا
ولم ترى أي كابوس لكن كان هناك شيء يزعجها لم تفهم سببه رغم محاولاتها لذلك
توجهت نحو والديها الجالسين على الأرض المفروشة والتي كانت تحتوي على الفطور البسيط جدا والذي لم يكن يفتح أي قابلية لأكله
أسندت نفسها الى جدار الغرفة وبينما كان والديها منغمسين في الفطور كانت تتأملهما بشيء من الشفقة
كان والدها رجل مسن وجهه مليئ بالتجاعيد وشعره كان مغطى بعمامة وكان يرتدي برنوصا باهة بسبب قدمه ...ولكنه كان يتمتع بجسد قوي فرغم كبر سنه لازال يرعى ماشيته بنفسه ويساعد في الإعتناء بالأرض...
وبينما هي شاردة في تأمل والدها سمعت صوتا يناديها كانت أمها تسألها
هل ستعملين اليوم
صمتت هي وشردت في السؤال المتكرر من قبل أمها كل يوم وكأنها تسألها ألم تتعبي من هذا العمل أو ألم يحن وقت ترك هذا العمل للأبد
وإكتفت با نعم وغادرت لكي تجهز نفسها من أجل العمل وبينما هي كانت منهمكة في تجهيز نفسها سمعت صوتا وإقتربت من الباب كانا والديها يتحدثان عن الزواج وأن العريس تأخر في تحديد موعد العرس ...
رغم أنه لم يمر على الخطبة الا شهور ولكن العادات في القرية أن يحدد العرس وألا يترك معلقا ...وكانت معظم الأعراس تتم بعد شهر واحد من الخطبة
ولكن هذا ليس شيئا جديدا فهي أصبحت معتادة على كسر العادات والتقاليد
ولكن رغم ذلك كان يألمها سؤال والدها الدائم عن موعد العرس
فهذا السؤال كان يجعلها تشعر بأنها أصبحت حملا ثقيلا عليه وأن وجودها في بيته أصبح يزعجه
لهذا قررت أن تحدث مصطفى بموضوع الزواج عندما تلتقي به اليوم بعد المدرسة وتريح والدها منها
وبعد هذا القرار أكملت تجهيز نفسها للمدرسة و تفحصت الكتب والهوية ...وغادرت المنزل مودعتا والديها مع بسمة سطحية