•الفصلُ الرّابع•

1.7K 98 27
                                    

تم التعديل.✔
ـ

- الواحِد و الثلاثُون من يناير -

"ليا هل جُننتِ؟! لِمَ تجلسين هُنا بهذا الوقت؟" صرخَ هالعًا لِمَ يراهُ الآن.

"لِمَ تصرُخ؟ أفزعتَني كعادتِكَ يا هاري." زفرتْ هي بمللٍ شديد بعد أن تحدّثتْ بينما تنكمشُ علىٰ جسدِها كطفلٍ صغير.

"أنتِ تجلسين في الشُرفة بهذا الوقت بقميصِ نومكِ فقَط! و حزّري ماذا؟ نحنُ في مُنتصفِ فصل الشّتاء. و اللعنة جسدُكِ ينتفضُ بشدة و أنتِ لا تُبالين يا ليا! و حزّري ماذا أيضًا؟ أنتِ تتذمرّين لأنني أصرُخ!"

تحدّثَ مِن جديد ثُم بدأتْ نبرةُ صوتهُ تنخفضُ تدريجيًّا دليلًا علىٰ مُحاولتِه لتهدِئة نفسه،

فكادتْ هي أن ترُدَ و لكِن منعَها عَن ذلِك عطسةٌ خرجتْ مِنها في ظِل ما يُحدث.

"فليلعنْ الرَّبُ اللعنة الملعُونة التي صعدتْ لكِ من الجحِيم السابعة يا ليا." صرخَ مرة أخرىٰ و هو يركضُ لها حتىٰ يحملَها.

"لا هاري، فلتتر --" قاطعَها بحزمٍ قائلًا: "هيّا يا ليا العنادُ الآن لن يُفيدكِ بأيِّ شيء. كادَ جسدُكِ أن يتجمّدَ مِن البرُودة."

استسلمتْ للأمر بالنهاية فحملَها و دخلَ الغُرفةَ سريعًا بينما هي تشبّثتْ به بكُلِّ قوّتها غير قادرةٍ علىٰ الحديثِ حتىٰ يضعَها علىٰ الفراشِ ليستلقي بجانبِها مُعانقًا إيّاها.

نظرَ لوجهِها بتمعُّنٍ بعدما باتَ واضحًا لهُ نظرًا لأنَّهُ لمْ يرْه بالبداية لأنَّها كانتْ تجلسُ بالظلام، فوجدَ الزُرقةَ تملأُ وجهها بالكاملِ لشدة البرُودة.

"هل جلستِ بالخارج لفترةٍ طويلة؟" سألَها رُغم أنَّهُ يعرفُ الإجابةَ، فأومأتْ بـصمت ليلعنَ مِن جديد.

ازدادَ انتفاضُ جسدها فما كانَ بيدِه إلّا أن يضعَ الغطاءَ عليهُما و يضُمَها إليه أكثر، و هي بدورِها التصقتْ به بقدرِ ما استطاعتْ.

"ألمْ تُخبرِيني بأنَّكِ تشعُرين بالدفء في عناقي و ملابسي؟ هيّا إذًا يا حبيبتي تشبّثي بي." قالها هامسًا بجانبِ أُذنها لتفعلَ ما طلبَه بـصمت.

مرَّ الكثيرُ مِن الوقتِ و هو ما زالَ يشعرُ بها مُستيقظةً؛ فما زالتْ تتنفسُ بـغيرِ انتظام لكِن خفّتْ رعشةُ جسدها قليلًا.

"لا تترُكني يا هاري." قالتْ بهدوء و هي تتنفسُ بثُقلٍ؛

فنظرَ لها مُطولًا حيثُ أنَّهُ تعجّبَ قليلًا مِما تفوّهتْ به.

"لن أفعل." قالَ و هو يضعُ رأسَها بعنُقه.

لأنَّ المشاعر الطيّبة لا تُشترىٰ، و الاهتمامُ لا يُطلَب و نحنُ لمْ نُؤمِن بكُلِّ تِلك الأحاسيس عبثًا. واجبٌ عليك أن تُعطي لأنَّك تُريدُ و ليسَ لأنِّي أُريد، هذا هو الحُب و تِلك هي المعاني الحقيقية و الصريحة للعطاء.

 انــتِــقَــامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن