•الفَصلُ الثَالِثُ و العِشرُون•

1.1K 70 65
                                    

- وِجهَةُ نَظَر ليا -

لِمَ يَنظُرُ هَكَذَا لِي أقَتَلتُ أُمَهَ!؟

"سَيِّدَتِي، مَبدَائِيًا، أنتِ بِالفِعلِ تَخَطَّيتِ شَهرَكِ الثَالِث بِأَكمَلِهِ، هَذَا سَيَكُونُ صَعبًا لِلغَايَةِ!" قَالَ الطَبِيبُ مُوَضِّحًا الأَمرَ، حَتىٰ لَو كُنتُ بِشَهرِيَّ التَّاسِع!

"أَرجُوكَ، أنا أحتَاجُ لِهَذِهِ العَمَلِية!" أردَفتُ بِتَوَسُّلٍ بَينَما أَضُمُ كَفَيَّ أَسفَلَ ذَقنِي، ظُلْمٌ، وُجُودُ طِفلٌ دُونَ أَبِيهِ لَيسَ إلّا ظُلمًا!

"آسِفٌ، تَعلَمِين، القَانُونُ الفِرِنسيّ يُبِيحُ تِلكَ العَمَلِياتِ حَتَىٰ سِن الإِثنَتَيّ عَشَر إِسبُوع، و أَنتِ بِإِسبُوعِكِ الرَّابِعِ عَشَر. بِالإِضَافَةِ إلىٰ أنَّ ضَمِيرِيَّ المِهَنيّ يُحَتِّمُ عَلَيَّ رَفضَ مَا تُرِيدِينَهُ رَفضًا قَاطِعًا." قَالَ بِهُدُوءٍ عَاقِدًا حَاجِبَيه،

لِمَ يُعَقِّدُ الأُمُورَ؟؟

"و مِن أينَ سَيعلَمُ القَانُونُ؟ إسمَعْ، سَأُعطِيكَ كُلَّ مَا تُرِيدُ." أَردَفتُ بِسُرعَةٍ بَعدَما حَرَكتُ يَديَّ بِعَشوَائِيَةٍ.

ظَلَّ يَنظُرُ لِي مِن الأَسفَلِ إِلىٰ الأَعَلىٰ، وكَأنَني عَاهِرَةٌ تَجلِسُ دُونَ مَلَابِسٍ، مَا خَطبُهُ! سَيندَمُ..

"يُمكِنُنِي إتِهَامَكِ الآن بِقَضِيَّتَينِ خَطِيرَتَين إِجهَاضُ الطِفلِ، و أَخيرًا الرِّ -- " أَوقَفتُهُ قَبلَ أنْ يُكمِلَ، لمْ أَكُنْ أُرِيدُ اِستِخدَامَ العُنفِ مِن البِدَايَةِ، لَكِنِّي مُضطَرةٌ.

"إسمَعْ أَيُهَا الطَبِيبُ.. ولَا أَيُ مَخلُوقٍ عَلىٰ وَجهِ الأَرضِ يَقدِرُ عَلىٰ إتِّهَامِ أو تَهدِيدِ اِبنَةَ هنري هيلين سيدو، فَهِمتَ؟!" إرتَخَتْ مَلَامِحَهُ قَلِيلًا بَعدَما تَمتَمتُ بِتِلكَ الكَلِماتِ بَينَما أنظُرُ لَهُ بِوَعِيدٍ،

رَائِعٌ، أنَا الآن اَستَخدِمُ أَبِي كَحِمَايَةٍ، و هو فِي الحَقِيقَةِ لَمْ يَفعَلْها أَبَدًا. الأَمرُ مُضحِكٌ جِدًا.

تَرَكتُ سَرِيعًا كُلَّ أَفكَارِي جَانِبًا و نَظَرتُ لَهُ مُجَدَدًا بِجُمُودٍ،
حَوَّلتُ نظَارَاتِي لِسَطحِ مَكتَبِهِ أَبحَثُ عَنْ وَرَقَةٍ و قَلَم، و حِينَما وَجَدتُهُما رَفَعتُ يَديّ لِآخُذَهُما.

"سَتتَصِلُ بِي فِي أَقرَبِ وَقتٍ و حِينَها سَتُخبِرُنِي أنَّكَ جَاهِزٌ لِلعَمَلِيةِ، أَرجُو ألَّا يَطُولَ هَذَا؛ كَي لا تَندَمَ، حَسَنًا؟" قُلتُ بَينَما أُكتُبُ رَقَمِي عَلىٰ الوَرَقَةِ.

رَمَيتُ القَلَمَ ثُم نَهَضتُ دُونَ النَظَرِ لَهُ مُتَوَجِهَةً لِلبَابِ،
آسِفةٌ حَقًا لَأنَني أبتَزَزتُكَ؛ لَكِنَكَ غَبِيُّ.

 انــتِــقَــامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن