تأنيبُ الضمِير.. شعُورٌ مُؤلمٌ جدًا قادِر علىٰ تعذِيبِ صاحبُه، لو أنتَ بلا قلب فحتمًا واجِبٌ عليكَ شكرُ إلهَك لأنَّكَ لنْ تُجرِّبَ شعُورًا كهذَا.
و للأسفِ بطلُنا لمْ يكُنْ مِن هذِه الفِئةُ، زين يملكُ قلبًا كبيرًا و نقيًا،
أصبحَ يلعنُ كثيرًا الظرُوفَ التِي جعلتْهُ غريبًا و أخرقًا بهذَا الشكلُ.فهو قبلَ ما يحدثُ بلحظاتٍ كانَ مُتهوِّرًا جدًا، كانَ يُفكرُ في كيفيةِ جعلِها أضحُوكة أمامَ نفسِها، لكِن بعدَما سقطتْ أمامَ عينيهِ فاقِدةً وعيهَا أدركَ مدىٰ سذاجتَهُ و قسوتَهُ.
ندمَ ندمًا شديدًا و حتىٰ الآن هو لا يعرفُ كيفَ يُصلحُ الأمرَ،
فهو قدْ أتىٰ لها بقِطةٍ ليسخرَ مِنها و يُضايقُها،و ما أسوأَ أنْ يعرِفَ أحدٌ نِقاطَ ضعفَكُم..
رؤيتُهُ لها مُمددةٌ علىٰ الأريكةِ كجُثةٍ هامِدةً مُنذُ ساعةٍ جعلتْهُ يُرددُ جُملةً واحِدةً و هي: "أينَ كانَ عقلِي عِندما فكرتُ بفعلِ شيئًا كهذَا.."
لمْ يكُنْ يدرِي كيفيةَ التصرُّفِ لشِدةِ صدمتِه و قلقِه، لمْ يظُنْ أبدًا أنَّ الأمرَ سينتهِي بالإغماءِ، لكِن هذَا لا ينفِي كونَهُ أحمقًا جدًا.
عصرَ دِماغَهُ بتفكِيرٍ بعدَما أبعدَ القلقَ عَنْ قلبِه لقليلٍ مِن الوقتِ، يُريدُ أنْ يصِلَ لحلًّ يُنجدُه مِن هذِه الورطةُ.
هو كانَ قريبًا مِنها بالفعلِ و مُمسكًا بيدِها، تحسسَ مِعصمَها بسبّابتِه و وُسطتِه، هُناكَ نبضٌ..
ثُم وضعَ كفَهُ الآخر عِند أنفِها ليفحصَ تنفُسَها، تتنفسُ باِنتظامٍ؛تنهدَ بإِرتياحٍ و نهضَ بصعُوبةٍ مِن مكانِه بعدَما جعلَها تستلقِي علىٰ جانبِها، ينوِي الصعُودَ لغُرفتِه طالبًا المُساعدةِ مِن إحدىٰ زُجاجاتِ عِطرهُ.
نزلَ و حِينما أقتربَ مِنها مُجددًا بخَّ بختينِ مِن الزُجاجةِ علىٰ يدِه و قرَّبَها لأنفِها؛ عقدتْ حاجبَيها بإنزِعاجٍ فكررَ فعلتَهُ حتىٰ بدأتْ في فتحِ عينيها.
في هذِه اللحظةُ قلبُه كانَ ينبضُ بعُنفٍ خائفًا.. خائفًا مِن مواجهتِها لأنَّهُ لا يملكُ تفسيرًا منطقيًا لمَ فعلَهُ،
حاولَ أنْ يُهديهَا قِطةً رُغم علمهُ كيفَ ترهبُ القِططَ، أيُّ لعنةً حلّتْ برأسِكَ يا زين!
حالمَا فتحتْ عينيها تمامًا و بدأتْ تستوعبُ الأمرَ، نظرتْ حولَها بذُعرٍ خائفةً مِن وجُودِ ذلِك الكائنُ المُريبُ حولها،
حاولَ أنْ يُخبرَها ألّا تقلقَ لأنَّهُ بالفعلِ وضعَها مِن جديدٍ في صندُوقِها، لكِن يبدُو و كأنَّ لسانَهُ قدْ شُلَّ..
تمتمتْ بـ 'لا' لعدِة مراتٍ بينَما تهزُّ رأسَها بعدمِ تصديقٍ، بعدَما نهضتْ بخوفٍ و نظرتْ له،ُ و شعرتْ بيدِها بينَ خاصتيهِ؛ بدتْ خائفةً مِنهُ جدًا لذَا هي حاولتْ أنْ تبتعدَ عَنهُ بقدرِ المُستطاعِ.
أنت تقرأ
انــتِــقَــام
Fanfiction[highest rank #1] #مُكتمِلة "أنا أغبىٰ شخص بهذا العالم اللعين." قالَ مُطأطأً رأسهُ بألمٍ و ندم. "أنتَ لم تُذنبْ! هي كانتْ تعلمُ تمامَ العلمِ أنَّكَ صديقُ زوجها." صمتَ قليلًا، "إنَّها مُجرمة!" ثُم أكملَ بـغيظ. "إذًا ماذا عليَّ أن أفعلَ؟!" صرخَ مُزمج...