•الفصلُ التاسعُ و العِشرون•

1.2K 68 152
                                    

- وِجهةُ نظر ليا -

نهضَتُ مُنتفضةً و مُغيّرةً وضعِيةَ اِستلقائي لأبدأَ بالنظرِ حولي بذُعرٍ، أنفاسِي المُضطربةُ، شَعري المُبعثرُ و جبينِي المُتعرّقُ.. كُلُّ هذَا كنتُ قادرةً علىٰ الشعورِ بهِ بعدَما اِستيقظتُ مِن موتتِي الصُغرىٰ

بعدَما أدركتُ أنَّ هذَا كانَ.. حلُمًا سخيفًا مُجددًا بدأتُ أعملُ علىٰ تنظيمِ أنفاسِي

"أسيظَلُّ هذَا اللعينُ يزورُ أحلامِي فيُحوِّلَها لكوابيسٍ! اللعنةُ عليكَ زين." تمتمتُ بصعوبةٍ مِن بينَ أنفاسِي بينَما أضعُ يدِي علىٰ قلبِي الذِي ينبضُ بعُنفٍ.

كنتُ أتحدثُ بأريحيةٍ بالآنِ نفسهُ و أسبُّه بعدَما علمتُ أنَّهُ ليسَ موجودًا بالغُرفةِ، و ظللتُ أُرددُ الشتائمَ بعدَما اِزدادَ ألمُ رأسي.

"رأسِي أيُّها اللعينُ.." صِحتُ مُزمجرةً مرةً أُخرىٰ، صدقُوني الألمُ لا يُحتملُ.

هو ليسَ لعينًا! ... أكانَ هذَا صوتُ عقلي؟

"تبًا لكَ أنتَ أيضًا!" صِحتُ، هذَا ما يحدثُ لي دائمًا عندَما استيقظُ بمزاجٍ سيئٍ، أحدثُ نفسِي كالمجنُونةِ و أصرخُ بكُلِّ شئٍ..

نهضتُ و بدأتُ أتحركُ في الغُرفةِ بكسلٍ أُريدُ الوصُولَ لهاتفِي كي أرىٰ التوقيتَ،
و حينَما علِمتُ أنَّها الثامِنةُ صباحًا فقَط بدأتُ الشتمَ في زين مُجددًا.

بعدَ وقتٍ قصيرٍ مرَّ كنتُ خارجَ الغُرفةِ مُقررةً صُنعَ كُوب قهوة.

وقفتُ في المطبخِ لبعضِ الوقتِ حتىٰ أنتهيتُ و صعدتُ مُجددًا دُون إصدارِ أيِّ ضوضاءٍ كي لا ينزعجَ أيَّ شخصٍ بالمنزلِ. دلفتُ للغُرفةِ مرةً أُخرىٰ حاملةً الكُوبِ بيدِي و بدأتُ في تفقدِ غُرفةِ زين،

أعني أنّي مُنذُ أتيتُ لمْ أُدققْ بالغُرفةِ كثيرًا.
لمْ أجِدْ شيئًا مُثيرًا للاِهتمامِ علىٰ كُلٍّ، لكِن كالعادةِ.. أُعجبتٌ بذوقِه الرفيعِ.

بعدَما أنتهيتٌ توجهّتُ للشُرفةِ لأنعمَ بنسماتِ الهواءِ الصباحيةِ الرائِعةِ، حسنًا أنا الآن رُبما عليَّ أنْ أشكُرَ زين.

كنتُ أنوِي شُربَ القهوةِ دُون التفكيرِ في أيِّ شئٍ كي أُعدلَ مزاجيتِي، لكِن يبدُو أنَّ لزين رأيًا آخرًا، ممنوعٌ أنْ أنعمَ بالهدُوءِ، و ممنوعٌ أنْ أحظىٰ براحةِ البالِ؛

قدْ كانَ يقفُ معَ تِلك المُسمّاة بچيچي في أحدِ أركانِ الحدِيقةِ و يتحدثان سويًا، وددتُ حقًا أنْ أعرفَ في أيِّ شئٍ يتحدثا، و لكِن بالرغمِ مِن قُربهِما مني أنا لمْ أسمعَ شيئًا.

لا أدرِي لمَ أنا شاغلةً تفكِيري بهما الآن، أعنِي لو كانَ بينهُما عِلاقةً ما أنا لنْ أحزنَ، كُلُّ ما في الأمرِ أننِي لا أُحبُ هذِه الفتاةُ، و لا أرَاها مُناسبةً لزين بصراحةٍ.

 انــتِــقَــامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن