•الفصلُ الأول•

6.1K 172 154
                                    

بسم الله.
بداية هذَا الجُزء سوف تكُون من المُستقبل نسبةً للأحداث التي سوف تسير من هذَا الجُزء حتى مُدة قصيرة من الرواية، يعني أن البطلة سوف تتذكر أحداثًا قد حدثت مُسبقًا، و شكرًا.❤

ملحُوظة: أغلب الأماكن المذكُورة في الرواية حقيقيّة.

تم التعديل.✔
ـ

- وِجهةُ نظَر الرّاوية -

الظلامُ يعُم باريس بأكملِها و لأولِ مرّة مُنذُ زمنٍ بعِيد، كُلُّ شيءٍ بحياتِها أصلًا كانَ مُحاطًا بالعَتمةِ و يحملُ الكثِيرَ مِن الأحداثِ؛ و إلّا ما كُنتُ أنا هُنا الآن أروِي لكُم حكايتَها.

"أهلًا آمبرا." عانقتْ صديقتَها مُحاوِلةً أن تُظهِرَ الوِدَّ في تصرُّفِها بعدَما همستْ لها، لكِن لا.. انكسارُها كانَ واضِحًا تمامًا كوضُوحِ الشمس.

"مُباركٌ لكِ يا عزِيزتي." قالتْ آمبرا بنبرةٍ ظهرتْ لها مغلّفةً تمامًا بالسعادة، لكِن هل هي سعادةٌ.. أم نِفاق؟

"شُكرًا، لِمَ تأخرتِ؟" همستْ مِن جديد مُتسائِلة.

"تعلمِين بأمرِ الظلام.. اللعِين الذي فعـ -- " قاطعتْها بسُرعة واضِعةً كفّها علىٰ فِيها قائلةً: "فلتصمُتِي! أبي بالداخل."

كانتْ تعلمُ تمامًا أنَّ كُلَّ الخرابِ يحدثُ بسببِ والدها و أمثالهُ، لكِنها لمْ تقدِرْ أبدًا علىٰ الاعتراض.

"حسنًا، آسِفة." همستْ آمبرا في المُقابل بملل.

ذهبتْ آمبرا لتجلسَ بين المدعُوّين بينما ذهبتْ هي لتقفَ بجانبِ الشمُوع المُنطفِئة كي تُشعلَها، و بنفسِ الحِين كانتْ تتسرّبُ لمسامعِها أصواتُ ضحكاتهُم الساخِرات.

"هل رأيتُم حفلَ زفافًا أكثر رُومانسيّة مِن هذا؟" صاحتْ آمبرا و هي تمسكُ بكأسٍ في يدِها اليُمنىٰ؛

فـضحكَ جميعُ الجالسِين بسُخريةٍ واضحة.

"لا أشُكُ أبدًا في أنَّ كُلَّ هذا يحدثُ بسبب السيّد هنري يا شباب." همستْ هذه التارّة بحذرٍ فـشرعُوا مرّةً أُخرىٰ في السُخرية؛

لذا انكمشتْ ملامحُها، التي تكونُ مُنكمِشةً في ألمٍ دائمًا و بدونِ سبب، لا لا أنا آسِفةٌ حقًا. مَن سيحظىٰ بـلعنةٍ مُتحرّكةٍ كهنري و لن ينكمِشَ كُلُّ شيءٍ بجسدِه؟!

جمِيعُهم يعلمُون أنَّها تُعاقَب مِن قِبل والدها بهذه الطريقة، لكِن هي أيضًا لمْ تُناقشْ أو تُجادِلْ كثِيرًا؛ فإنَّها و بـطريقةٍ ما أرادتْ حدُوثَ هذا، لكِنّها ما أرادتْ أبدًا انحدارَ الأمرِ لهذا المذهَب القاسي.

بالإضافةِ إلىٰ كونها كانتْ تعلمُ أنَّها مهما جادلتْ هي لن تقدِرَ علىٰ تغيير قرار والدها.

جلستْ علىٰ إحدىٰ الأرائكِ و مِن ثُم نظرتْ لهُ مُباشرةً بدونِ أن تبحثَ عنهُ، و كأنَّها تحفظُ مكانَهُ.

 انــتِــقَــامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن