•الفصلُ الثانِي و الثلاثُون•

1.3K 74 153
                                    

"ماذَا تفعلِين هُنا؟" سألتْ ليا بهدُوءٍ رافِعةً حاجِبيهَا بعدَما عقدَتْ ذِراعيهَا أسفلَ صدرِها.

"أنا هُنا لزِيارةِ عشِيقي، مالذِي تفعلِينهُ أنتِ هُنا!" أردفتْ الأُخرىٰ مُتسائلةً ففتحتْ ليا عينيهَا بصدمةٍ هادئةٍ.

عشيقُها؟! هل قصدتْ منزِلًا آخرًا؟! ...
فكرتْ و تساءلتْ ليا بداخلِها مذعُورةً مِن الأفكارِ التِي داهمتْ رأسَها.

"هذَا منزلُ زوجِي و مِن الطبِيعيّ أنْ أكونَ بهِ، هل مَن يأتِي لزِيارةِ الناسِ يتسللُ كاللصُوصِ هكذَا؟" تجاهلَتْ ليا تِلك الكلمةُ المُزعجةُ و تحدثتْ بهدُوءٍ عليلٍ معَ اِبتسامتِها الباردةِ.

"أحفظِي لسانَكِ، أيُّ زوجٍ تتحدثِينَ عَنهُ يا كاذِبة، أليسَ هذَا منزل زين؟" رفعتْ صوتَها مُزمجرةً فحدقتْ بها ليا بحاجبٍ مرفُوعٍ قبلَ أنْ تُجيبَ: "أجل يا سييرا، هذَا منزلُ زوجِي زين."

"إذًا أنتِ تعرفِينَني، يجبُ أنْ تعرفِي أيضًا أنَّ سييرا لا تُحبُ الكذِبَ و المُجادلةَ، أبتعدِي عَنْ طريقِي." أشارتْ بتحذيرٍ أثناءَ حديثِها، و في النّهايةِ دفعتْ ليا لتُسقطَها علىٰ الأرضِ،

شهقتْ ليا بألمٍ و صدمةٍ في ذات الحِين نتيجَة ما حدثَ لها، حاولتْ أنْ تنهضَ لتُلقنَ تِلك العاهرةُ درسًا لكِنها لمْ تستطعْ، بالإضافةِ إلىٰ أنَّها سمِعتْ صوتَ إرتطامِ أشياءٍ مِما جعلَها تتوقفُ عَنْ المُحاولةِ و تنظرُ لمَ يحدثُ.

شهقتْ مُجددًا بصدمةٍ بعدَما وجدتْهُ يقفُ أمامَ تِلكَ المُمسكةُ بخدِها مُنصدمةٌ هي الأُخرىٰ، و التساؤلُ عَنْ لحظةِ وجودِه هو ما كانَ يجولُ في بالِ ليا.

"لقدْ صفعَها." تمتمتْ بخفُوتٍ شديدٍ بعدَما أدركتْ هذَا، لا تُصدقُ أنَّ هذَا حدثَ بالفعلِ، و بعدَ ذلِك رأتْهُ يقتربُ مِنها ثُم أنحنىٰ ليُصبحَ مُقابلًا لها.

"هل أنتِ بخيرٍ؟ أكُلُّ شئٍ علىٰ ما يُرامُ؟" سألَ و لاحظتْ ليا القلقَ علىٰ ملامِحه مِما أزادَ مِن تعجُبِها، زين قلِقٌ علىٰ ليا أليسَ هذَا غريبًا؟

"هل ما قالتْهُ كانَ صحيحًا؟" لمْ تستطِعْ مَنع نفسَها عَنْ التسَاؤلِ فتحدثتْ بنبرةٍ ضائِعةٍ، كانتْ تعلمُ أنَّهُما يتقابلَا دومًا لكِن لمْ تتوقعْ أنْ يصلَ الأمرُ لهذَا الوضعُ.

لمْ يفهمْ ما تفوّهتْ بهِ لأنَّهُ لمْ يحضِر حوارَهُما مُنذُ بدايتِه، لذَا تجاهلَ ما قالتْهُ و بدأَ في مُساعدتِها في الوقُوفِ و إعادةِ توازُنِها.

"ليا رُدي علىٰ سُؤالِي، هل نذهبُ -- " كادَ أنْ يتحدثَ لكِن قُطِعَ بواسطةِ سييرا التِي صرختْ قائلةً: "أتصفعُني لأجلِ هذِه العاهرةُ التِي تدّعِي أنَّها زوجتُك!"

"ألفُظي بحرفٍ آخرٍ قدْ يُسيئ لها و سأصبُ لعنتِي عليكِ، مَن تظُنينَ نفسَكِ و مَن أخبركِ بموقعِ منزلِي!" أنفعلَ زين دُونَ أنْ يتحرّكَ مِن مكانِه بينَما هو مُمسكٌ بذِراعِ ليا.

 انــتِــقَــامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن