"أُحذرُكِ مِن التحَدثِ عَنّي أَمامَ أُمي مُجددًا بهذِه الطَريقَةِ." قالَ بثُقلٍ بينَما يترَّنحُ ترَنُحًا خَفيفًا يُحاولُ الوصُولَ إلىٰ فِراشِه.
"زين، أنا لمْ أفعَلْ شَيئًا!" ردَّتْ هي مُتعجِبةً مِن أمرِه حَالما دَلفتْ للغُرفةِ، تُحاولُ إيقَافَه لتَفهمَ ما يَقصدُهُ.
"مُجردُ كاذِبةٌ، أنا تزوَّجتُ كاذِبةً و مُمثلةً كبِيرةً." أردفَ مِن جديدٍ بصَوتٍ أعلىٰ الحُنق كانَ واضحًا جدًا فِي نبرتِه، كانَ يُحاولُ نزعَ الحذاءِ عَنْ قدمَيهِ بعدَما جلسَ علىٰ طرفِ الفِراشِ.
أدركَتْ ليا أنَّهُ ثُملٌ، و أَدركَتْ أيضًا أننَا نتفَوهُ بأصدَقِ ما يجُولُ في خَواطرِنا في حالاتٍ كهذِه لذَا..
أهذِه أنا فقَط بالنِسبةِ لهُ؟ مُمثلةٌ و كاذِبةٌ؟
صدَحَ هذَا السُؤالُ مُترددًا بإِندفاعٍ إلىٰ عقلِها."أنا أفعلُ كُلَّ ما طلبتَهُ مِني مُنذُ أنْ أتيتُ، مالذِي حدثَ؟ هل أخبرَتكَ أُمي بأيِّ شئٍ قَدْ ضايقَها؟" تفوَّهتْ بصعُوبةٍ بعدَما أجتاحَ الألمُ قلبَها،
ذَاكَ الألمُ الغريبُ، عندَما تشعرُونَ أنَّ هُناكَ شئٌ يعتصِرُ قلوبَكُم ليجعلَهُم يضخُوا كُلَّ الدمِ الذِي يكمُنُ بهُم بعُنفٍ، يُشعرُكم أنتُم أنَّكم علىٰ وشكِ السقُوطِ،
هذَا ما كانَتْ تشعرُ بهِ ليا..
"إنَّها ليسَتْ أُمكِ و اللعنة! لمَ تُنادِيها بأُمكِ أليسَتْ لدَيكِ واحِدةً!" صرخَ بعصبِيةٍ لتنتَفضَ هي فِي وقفتِها بينَما تنظرُ لهُ، عادَ نفسُ الألمِ مرةً أُخرىٰ؛
بعدَما جعلَها تتذكرُ كُلَّ شئٍ يخصُ والدتَها، جعلَها تتذكرُ أنَّها فَارقتْها مُنذُ سنينٍ، و أنَّها بالفِعلِ ليسَتْ لدَيها واحِدةً، هي بائِسةٌ..
بينَما يُحاولُ فكَّ أزرَارَ القميصِ كانَتْ تنظرُ لهُ و تُحاربُ سقُوطَ دمُوعَها، متىٰ سيشعرُ بذرةٍ واحدةٍ مِما تشعرُ هي مِن ألمٍ؟
"هل أبدُو لكَ كمُراهقةٍ زين، أتفوّهُ بأيِّ شئٍ دونَ أنْ أُفكرَ بهِ؟!" سألتْ هي بعدَ لحظاتٍ مِما قالَهُ و الدمُوعُ تترجرجُ في عينَيها، هي لا تفهمُ حقًا ما تحدّثَ عنهُ لكِنها تُحاولُ اِستدراجَ الكلامِ مِنهُ.
سكَنا للحظاتٍ، زين يستلقِي علىٰ بطنِه، و قبلَ أَنْ يُغمضَ عينيهُ نظرَ لها و قالَ: "تبدِين لي أقلَّ مِن ذلِك.."
فُتِحتْ عينَيها علىٰ مِصراعيها، اِبتلعتْ ريقَها بصعُوبةٍ، لا تُصدقُ أو تفهمُ ما يحدثُ.
نظرَتْ للأسفلِ بعدَما تساقَطتْ بعضُ الدمُوعِ، لكِنها رفعتْ رأسَها سريعًا لتنظُرَ لهُ "هْآي، أين سأنامُ أنا؟" ثُم صرخَتْ بضجرٍ بعدَما وجدتْهُ نائِمًا في مُنتصفِ الفراشِ.
أنت تقرأ
انــتِــقَــام
Fanfic[highest rank #1] #مُكتمِلة "أنا أغبىٰ شخص بهذا العالم اللعين." قالَ مُطأطأً رأسهُ بألمٍ و ندم. "أنتَ لم تُذنبْ! هي كانتْ تعلمُ تمامَ العلمِ أنَّكَ صديقُ زوجها." صمتَ قليلًا، "إنَّها مُجرمة!" ثُم أكملَ بـغيظ. "إذًا ماذا عليَّ أن أفعلَ؟!" صرخَ مُزمج...