خفقَ قلبُ ليا بشدةٍ بعدَما قرأتْ مُحتوىٰ الرِسالةِ، أُثِيرتْ شكُوكُها و تكاثرتْ أفكارُها حولَهُ، هو فقَط، زين..
لولَا أنَّها تعرِفُ طريقةَ كتابتَهُ لمَا أنشغلتْ أفكارُها بهِ، لكِنها ترددتْ أيضًا في ذلِك و ظلّتْ تتساءلُ عَنْ سببِ تغزُّلهِ بها بهذَا الشكلُ اللطيفُ،
لمْ تُصدِقْ أنَّهُ صاحبُ الرِسالةِ لذَا هي أعادتْ الهاتِفَ لجيبِها بعدَما ألقتْ نظرةً علىٰ التاريخِ، تُضايقُها فِكرةُ أنَّ يومَ مولِدُه أتىٰ في هذِه الظرُوفُ.
ظلّتْ مُنشغِلةَ الفِكرِ بينَما هي جالِسةً برفقةِ أصدِقاءها القُدماءِ و الجدُد، حتىٰ عادتْ لمنزلِها لا تُفكِرُ في شئٍ سِوىٰ تِلك الرِسالةُ، و لمْ تُفكرْ أبدًا في إخبارِ ديلان؛ ستحتفِظُ بالأمرِ لنفسِها.
صعدتْ مُباشرةً لغُرفةِ هاريسون بعدَما أخبرتْها آبيلا أنَّهُ نائِمٌ، و فورما دلفتْ للغُرفةِ ذهبت، قبّلتْ جبينَهُ و دثّرتْهُ جيّدً، ثُم ذهبتْ و جلستْ بجوارِ النافِذةِ كالمُعتادِ،
نظرتْ للسماءِ كَكُلِّ ليلةٍ بتأمُلٍ حتىٰ بدأتْ حديثَها.
"قلبِي الأبلَه قدْ أشتاقَ لهُ و أنا لا أدرِي كيفَ أتخلّصُ مِن هذَا الشعُورُ القاتِلُ.. دائِمًا أتبادلُ النظرَاتَ مع جِدار غُرفتِي و كِلانا يُقسِمُ أنَّ الاِنهيارَ قريبٌ! لا أعلمُ كيفَ يزدادُ وقُوعَ قلبِي لكَ رُغم أنَّكَ خذلتَهُ يا زين! قُلْ لي مالذِي تفعلُه لي و كيفَ تُسحِرُني!؟ كيفَ تُسحِرُني فأنا أراكَ كُلَّ البشرِ ف عينيّ عِندما أشعرُ أننِي وحيدةٌ بدُونِكَ! لا أعلمُ هل أنا الآن أُريدُ عودتَكَ أم لا، كُلُّ ما أعلمُه أننِي أُحِبُكَ حُبًا لنْ تتكوّنَ ذرّةً مِنهُ في قلبِ إمرأةً أُخرىٰ تِجاهكَ، أُحبُهُ كثِيرًا يا إلهِي!"
بكَتْ في نهايةِ حديثَها كونَها لمْ تُسيطِرْ علىٰ مشاعرِها و نفسَها.
"أُحِبُه يا إلهِي فاغفِرْ ذلّتِي؛ إنّي فُتِنتُ و لمْ أتُبْ.." تمتمتْ مُجددًا بعدَما أنزلتْ وجهها للأسفلِ و غلّفتْهُ بكفّيها.
قدْ يكُونُ الأمرُ صادِمًا بالنِسبةِ لكُم، لكِن بالفعلِ مرَّ سِتةُ أشهُر علىٰ هذِه الحالُ المُفجِعةُ، مرّتْ الليالِي في السِتةِ أشهُر كُلُّ ليلةٍ كسابِقتِها،
تُمثِّلُ ليا الصمُودَ و التماسُكَ طُوالَ اليومِ، و تعُودُ ليلًا كي تشكِي همُومَها لسمائِها و نجُومِها.
سِتةُ أشهُر لا تعلمُ ليا حقًا كيفَ مرُّوا و أنقضُوا، سِتةُ أشهُر و لمْ تتغيرْ سِوىٰ بعضِ الأشياءِ البسيطةِ،
و هي أنَّ ديلان اِنتقلَ للعيشِ مع داڤيني في منزلٍ خاصٍ بهُما، علاقتُها بداڤيني و نينا توطّدتْ و أصبحنَ جمِيعًا مُقرّباتَ مِن بعضهِن البعضِ، و الشئُ الأهمُ في كُلِّ هذَا هو هاريسون.. هاريسون الذِي كانَ يكبرُ و تكبرُ كُلُّ الأشياءِ الجمِيلةِ معَهُ، تُحاوِلُ ليا أنْ تكُونَ صامِدةً فقَط لأجلِه و لأجلِ سعادتِه.
أنت تقرأ
انــتِــقَــام
Fanfiction[highest rank #1] #مُكتمِلة "أنا أغبىٰ شخص بهذا العالم اللعين." قالَ مُطأطأً رأسهُ بألمٍ و ندم. "أنتَ لم تُذنبْ! هي كانتْ تعلمُ تمامَ العلمِ أنَّكَ صديقُ زوجها." صمتَ قليلًا، "إنَّها مُجرمة!" ثُم أكملَ بـغيظ. "إذًا ماذا عليَّ أن أفعلَ؟!" صرخَ مُزمج...