•الفَصلُ الخَامِس و العِشرُون•

1.2K 72 37
                                    

"هَلا أَخبَرتَنِي كَيفَ حَدَثَ ذَلِك!" قَالَتْ بِاِستِنكَارٍ بَينَما هي تَشعُرُ بِرَغبَةٍ عَارِمَةٍ فِي البُكَاءِ؛ نَتِيجَةُ إِخبَار الطَبِيبِ لَها أنَّها بِالفِعلِ لَمْ تَفقِدْ الطِفلَ.

صَحِيحٌ، كَيفَ حَدثَ كُلُّ ذَلِكَ بَينَما أَثبَتَ كُلُّ شَئٍ بِأنَّها فِعلِيًا أسقَطَتْ جَنِينَها!

"صَدقِينِي هذَا لَمْ يَظهَرْ لَنا عِندمَا قُمنَا بِالتحَالِيلِ قَبلَ و بَعد العَمَلِيةِ، و كَأنَّ شَيئًا مَا أَخفَاهُ عَنْ الأَجهِزَةِ!" قَالَ الطَبِيبُ بِإِندِهَاشٍ،

أَجَل، هي عِندَ الطَبِيبِ الذِي أَجرَىٰ لَها العَمَلِيَةِ.
كَانَتْ عِندَهُ بِصُحبَةِ زين، زين الذِي لَازَالَ تَحتَ تَأثِيرِ صَدمَةٍ مَا قَالَتْهُ، و عِندَما أَكَدَ الطَبِيبُ الحَدَثَ؛ زَادَتْ صَدمَتُه.

كَانَا يَجلِسَا أَمَامَ الطَبِيبِ، هي تُحَادِثُه و زين هو يَنظُرُ لَها بِتَفكِيرٍ،
يُفَكِرُ فِيمَا هو مُقبِلًا عَليهِ.

"مَاذَا إِذًا عَنْ مُتلَازِمَةِ اليَومِ الثَالِث!" سَأَلَتْ مُجدَدًا بِضيَاعٍ ثُم أستَأنَفَتْ قَائِلَةً: "بِما أنَّ الإِجهَاضَ لَمْ يَحدُثْ!"

"إِسمَعي، مُتَلَازِمَةُ اليَومِ الثَالِث غَالِبًا مَا تَحدُثُ لِلنِسَاءِ اللائِي يَقُمنَ بِعَمَلِيَاتِ الإِجهَاضِ، و كَانَ غَرِيبًا جِدًا أنْ يَحدُثَ لَكِ نَزِيفًا بِاليَومِ الثَالِثِ بِالتَحدِيدِ بَينَما أنتِ تُحَافِظِينَ عَلىٰ جَنِينِكِ بِالفِعلِ. لَمّا قُمنا بِالتحَالِيلِ حِينَها لَمْ نَجِدْ سَبَبًا آخرًا لِلنَزِيفِ؛ و لِذَا أَنا مُتَأكِدٌ الآن أنَّ ذَلِكَ النَزِيف حَدَثَ لِسَبَبٍ نَفسِيّ." قَالَ الطَبِيبُ دُفعَةً وَاحِدَةً لِتُراجِعَ ليا كَلِمَاتَهُ مُجدَدًا و تَقتَنِعُ جِدًا؛

النَزِيفُ لَمْ يَحدُثْ إِلّا عِندَما تشَاجَرتْ مَع زين و نَهرَها وَالِدُها..

نَظَرَتْ لِزين لِتَجِدَه يَنظُرُ لَها بِالفِعلِ.
صَمتَتْ قَلِيلًا بَعدَما أَشَاحَتْ بِنَظَرِها بَعِيدًا و بَقَتْ تُفَكِرُ، و مِن نظَرَاتِها.. فَهِمَ زين مَالذِي تُفَكِرُ بِه فَعقَدَ حَاجِبَيه،

أَعنِي هَل هي وَاعِيةٌ لِمَا تُفَكِرُ بِه الآن!

"كَمْ بَقىٰ عَلىٰ وِلَادَتِها؟" سَأَلَ زين بِطَرِيقَةٍ غَيرُ مُبَاشِرَةٍ؛ مُتمَنّيًا أنْ يَحصُلَ عَلىٰ الإِجَابَةِ المَرغُوبَةِ، و فِي تِلكَ اللَحظَةِ رَفعَتْ ليا رَأسَها و نَظَرَتْ لَهُ نَظرَةَ 'لِمَ واللَعنَة لا تَثِقُ بِي قَلِيلًا؟'

"هي بِمُنتَصَفِ شَهرِها الخَامِس.. رُبَما تَلِدُ مُبَكِرًا، أَو فِي مِيعَادِها بَعدَ ثَلَاثَةِ أَشهُر، شَئٌ كَهذَا لَنْ يُحدَدَ الآن. لِكنَنا قَادِرُون عَلىٰ مَعرِفَةِ جِنسِ الجَنِينِ إِذَا أحبَبتُمُ." أَنهَىٰ الطَبِيبُ حَدِيثَهُ بِنَبرَةٍ يَتخَلَلُها المَرحُ.

 انــتِــقَــامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن