•الفصل الثامن عشر•

1K 65 20
                                    

- وجهة نظر زين -

حسنًا ، لمْ أكُنْ أظُن أنني سوف أرى شبيهًا لهاري بهذه الطريقة طوال حياتي ، لكنّه حدث ، لقد رأيتُ شبيهًا لهاري ،

ذاك الشاب ، عندما دققتُ في ملامحِه قليلًا علمتُ أنه ليس هاري ، يُشبِهُه جدًا ، و كأنه توأمه بحقٍ.

لا أعلمُ لمَ تصرفتْ ليا على ذلك النحوِ ، أعني أنها كانت على وشك أنْ تُعانقَه و كأنها كانت فعلًا تهتمُ لأمرِ هاري حقًا ،

أكانت كذلك فعلًا ؟ أم أنها تُحاولُ لفت انتباهي كي أغفلَ عن كوّنها أحد الأسباب في قتلِ هاري! أجل ، أنا مُتأكدٌ مِن أنه قُتِل لذا لا تتساءلوا.

لا أعلمُ ، كُلُ ما أعلمُه أنَّ تصرُفها كان مُريبًا بالنسبةِ لي ، لمْ أكُنْ أتوقع أنها قدْ تفعلُ شيئًا كهذا ،

لأنها لو كانت تهتمُ لأمرِ هاري لما فعلتْ هذا ، لا تقلقِ يا ليا ، أنا لنْ أغفلَ أبدًا عنْ أمرِ صديقي الذي حرمتني مِن رؤيتُه ، و سوف تريّ.

بدَتْ ضائعةً للغايةِ عندما أدركتْ الأمرَ ، تمتمتْ بـ "آسفة." ثُم أبتعدتْ مُتوجهةً للسيارةِ دونَ كلمةٍ ، و بخطواتٍ مُتباطئةٍ ،

فلمْ يكُنْ بوسعي أنا إلا أنْ أعتذرَ للشابِ مُجددًا ثُم أبتعدُ عنه. عندما عُدت للسيارةِ و رأيتُ اللعنة وجهها ، شعرتُ بأنَّ رأسي سينفجرُ مِن شدةِ الغضبِ ،

كيفَ لها أنْ تُسيطرَ على أعصابي و إنفعالاتي هكذا دونَ بذلِ أي مجهودٍ! 

كِدتُ أصرُخُ بها و أسألُها عنْ فعلتها فورَ صعودي ، لكنّي وجدتُها بنفسِ الملامحِ الضائعةِ في الأفكارِ مُستندةً برأسِها على النافذةِ ،

كان يُمكنني أنْ أصرُخَ كي أُفزِعَها و هكذا أكونُ نِلتُ مِنها ، صحيح ؟
إذًا لمَ تراجعت عن الفكرةِ عندما نظرتُ لها و بقيتُ صامتًا ؟

حسنًا ، نحنُ لازلنا بيومِنا الأولِ سويًا ، لذا أنا أمامي الكثير لفعله ، فاللمرةِ الثانيةِ لا تقلقِ يا ليا.

ركزتُ في قيادتي مُجددًا دونَ أنْ أنظرَ لها حتى توقفتُ أمام المنزلِ ، أجل ، أمام منزلي.

ظللتُ صامتًا للحظاتٍ مُنتظرًا منها أنْ تترجلَ مِن السيارةِ ، و عندما شعرتُ بسكونِها نظرتُ لها لأجدَها لازلتْ مُستندةً على زُجاج السيارةِ ، تبدو عميقةً في تفكيرِها ، و كأنها لمْ تشعُرْ بتوقفِ السيارةِ.

أنني حتى لا أرى وجهها بسببِ خُصلاتِ شعرها الطويلةِ نسبيًا التي تُخفيه.

"ماذا ؟ أعجبتكِ السيارةَ لتلك الدرجة ؟" سألتُ بسُخريةِ آملًا أنْ تخرُجَ مِن أفكارِها ،

و حالما أنتيهتُ مِن كلماتِي أنتفضتْ هي بفزعٍ و بدأت تمسحُ على وجهها ، أنا لا أفهمُ شيئًا ، ماذا حدثَ ؟

 انــتِــقَــامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن