•الفصل الثاني و العشرون: الجُزءُ الأول•

993 71 24
                                    

ألتَفَتَ لَها بِبُطئٍ يُحاولُ إستيعابَ ما قالَتْهُ، أهي حقًا طَلبَتْ الذَهابَ مَعهُ؟

كادَ أنْ يَرُدَ بعدَما أَلتَفَتَ، لَكِنْ قَمِيصُ نَومُها القَصير، الذي لمْ يُغطي الكَثيرَ مِن ثَدييها أو قدميها؛ أَوقَفَهُ عَنْ الحَديثِ، و أَرغَمَهُ عَلىٰ النَظَرِ لِجَسَدِها مِن أعلاه لِأسفَلِه.

"أتعَلَمي إلىٰ أينَ أنا ذاهِبٌ؟" سأَلَ بِخفوتٍ بَعدَما أبعدَ نظَرَه عَنْ جسَدِها بصعُوبةٍ.

"سَمِعتُكَ تسألُ ديلان عَنْ جَودةِ الحَانةِ التي ستذَهَبا لَها لذا.." قالَتْ بِإرتِبَاكٍ بَعدَما لاحَظَتْ نظرَاتَه، لمْ تَجرُؤْ علىٰ الإقتِرابِ.

"و هَل تَذهَبي لِتِلكَ الأمَاكِنِ؟" سألَ مَرةً أُخرىٰ بإستِنكارٍ مُضيِّقًا عينيه، لا يعلَمُ لِمَ سألَها سُؤالًا كَهذا بينَما هو يعلَمُ عُمرَها.

"لمْ أكُنْ أُحبِذُ هذا لِذا نادرًا ما كُنتُ أذهبُ مَع آمبرا." قالَتْ بِصراحةٍ ناظرةً للأرضِ.

"ما الذي تَغيَّرَ الآن إذًا؟ ألَنْ تَخافي؟" سألَ مُجددًا بِسُخرِيةٍ، ألا يمَلُّ مِن الأسئلةِ؟ كان أيضًا يوَدُ التسَاؤلَ عَنْ آمبرا لَكِنّه يستَغني فِي الوَقتِ الحَالي عَنْ التفَاصيلِ.

صَمَتَتْ هي قليلًا بَعدَما رَفعَتْ رأسَها تُفكِرُ في رَدًا، ردودُ ليا صعبٌ يا زين.

"هل ستجعلُني أشعُرُ بِشئٍ كَهذا بينما أنا مَعكَ؟" رَدَّتْ بِسُؤالٍ في المُقابلِ بَعدَما عَقَدَتْ حاجِبَيها بطريقةٍ فُكاهيةٍ.

صَمتَ للحظاتٍ، لا يَعرِفُ بِما يُجاوبُ.. حتىٰ رَفعَ حاجِبَهُ بينما ينظرُ لَها؛ هو مُعجَبٌ بِذكائِها.

"زين، لمْ أخرُجْ لأيِ مكانٍ مُنذُ أتَيتُ إلىٰ هُنا." قالَتْ بِنبرةٍ مُتوسلةٍ بَعدَما لاَحَظَتْ أنَّهُ يُفكِرُ، لا تَعلَمُ أنَّه أتَخذَ قرارَه مُنذُ لحظاتٍ.

قَدْ استَغَلَ كلماتَها السابِقةَ كي يتحدَّثَ مَعها في هذا الموضوعِ.

"إذًا أينَ كُنتِ تَذهَبين في الأيامِ الماضيةِ؟" سألَ بِابتِسامةٍ، و الغَريبُ أنَّها رَفَعتْ نظراتَها لَه بِبُطئٍ، رُبما لأنَّها كانَتْ تَشُكُ بأنَّهُ علىٰ عِلمٍ بِكُلِّ ما يَجري.. و رُبما لأنَّها تَتَمَتَعُ بِالثَباتِ الإنفِعَاليّ.

كَادَتْ أنْ تَتحدَثَ لَكِنْ قَاطَعَها صوتَ رَنينُ هاتف..

"بَدِّلي مَلابِسَكِ سَريعًا؛ ديلان يتَصِلُ مُجددًا." قَالَ بِابتسامةٍ مُبيِّنًا أنَّهُ المُنتَصِرُ هُنا بينما يرفعُ الهاتِفَ كَإشَارةٍ للإتِصالِ، ثُم تَحرَّكَ مُتجهًا لِغُرفةِ المَعيشةِ كَي ينتَظِرَها.

حَرَّكَتْ ذِراعَيها بِحماسٍ، لا تُصدِقُ أنَّهُ بِالفِعلِ وافَقَ.

عادَتْ إلىٰ غُرفَتِها سَريعًا و أتجَهَتْ لِلخِزانةِ التي قَدْ وَضعَتْ كُلَّ ملابسِها بِها مُنذُ مُدةٍ.

 انــتِــقَــامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن